تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حثن]:

صفحة 131 - الجزء 18

  وقالَ ابنُ سِيْدَه: ولا أَعْرِف هذا إنَّما معْناه عنْدِي المُحْتَتِنُ، أَي المُسْتَوِي، ثم حذفَ تَاء مُفْتَعل فبَقيَ المُحْتَن، ثم أَشْبَع الفَتْحَة فقالَ: المُحْتان.

  ويقالُ: فلانٌ سِنُّ فلانٍ وتِنُّه وحِتْنُه، إذا كانَ لِدَتَه على سِنَّه.

  وجئْ به مِن حَتْنِك أَي مِن حيثُ كان.

  [حثن]: حُثُنٌ، بضمَّتين: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وفي اللِّسانِ: ع ببِلادِ هُذَيْلٍ؛ قالَ قَيْسُ بنُ خويلدٍ الهُذَليُّ:

  أَرى حُثُناً أَمْسَى ذَليلاً كأَنَّه ... تُراثٌ وخَلَّاه الصِّعابُ الصَّعاتِر⁣(⁣١)

  والذي قالَهُ نَصْر بضمِّ فسكونٍ، وقالَ: هو مَوْضِعٌ بالحِجازِ بَيْنه وبينَ مكَّة يومان.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الحَثْنُ، بالفتح: حِصْرِمُ العِنَبِ؛ وقيلَ: هو إذا كانَ الحَبُّ كرُؤُوسِ الذَّرِّ، واحِدَتُه بالهاءِ.

  [حجن]: حَجَنَ العُودَ يَحْجِنُه حَجْناً: عَطَفَه، كحَجَّنَه تَحْجِيناً.

  وحَجَنَ فُلاناً عن الشيءِ: صَدَّه عنه وصرَفَه، وهو مجازٌ؛ قالَ:

  ولا بُدَّ للمَشْعُوفِ من تَبَعِ الهَوى ... إذا لم يَزَعْه عن هَوَى النَّفْسِ حاجِنُ⁣(⁣٢)

  وحَجَنَه حَجْناً: جَذَبَه بالمِحْجَنِ إلى نفْسِه، كاحْتَجَنَهُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  والحَجَنُ، محرَّكةً، والحُجْنَةُ، بالضَّمِّ، والتَّحَجُّنُ: الاعْوِجاجُ؛ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأُوْلى.

  وفي التَّهْذِيبِ: التَّحَجُّنُ: اعْوِجاجُ الشيءِ الأَحْجَنِ.

  والمِحْجَنُ والمِحْجَنَةُ، كمِنْبَرٍ ومِكْنَسَةٍ: العَصَا المُعْوَجَّةُ.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: المِحْجَنُ كالصَّوْلَجانِ.

  وقالَ ابنُ الأَثيرِ: عَصاً مُعَقَّفةُ الرأْسِ؛ ومنه الحدِيْث: «كانَ يَسْتَلِم الحجَر بمِحْجَنِه»؛ وكلُّ مَعْطوفٍ مُعْوَجِّ كَذلِكَ؛ قالَ ابنُ مُقْبِل:

  قد صَرَّحَ السَّيْرُ عن كُتْمانَ وابتُذِلَت ... وَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيَّةِ الذُّقُنِ⁣(⁣٣)

  ومِن المجازِ: احْتَجَنَ المالَ احْتِجاناً: إذا ضَمَّه إلى نفْسِه واحْتَواهُ، ومنه قوْلُ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ في وصيَّتِه: عليكُم بالمالِ واحْتِجانِه.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: هو ضَمُّكَهُ إلى نفْسِك وإمْساكُكَ إيَّاه.

  وقالَ الأَزْهرِيُّ: يقالُ للرَّجُلِ إذا اخْتَصَّ بشيءٍ لنفْسِه: قد احْتَجَنَه لنفْسِه دونَ أَصْحابِه.

  وفي الحدِيْث: «ما أَقْطَعَكَ العَقيقَ لتَحْجَنَه»، أي تَتَملَّكه دوْنَ الناسِ.

  وفي حدِيْث ابنِ ذي يَزَنَ: «واحْتَجَنَّاه دوْنَ غَيْرنا».

  والتَّحْجِينُ: سِمَةٌ مُعْوَجَّةٌ؛ اسْمٌ كالتَّنْبيتِ والتَّمْتِينِ.

  والحَجْناءُ: فَرَسُ مُعاوِيَةَ البَكَّائِيّ.

  والحَجْناءُ من الآذانِ: المائلَةُ أَحدِ الطَّرَفَيْنِ قِبَلَ الجَبْهَةِ سُفْلاً أَو التي أَقْبَلَ أَطْرافُ إحْداهُما على الأُخْرَى قِبَلَ الجَبْهَةِ، وكلُّ ذلِكَ مع اعْوِجاجٍ، كما في المُحْكَمِ.

  وشَعَرٌ أَحْجَنُ وحَجِنٌ، ككَتِفٍ: مُتَسَلْسِلٌ مُسْتَرْسِلٌ رَجِلٌ جَعْدُ الأَطْرافِ مُتَكَسِّرٌ.

  وقيلَ: مُعَقَّفٌ مُتَداخِلٌ بَعْضه في بعضٍ؛ كما في المُحْكَم وهو مجازٌ.

  وقالَ الأَزْهرِيُّ: الحُجْنَةُ مَصْدَرٌ كالحَجَنِ، وهو الشَّعَرُ الذي جُعُودَتُهُ في أطْرافِه.

  وقالَ أَبو زيْدٍ: الأحْجَنُ الشَّعَرُ الرَّجِلُ.


(١) شرح أشعار الهذليين ٢/ ٦٠٦ واللسان ومعجم البلدان: «حثن».

(٢) اللسان والتكملة والتهذيب.

(٣) اللسان.