تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حذن]:

صفحة 135 - الجزء 18

  وقالَ الأَزْهرِيُّ بعْدَ ما ذَكَرَه بأَسْطرٍ عن عَمْرٍو عن أَبيهِ: المَحارِينُ ما يَموتُ مِن النَّحْلِ في عَسَلِه.

  والمَحارِينُ: حَبَّاتُ القُطْنِ؛ وقالَ ابنُ مُقْبِل: يَخْلِجْنَ المَحارِينا؛ الواحِدُ مِحْرانٌ، كمِحْرابٍ.

  ويقالُ: حَرَنَ في البَيْعِ، إذا لم يَزِد ولم يَنْقُصْ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ وهو مجازٌ.

  وحَرَنَ، القُطْنَ: نَدَفَهُ.

  والمِحْرَنُ، كمِنْبَرٍ: المِنْدَفُ.

  والحَرونُ في قَوْلِ الشمَّاخِ:

  وما أَرْوَى ولو كَرُمَتْ علينا ... بأَدْنَى من مُوَقَّفَةٍ حَرونِ:⁣(⁣١)

  هي التي لا تَبْرَحُ أَعْلَى الجَبَلِ مِن الصَّيْدِ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وحَرُونٌ: اسْمُ فَرَسِ⁣(⁣٢) أَبي صالِحٍ مُسْلِمِ بنِ عَمْرٍو الباهِلِيِّ وَالِد قُتَيْبَةَ.

  قالَ الأَصْمَعيُّ: هو مِن نَسْلِ أَعْوَج، وهو الحَرونُ بنُ الأَثاثِيِّ بنِ الخُزَزِ بنِ ذي الصُّوفَة بنِ أَعْوج، قالَ: وكانَ يَسْبِق الخَيْلَ ثم يَحْرُنُ ثم تَلْحَقَه، فإذا لَحِقَتْه سَبَقها؛ كذا في الصِّحاحِ.

  وفي المُحْكَم: كان يُسابِق الخَيْلَ، فإذا اسْتُدِرَّ جَرْيُه وَقَفَ حتى تَكادَ تَسْبِقَه، ثم يَجْرِي فيَسْبِقها.

  وفي كتابِ الخَيْلِ لابنِ الكَلْبي: اشْتَراهُ مُسْلِم مِن رجُلٍ مِن بَنِي هِلالٍ مِن نتاجِهم، وكان تَزايَدَ هو والمُهَلَّبُ ابنُ أَبي صفْرَةَ على الحَرُونِ حتى بَلَغا به أَلْفَ دِينارٍ، وكان مُسْلِمٌ أَبْصَر الناسِ بالخَيْلِ، فلمَّا بَلَغَ أَلْفَ دِينارٍ، وقد كانَ أَصابَهُ صقلةٌ في بَطْنِه ولَصقَ صقْلاهُ، وهُما خاصِرَتاه، وكان صاحِبُه يبرأُ مِن حرانِه، قصرَ عنه المُهَلَّبُ وقالَ: فَرَسٌ حَرُونٌ يخطفُ بأَلْفِ دِينارٍ، قيلَ: إنَّه ابنُ أَعْوج، قالَ: ولو كان أَعْوج نفْسه على هذا الحالِ ما سَاوَى هذا الثَّمَن، فاشْتَراهُ مُسْلِمٌ وعطَّشَه عَطَشاً شَدِيداً وأَمَرَ بالماءِ العَذْبِ فبردَ حتى إذا جهدَهُ العَطَشُ قرَّبَ إليه الماءَ البارِدَ العَذْبَ فشَرِبَ الفَرَسُ حتى حبب وامْتَلأَ، وأَمَرَ رجُلاً فرَكِبَه ثم ركضَه حتى ملأَهُ رِبواً فرَجَفَتْ خاصِرَتُه ثم أَمَرَ به فصنع فسَبَقَ الناسَ دَهْراً لا يَتَعَلَّقُ به فَرَسٌ ثم افْتَحَلَه فلم يفحل إلَّا سابِقاً، وليسَ على الأَرضِ جَوادٌ مِن لَدن زَمَنِ يَزِيد بنِ مُعاوِيَةَ يُنْسَبُ إلى الحَرُونِ، ا ه.

  وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لبعضِ الشُّعراءِ:

  إذا ما قُريش خَلا مُلْكُها ... فإنَّ الخِلافةَ في باهِلَهْ

  لِرَبِّ الحَرونِ أَبي صالِحٍ ... وما ذاكَ بالسُّنَّة العادِلَهْ⁣(⁣٣)

  أَو هو فَرَسُ شَقيقِ بنِ جَريرٍ الباهِلِيِّ، وكان مِن نَسْلِه.

  والحَرُونُ: لَقَبُ حَبِيبِ بنِ المُهَلَّبِ بنِ أَبي صفْرَةَ؛ كما في الصِّحاحِ والأَساسِ؛ أَو محمدِ بنِ المُهَلَّبِ لأَنَّه كانَ يَحْرُن في الحَرْبِ، فلا يَبْرَح، اسْتُعِير له ذلِكَ وإنَّما أَصْلُه في الخَيْلِ.

  والحَرَّانُ، كشَدَّادٍ: شاعِرٌ مَصِيصِيٌّ، وهو أَحْمَدُ بنُ محمدٍ الجَوْهرِيُّ؛ نَقَلَه الحافِظُ.

  وحَرَّانٌ: د بالشَّامِ قد وَقَعَ الاخْتِلافُ فيه على أَرْبَعةِ أَقْوالٍ: فالرَّشاطيُّ قالَ: بدِيارِ بَكْرٍ.

  والسّمعانيُّ قالَ: بدِيارِ رَبيعَةَ.

  وابنُ الأَثيرِ اخْتَلَفَ قَوْله قالَ أَوَّلاً بالجَزيرَةِ، وعابَ ابنَ السّمعانيِّ قَوْله مِن دِيارِ رَبيعَةَ، وقالَ: إنَّما هي بدِيارِ مِصْرَ⁣(⁣٤)، وله تارِيخٌ كَبيرٌ صنَّفَه الإمامُ أَبو عروبَةَ.

  وقالَ أَبو القاسِمِ الزَّجَّاجيُّ: سُمِّي بهاران أَبي لوط وأَخي إبْراهيمَ، عليهما وعلى نبيِّنا أَفْضَلُ الصَّلاة والسَّلام.


(١) ديوانه ص ٩١ واللسان والمقاييس ٢/ ٤٧ والصحاح.

(٢) في القاموس: «فرسُ» والكسر ظاهر.

(٣) الصحاح واللسان.

(٤) في اللباب: من ديار مضر.