تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع النون

صفحة 121 - الجزء 18

  والتَّجْنينُ: ما يقولُه الجِنُّ؛ قالَ بدرُ بنُ عامِرٍ:

  ولقد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً ... ولقد نَطقْتُ قَوافِيَ التَّجْنينِ⁣(⁣١)

  وأَرادَ بالإنْسِيَّة ما تقولُ الإنْسُ.

  وقالَ السُّكَّريُّ، ¦: أَرادَ بالتَّجْنينِ الغَريبَ الوَحْشِيَّ.

  وقَوْلُهم في المَجْنُونِ: ما أَجَنَّه، شاذٌّ لا يقاسُ عليه، لأنَّه لا يقالُ في المَضْروبِ ما أَضْرَبَه، ولا في المَسْلولِ ما أَسَلّه، كما في الصِّحاحِ.

  وقالَ سِيْبَوَيْه: وَقَعَ التَّعجبُ منه بما أَفْعَلَه، وإن كانَ كالخُلُقِ لأَنَّه ليسَ بلونٍ في الجَسَدِ ولا بخِلْقةٍ فيه، وإنَّما هو مِن نُقْصان العَقْلِ.

  وقالَ ثَعْلَب: جُنَّ الرَّجُلُ وما أَجَنَّه، فجاءَ بالتَّعجبِ مِن صيغَةِ فِعْل المَفْعولِ، وإنَّما التَّعجبُ مِن صيغَةِ فِعْل الفاعِلِ، وهو شاذٌ.

  والمَجَنَّةُ: الجِنُّ.

  وأَجَنَّ: وَقَعَ في مَجَنَّةٍ؛ وقالَ:

  على ما أَنَّها هَزِئتْ وقالتْ ... هَنُون أَجَنَّ مَنْشأ ذا قريب⁣(⁣٢)

  والجِنُّ، بالكسْرِ: الجِدُّ لأَنَّه ما يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه القَلْبُ.

  وأَرْضٌ مَجْنونَةٌ: مُعْشَوْشِبةٌ لم تُرْعَ.

  وجُنَّتِ الرِّياضُ: اعْتَمَّ نَبْتُها.

  وجُنَّ الذُّبابُ جُنوناً: كثُرَ صَوْتُه؛ قالَ:

  تَفَقَّأَ فَوقَه القَلَعُ السَّواري ... وجُنَّ الخازِبازِ به جُنونا⁣(⁣٣)

  كما في الصِّحاحِ.

  وفي الأساسِ: جُنَّ الذَّبابُ بالرَّوْضِ: تَرَنَّم سروراً به.

  وقد ذُكِرَ في «ب وز»: أَنَّ الخَازِبازَ اسْمٌ لنَبْتٍ أَو ذبابٍ فرَاجِعْه.

  والجِنَّةُ، بالكسْرِ: الجُنونُ؛ ومنه قوْلُه تعالَى: {أَمْ بِهِ جِنَّةٌ}⁣(⁣٤)؛ والاسْمُ والمَصْدَرُ على صورَةٍ واحِدَةٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  والجَنَنُ، محرَّكةً: ثَوْبٌ يوارِي الجَسَدَ.

  وقالَ شَمِرٌ: الجَنانُ، بالفتحِ: الأَمْرُ المُلْتَبسُ الخَفِيُّ الفاسِدُ؛ وأنْشَدَ:

  اللهُ يَعْلَمُ أَصْحابي وقولَهُم ... إذ يَرْكَبونَ جَناناً مُسْهَباً وَرِبا⁣(⁣٥)

  وأَجَنَّ المَيِّتَ: قَبَرَهُ؛ قالَ الأَعْشَى:

  وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه ... كآخَرَ في أهْلِه لم يُجَنّ⁣(⁣٦)

  ويقالُ: اتَّقِ الناقَةَ في جِنِّ ضِرَاسِها، بالكسْرِ، وهو سوءُ خُلْقِها عنْدَ النِّتاجِ؛ وقَوْلُ أَبي النَّجْم:

  وطالَ جِنِّيُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ⁣(⁣٧)

  أرادَ تُمُوكَ سَنامِه وطُولَه.

  وباتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنِّ: أَي بمكانٍ خالٍ لا أَنِيسَ به.

  ومنيةُ الجِنانِ، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بشرقية مِصْرَ.

  وحفْرَةُ الجَنانِ، بالفتحِ: رَحْبَةٌ بالبَصْرةِ.

  وككِتابٍ: جِنانُ بنُ هانِئِ بنِ مُسْلمٍ بنِ قَيْسِ بنِ عَمْرِو ابنِ مالِكِ بنِ لامي الهَمدانيُّ ثم الأَرْحبيُّ، عن أَبيهِ، وعنه


(١) شرح أشعار الهذليين ١/ ٤٢٠ واللسان.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان والصحاح، وعجزه في التهذيب والأساس، ونسب في المصادر لابن أحمر.

(٤) سبأ، الآية ٨.

(٥) اللسان.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٥ برواية: «في قفرة» واللسان والتهذيب.

(٧) اللسان والأساس وفيها قبله:

وقد حملنا الشحم كل محمل

وفي اللسان: «وطال جنُّ»، وفي الأساس: وقام جنيّ.