تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حبن]:

صفحة 127 - الجزء 18

  مالِكٍ الطَّائيُّ الأستاذُ المُتقدِّمُ، كان مالِكِيَّ المَذْهبِ فلمَّا قَدِمَ الشامَ انْتَقَلَ إلى مَذْهبِ الإمامِ الشافِعِيّ، وُلِدَ سَنَة ٦٠٠، وتُوفي سَنَة ٦٧٢.

  وأَبو حَيَّانَ أَثيرُ الدِّيْن محمدُ بنُ يوسُفَ بنِ عليِّ بنِ يوسُفَ بنِ حَيَّان الجَيَّانيُّ الأَصْلِ الغرْناطِيُّ المَوْلدِ والمَنْشأِ المِصْرِيُّ الدَّارِ والوَفاةِ شيخُ النُّحاةِ، وُلِدَ بطنتارس مِن أَعْمالِ غَرْناطَةَ في سَنَة ٦٥٤، وجَالَ في الغَرْبِ، ثم قَدِمَ مِصْرَ وسَمِعَ بها وبالحَرَمَيْن، ولازَمَ الحافِظَ الدِّمْياطيّ وبه تَخَرَّجَ، تُوفي سَنَة ٧٤٥ ودُفِنَ بمقَابِر الصُّوفيَّةِ، إمامَا العَرَبِيَّةِ والمُتَّفَقُ على تَقدّمِهما فيها.

  قالَ الذهبيُّ: وقد يُنْسَبُ الثَّاني إلى جَدِّ أَبيه حَيَّانَ بالمهْملَةِ.

  * قُلْت: وممَّنْ نُسِبَ إلى جَيَّانَ مِن المُتقدِّمِيْن: طَوْقُ ابنُ عَمْرِو بنِ شبيبٍ التَّغْلبيُّ مِن أَهْلِ الحفْظِ والوَرَعِ والرَّأْيِ، ورَحَلَ إلى المَشْرِقِ فسَمِعَ يَحْيَى بنِ عُميرٍ بالقَيْروان، وتُوفي سَنَة ٢٨٥، ذَكَرَه ابنُ الفرضِيّ.

  وقالَ ابنُ الأَثيرِ: منها: أَبو الحجَّاجِ يوسفُ بنُ محمدِ ابنِ قار⁣(⁣١) وسَمِعَ الكَثِير وسافَرَ إلى خراسان، وسَكَنَ بَلْخَ، وبها تُوفي⁣(⁣٢) سَنَة ٥٣٥.

  وجَيَّانُ أَيْضاً: ة بأَصْفَهانَ، وفي الأَنْسابِ للسّمعانيّ: قَرْيَةٌ بالرَّيِّ؛ منها أبو الهَيْثمِ طَلْحَةُ بنُ الأَعْلَمِ الحَنَفِيُّ الجَيَّانيُّ عن الشَّعْبيّ، وعنه الثَّوْرِيّ، كان يَسْكنُ جَيَّان مِن قُرَى الرَّيِّ، وموسى بنُ محمدِ بنِ جَيَّانَ؛ وأَبو بَكْرٍ محمدُ بنُ خَلَفِ بنِ جَيَّانَ عن قاسِمِ المُطَرَّزِ؛ مُحَدِّثانِ.

  * وفاتَهُ:

  يَحْيَى بنُ محمدِ بنِ جَيَّان الموصليُّ ماتَ سَنَة ٤٧٣، ذَكَرَه شجاعٌ الذُّهليُّ؛ ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ جَيَّانَ الأَنْصارِيُّ عن سُلَيْمان الشاذكولي قيَّدَه ابنُ الأَنْماطيّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه: جِينِين، كسيفين: قَرْيَةٌ بالشامِ منها: شيخُ شيوخِ مشايخِنا إبْراهيمُ بنُ سُلَيْمان بنِ محمدِ بنِ عبْدِ العَزيزِ الجينينيُّ الحَنَفيُّ، نَزِيلُ دِمَشْقَ، أَخَذَ عن خيرِ الدِّيْنِ الرّمليِّ وغيرِهِ.

فصل الحاء المهْمَلَةِ مع النون

  [حبن]: الحَبَنُ، محرَّكةً: داءٌ في البَطْنِ يَعظُمُ منه ويَرِمُ: وقد حُبِنَ الرَّجُلُ، كعُنِيَ وفَرِحَ؛ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الثانِيَةِ، حَبْناً، بالفتْحِ ويُحَرَّكُ؛ وفيه لَفٌّ ونَشْرٌ مرتَّبٌ؛ وهو أَحْبَنُ، وهي حَبْناءُ.

  وفي الصِّحاحِ: الأَحْبَنُ الذي به السَّقْيُ.

  وفي الحدِيْثِ: «أَنَّ رَجُلاً أَحْبَنَ أَصابَ امْرأَةً فَجُلِدَ بأُثْكُولِ النَّخْلِ».

  الأَحْبَنُ: المُسْتَسْقي، والجَمْعُ حُبْنٌ، بالضمِّ؛ ومنه حدِيْثُ عرْوَةَ: «أَنَّ وَفْدَ أَهْلِ النارِ يَرْجِعونَ زُبَّا حُبْناً».

  والحِبْنُ، بالكسْرِ: القِرْدُ، عن كُراعٍ.

  وأَيْضاً: خُراجٌ كالدُّمَّلِ.

  وأَيْضاً: ما يَعْتَرِي في الجَسَدِ فيَقيحُ ويَرِمُ.

  وفي الصِّحاحِ: الحِبْنُ: الدُّمَّلُ، كالحِبْنَةِ فيهما.

  وقيلَ: سُمِّي الدُّمَّل حِبْناً على التَّفاؤُلِ كما سُمِّي السِّحْر طَبًّا؛ ج حُبونٌ؛ ومنه حدِيْثُ ابنِ عبَّاسِ، ®: أَنَّه رَخَّصَ في دمِ الحُبونِ؛ أي أنَّه معفُوٌّ عنه، إذا كانَ في الثَّوْبِ حالَ الصَّلاةِ.

  والحَبْنُ، بالفتحِ: شجرُ الدِّفْلَى، كالحَبِينِ، كأَميرٍ.

  ومِن المجازِ، حَبِنَ عليه، كفَرِحَ، حَبَناً: امْتَلَأَ جَوْفُه غَضَباً.

  والحَبْناءُ، مِن النِّساءِ: الضَّخمةُ البطنِ، على التَّشْبيهِ.

  والحَبْناءُ: أُمُّ المغيرةِ ويَزيدَ وصَخْرٍ الشُّعَراءِ وأَبوهُم عَمْرُو بنُ رَبيعَةَ.

  * قُلْت: الذي في كتابِ الأَغاني في أخْبارِ المُغيرَةِ:


(١) في اللباب ومعجم البلدان: «فارو».

(٢) في اللباب ومعجم البلدان سنة ٥٤٥.