تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دنهن]:

صفحة 202 - الجزء 18

  والدِّمْنَةُ، بهاءٍ: آثارُ الدَّارِ والنَّاسِ.

  وأَيضاً: ما سَوَّدوا وأَثَّروا فيه بالدِّمْن؛ قالَ عبيدُ بنُ الأَبْرَصِ:

  مَنْزِلٌ دَمَّنَهُ آباؤُنا ال ... مُورثُونَ المَجْدَ في أُولى اللَّيالي⁣(⁣١)

  ويقالُ: وَقعُوا⁣(⁣٢) على دِمْنةِ الدَّارِ: وهي البقْعَةُ التي سَوَّدَها أَهْلُها وبالَتْ فيه وبَعَرتْ ماشِيَتُهُم.

  ومِن المجازِ: الدِّمْنَةُ: الحِقْدُ القَديمُ الثابِتُ المُدَمِّنُ للصَّدْرِ.

  وقيلَ: لا يكونُ الحِقْدُ دِمْنةً حتى يأْتيَ عليه الدَّهْرُ، ولذا وَصَفُوه بالقَديمِ.

  وقد دَمِنَ عليه، كفَرِحَ⁣(⁣٣)؛ ودَمِنَتْ قُلوبُهم: أَي ضَغَنَتْ.

  والدِّمْنَةُ: المَوْضِعُ القَرِيبُ مِنَ الدَّارِ جَمْعُ الكُلِّ دِمَنٌ على بابِه، ودِمْنٌ بالكَسْرِ الأَخيرَةُ كسِدْرَةٍ وسِدْرٍ.

  وقيلَ: الدِّمْنُ اسمُ الجِنْسِ مثْلُ السِّدْر اسمُ الجِنْسِ.

  وفي الحدِيثِ: «إيَّاكُم وخَضْراءَ الدِّمَن»، قيلَ: وما ذاك؟ قالَ: «المرْأَةُ الحَسْناء في مَنْبَتِ السُّوءِ»؛ شبَّه المرْأَةَ بما يَنْبتُ في الدِّمَنِ مِنَ الكَلَأِ يُرى له غَضَارَةٌ وهو وَبِيءُ المَرْعَى مُنْتِنُ الأَصْلِ؛ قالَ زُفَرُ بنُ الحارِثِ:

  وقد يَنْبُتُ المَرْعى على دِمَن الثَّرَى ... وتَبْقى حَزازاتُ النُّفُوسِ كما هِيَا⁣(⁣٤)

  والدَّمانُ، كسَحابٍ: الرَّمادُ.

  وأَيضاً: السِّرْقِينُ التي يزبل بها الأرْض.

  وأَيضاً: عَفَنُ النَّخْلَةِ وسَوادُها.

  قالَ الأصْمعيُّ: إذا أَنْسَغَتِ النَّخْلَةُ عن عَفَنٍ وسَوادٍ قيلَ: قد أَصابه الدَّمَان، بالفتحِ؛ هذا نَصُّ الجَوْهرِيِّ.

  وفي التَّهْذيبِ: قالَ شَمِرٌ: الصَّحيحُ انْشَقَّتْ لا أَنْسَغَتْ؛ وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِه.

  وقالَ ابنُ الأَثيرِ: الدَّمانُ فسادُ الثَّمرِ وعفَنُه قبْلَ إدْراكِهِ حتى يَسْودَّ؛ ويقالُ أَيضاً الدَّمالُ باللامِ؛ قالَ: وهكذا قيَّدَه الجَوْهرِيُّ وغيرُهُ الدَّمَانُ بالفتْحِ.

  والذي جاء في غريبِ الخطابيّ الدُّمَان بالضمِّ؛ قالَ: وكأَنَّه أَشْبَه لأَنَّ ما كانَ مِنَ الأَدواءِ والعَاهَاتِ فهو بالضمِّ؛ وقيلَ: هُما لُغتان. قالَ الخطابيُّ: ويُرْوَى الدَّمَار بالرَّاءِ ولا معْنَى له؛ كالدَّمنِ، بالفتْحِ، والأدْمانِ، محرَّكةً عن ابنِ القَطَّاعِ؛ وهو قوْلُ ابنِ أَبي الزِّنادِ.

  والدَّمَانُ، كسَحابٍ: مَنْ يُسَرْقِنُ الأرضَ، أَي يَزْبِلُها؛ هكذا مُقْتَضَى سِياقِه، والصَّحيحُ أنَّه كشَدَّادٍ.

  وأَدْمَنَ الشَّيءَ: أَدَامَهُ ولَزمَهُ، ولم يَنْفَكّ عنه.

  وفي الحدِيثِ: «مُدْمِنُ الخمْرِ كعابِدِ الوثَنِ»، هو الذي يُعاقِرُ شُرْبها ويُلازِمُها ولا يُقْلِعُ عنها؛ وأَنْشَدَ ثَعْلَب:

  فَقُلْنا: أَمِن قَبْرٍ خَرَجْتَ سَكَنْتَه ... لكَ الوَيْلُ أَمْ أَدْمَنْتَ جُحْرَ الثَّعالبِ؟⁣(⁣٥)

  معْناهُ: لَزِمْتَه وأَدْمَنْتَ سُكْناهُ، كأَنَّه أَرادَ أَدْمَنْتَ سُكْنى جُحْر الثَّعالِبِ.

  ودَمَنَ الأَرضَ: مثْلُ دَمَلَها، وذلكَ إذا زَبَلَها بالسِّرْقِين.

  ويقالُ: هو دِمْنُ مالٍ ودِمْنَتَهُ، بكسْرِهما، كما يقالُ: هو إزاءُ مالٍ، أَي سائِسُه مُلازِمُه لا ينْفكُّ عنه.

  والدُّمَّيْنَى، كسُمَّيْهَى: دَأْماءُ اليَرْبوعِ لإدامَةِ إقامَتِه فيه.

  والمُدَمَّنُ، كمُعَظَّمٍ: ع.

  وفي المُحْكَم: أَرْضٌ.

  والدَّمُّونُ، كتَنُّورٍ: القَبيحُ.

  ودَمُّونٌ: ع أَو أَرْضٌ؛ حَكَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ؛ وأَنْشَدَ


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٢٢ وفيه «الليالِ» واللسان.

(٢) في الأساس: وقفوا.

(٣) في القاموس: كَسَمِعَ.

(٤) اللسان والتهذيب.

(٥) اللسان.