تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حسن]:

صفحة 140 - الجزء 18

  الأَرْضِ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  والحُزَنُ، كصُرَدٍ: الشَّدائدُ؛ وبه فُسِّر قَوْلُ المُتَنَخّل:

  وأَكْسُو الحُلَّةَ الشَّوْكاءَ خِدْني ... وبَعْضُ الخَيْرِ في حُزَنٍ وِراطِ⁣(⁣١)

  والحَزْنُ مِن الدوابِّ: ما خَشُنَ، صفَةٌ، والأُنثى حَزْنةٌ.

  ويَقولُونَ للدابَّةِ إذا لم تكُنْ وَطِيئاً: إِنَّه لحَزْنُ المشْيِ، وفيه حُزُونَةٌ، وهو مجازٌ.

  والحُزُنُ، بضَمَّتَيْن في قَوْلِ ابنِ مُقْبِل:

  مَرَابِعُهُ الحُمْرُ مِنْ صَاحَةٍ ... ومُصْطَافُهُ في الوُعُولِ الحُزُنْ⁣(⁣٢)

  قيلَ: لُغَةٌ في الحَزْنِ، بالفتْحِ، وقيلَ: جَمْعٌ له.

  وحُزُنٌ، بضمَّتَيْن: جَبَلٌ لهُذَيْل، وبه رُوِي أَيْضاً قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ السابِقُ.

  وأَرْضٌ حَزْنَةٌ، وقد حَزُنَتْ واسْتَحْزَنَتْ.

  وصَوْتٌ حَزِينٌ: رَخِيمٌ.

  ورجُلٌ حَزْنٌ: أَي غيرُ سَهْل الخُلُقِ؛ كما في الأَساسِ.

  وعَمْرُو بنُ عبيدِ بنِ وهبٍ⁣(⁣٣) الكِنانيُّ الشاعِرُ يُلَقَّبُ بالحَزِينِ، وهو القائِلُ في عبدِ اللهِ بنِ عبْدِ المَلِكِ وقد وَفَدَ إليه بمِصْرَ وهو وَالِيها يمدَحُه في أَبْياتٍ مِن جُملتِها:

  في كَفِّه خَيزُرانٌ رِيحُه عَبِق ... في كَفِّ أَرْوَعَ في عِرْنِينِه شَمَمُ

  يُغْضي حَياءً ويُغْضَى مِن مَهابَتِه ... فما يُكَلَّمُ إلَّا حين يَبْتَسِمُ⁣(⁣٤)

  وهو القائِلُ أَيْضاً يَهْجو إنْساناً بالبُخْلِ:

  كأَنَّما خُلِقَتْ كَفَّاه منْ حَجَرٍ ... فليسَ بينَ يدَيْهِ والنَّدَى عَمَلُ

  يَرى التَّيَمُّمَ في بَرِّ وفي بَحْرٍ ... مَخافَةً أَنْ يُرَى في كَفِّه بَلَلُ⁣(⁣٥)

  وأَبو حزانَةَ اليَّمَنِيُّ: شاعِرٌ كانَ مع ابنِ الأَشْعَثِ، واسْمُه الوَليدُ بنُ حَنيفَةَ؛ نَقَلَه الحافِظُ.

  ومالِكُ الحَزِينِ: طائِرٌ.

  وحزنُ بنُ زنْباعٍ: بَطْنٌ؛ عن الهَمدانيِّ.

  وحزنُ بنُ خفاجَةَ: بَطْنٌ مِن قَيْسٍ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الحَيْزَبونُ: العَجوزُ مِن النِّساءِ، والسَّيِّئَةُ الخُلُقِ.

  وناقَةٌ حَيزَبون: شَهْمَة حَديدَةٌ.

  وقد أَهْمَلَه المصنِّفُ هنا وفي حَزَبَ أَيْضاً، وأَوْرَدَه الجَوْهرِيُّ في حَزَبَ على أَنَّ النّونَ زائِدَةٌ.

  [حسن]: الحُسْنُ، بالضمِّ: الجَمالُ، ظاهِرُه تَرادفُهما.

  وقالَ الأَصْمَعيُّ: الحُسْنُ في العَيْنَيْنِ، والجَمالُ في الأَنْفِ.

  وفي الصِّحاحِ: الحُسْنُ نَقِيضُ القُبْح.

  وقالَ الأَزْهرِيُّ: الحُسْنُ نَعْتٌ لمَا حَسُن.

  وقالَ الرَّاغِبُ: الحُسْنُ عِبارَةٌ عن كلِّ مُسْتَحْسَنٍ⁣(⁣٦) مَرْغُوبٍ، وذلِكَ ثلاثَةُ أَضْرُبٍ: مُسْتَحْسَن مِن جِهَةِ العَقْل، ومُسْتَحْسَن مِن جَهَةِ الهَوَى، ومُسْتَحْسَن مِن جهَةِ الحسِّ.

  والحُسْنُ أَكْثَر ما يقالُ في تَعارفِ العامَّةِ في المُسْتَحْسَن بالبَصَرِ، وأكْثَر ما جاءَ في القُرْآن في المُسْتَحْسَن مِن جهَةِ البَصِيرَةِ.


(١) ديوان الهذليين ٢/ ٢٢ واللسان.

(٢) اللسان والتهذيب.

(٣) في المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٨٨: «عمرو بن عبد وهيب»، وفي اللسان: عبد بن وهيب.

(٤) اللسان والمؤتلف للآمدي ص ٨٩ وفيه: «ريحها» بدل: «ريحه» ويروى البيتان للفرزدق في مدح زين العابدين علي بن الحسين ® من قصيدته التي أولها:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

(٥) المؤتلف للآمدي ص ٨٩ واللسان.

(٦) في المفردات: مبهج مرغوب.