تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حون]:

صفحة 169 - الجزء 18

  العَزيزِ: {لاتَ حِينَ مَناصٍ}⁣(⁣١). وأَمَّا قوْلُ أَبي وَجْزَة:

  العاطِفُونَ تَحِينَ ما مِنْ عاطفٍ ... والمُفْضِلونَ يَداً إذا ما أَنْعَمُوا⁣(⁣٢)

  قالَ ابنُ سِيْدَه: أَرادَ العاطِفُونَ مثْل القائِمُونَ والقاعِدُونَ، ثم زَادَ التاء في حِيْنَ كما زادت في تَلان بمعْنَى الآنَ. وقيلَ: أَرادَ العاطِفُونَهْ فأَجْرَاه في الوَصْلِ على حَدِّ ما يكونُ عليه في الوقْفِ، ثم إنَّه شبَّه هاءَ الوَقْفِ بهاءِ التأْنِيثِ، فلمَّا احْتاجَ لإِقامَةِ الوَزْنِ إِلى حَرَكَةِ الهاءِ قَلَبَها تاءً ثم فتحت.

  قالَ ابنُ بَرِّي: وهكذا أَنْشَدَه ابنُ السِّيرافيّ:

  العاطِفُونَهْ حين ما من عاطفٍ

  وحَيَّنَهُ: جَعَلَ له حِيناً.

  وحَيَّنَ النَّاقَةَ: جَعَلَ لها في كلِّ يَوْم ولَيْلةٍ وَقْتاً يَحْلُبُها فيه كتَحَيَّنَها إذا حَلَبَها في اليَوْمِ واللَّيْلَةِ مَرَّةً؛ والاسْمُ الحِيْنُ والحِيْنَةُ، بكسْرِهِما؛ قالَ المُخَبَّلُ يَصِفُ إِبِلاً:

  إذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَكَ أَفْنُها ... وإِن حُيِّنَتْ أَرْبَى على الوطبِ حَينُها⁣(⁣٣)

  وفي الحدِيثِ: «تَحَيَّنُوا نُوقَكُم».

  وقالَ الأَصْمعيُّ: التَّحْيِينُ مِثْلُ التَّوْجِيبِ، ولا يكونُ ذلِكَ إلَّا بَعْدَ ما تَشُولُ وتَقِلُّ أَلبانُها. ويقالُ: مَتَى حِينَةُ ناقَتِكَ، أَي مَتَى وَقْتُ حَلَبِها وكَمْ حِينَتُها، أَي كَمْ حِلابُها.

  وحانَ حِينٌ: أَي قَرُبَ وآنَ.

  وفي الصِّحاحِ: حانَ أَنْ يَفْعلَ كذا حيناً أَي آنَ وحانَ حِينُه: أَي قَرُبَ وَقْتَه؛ وأَنْشَدَ لبُثَيْنَة:

  وإِنَّ سُلُوِّي عن جَمِيلٍ لَساعَةٌ ... من الدَّهْرِ ما حانَتْ ولا حانَ حِينُها⁣(⁣٤)

  قالَ ابنُ بَرِّي: لم يحفظ لبُثَيْنة إلَّا هذا البَيْت؛ قالَ: ومثْلُه لمُدْرِك بنِ حِصْنٍ:

  وليسَ ابنُ أُنْثى مائِتاً دُونَ يَوْمِهِ ... ولا مُفْلِتاً من موتةٍ حانَ حِينُها⁣(⁣٥)

  وحانَ السُّنْبُلُ: يَبِسَ فآنَ حَصَادُه.

  وعَامَلَهُ مُحَايَنَةً، كمُسَاوَعَةٍ، وكذلِكَ اسْتَأْجَرَهُ مُحايَنَةً.

  وأَحْيَنَ فلانٌ بالمكَانِ: أَقامَ حِيناً.

  وأَحْيَنَتِ الإِبِلُ: حانَ لها أَن تُحْلَبَ، أَو يُعْكَمَ عليها؛ عن أَبي عَمْرٍو.

  وحانَ القَوْمُ: حانَ لهم ما حَاوَلُوهُ؛ أَو حانَ لهم أَن يَبْلغُوا ما أَمَّلُوه؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:

  كيفَ تَنام بعدَما أَحْيَنَّا

  أَي حانَ لنا أَن نَبْلُغَ.

  وهو يأْكُلُ الحِينَةَ، بالكسْرِ ويُفْتَحُ، أَي مرَّةً واحِدَةً في اليَوْمِ واللَّيْلَةِ؛ وفي بعضِ الأُصُولِ: أَي وجْبَةً في اليَوْمِ؛ والفَتْحِ لأَهْلِ الحجازِ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: فرَّقَ أَبو عمر الزَّاهِدُ بَيْنَ الحَيْنَةِ والوَجْبَةِ فقالَ: الحَيْنَةُ في النُّوقِ، والوَجْبَةُ في الناسِ، وكِلاهُما للمَرَّةِ الواحِدَةِ، فالوَجْبَةُ: أَن يأْكُلَ الإِنسانُ في اليَوْمِ مرَّةً واحِدَةً، والحَيْنَةُ أَن تَحْلُبَ الناقَةَ في اليوْمِ مرَّةً واحِدَةً.

  وما أَلْقاهُ إلَّا الحِينَةَ بعْدَ الحِينَةِ أَي الحِينَ بعْدَ الحِينِ.

  والحَيْنُ، بالفتْحِ: الهَلاكُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ قالَ:

  وما كانَ إلَّا الحَيْنُ يومَ لِقائِها ... وقَطْعُ جَديدِ حَبْلِها من حِبالِكا⁣(⁣٦)


(١) ص، الآية ٣ وفيها: {وَلاتَ}.

(٢) اللسان والتكملة وفيها: «والمسبغون يداً» والصحاح وعجزه فيها:

والمطعمون زمان أين المطعمُ

(٣) اللسان والمقاييس ٢/ ١٢٨ والتهذيب والصحاح.

(٤) اللسان والمقاييس ٢/ ١٢٨ والصحاح.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان.