تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دنن]:

صفحة 204 - الجزء 18

  قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: عَرَبيٌّ صَحِيحٌ؛ وأَنْشَدَ:

  وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ

  والجمْعُ الدِّنانُ.

  والدَّنَّان: جبلانِ م مَعْروفانِ، قالَ، نَصْر: أظنُّ بنَجْدٍ.

  وراشدُ بنُ دَنّ: هو ابنُ مَعْبَدٍ، تابِعِيٌّ رَوَى عن أَنَس، وعنه الحَسَنُ بنُ حبيبٍ وأَبو نعيمٍ، ثِقَةٌ.

  والدَّنَنُ، محرَّكةً: انْحِناءٌ في الظَّهْرِ.

  وأَيضاً: دُنُوٌّ وتَطامُنٌ في الصَّدْرِ والعُنُقِ خلقةً.

  وفي الرَّوضِ: قِصَرُ العُنُقِ وتَطامُنِها؛ وهو أَدَنُّ، وهي دَنَّاءُ ويكونُ أَيضاً في الدَّوابِّ وكُلِّ ذِي أَرْبَعٍ.

  قالَ الأصْمعيُّ: ومِن أَسْوء العيوبِ الدَّنَنْ في كُلِّ ذِي أَرْبَعٍ، وهو دُنُوُّ الصَّدْرِ مِن الأَرْضِ.

  ورجُلٌ أَدَنُّ: أَي مُنْحنِي الظَّهْرِ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ.

  وكان الأَصْمَعيُّ يقولُ: لم يَسْبِق أَدَنّ قَطّ إلَّا أَدَنَّ بنِي يَرْبوع.

  وقالَ أَبو الهَيْثَم: الأَدَنُّ مِن الدَّوابِّ الذي يَداهُ قَصِيرَتانِ وعنقُه قَرِيبَةٌ مِن الأَرْضِ وأَنْشَدَ:

  بَرَّحَ بالصِّينيُّ طُولُ المَنِّ ... وسَيْرُ كلِّ راكبٍ أدَنِّ

  مُعْتَرضٍ مثل اعْتراضِ الطُّنّ⁣(⁣١)

  وقلَ الرَّاجزُ:

  لا دَنَنٌ فيه ولا إخْطافُ

  وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: الأَدَنُّ الذي صُلْبه كالدَّنِّ؛ وأَنْشَدَ:

  قد خَطِئَتْ أُمُّ خُثَيْمٍ بأَدَنْ ... بناتِيء الجَبْهة مَفْسُوءِ القَطَنْ⁣(⁣٢)

  وقالَ أَبو زَيْدٍ: الأَدَنُّ: البَعيرُ المائِلُ قُدُماً وفي يَدَيْه قِصَرٌ.

  وبيتٌ أَدَنُّ: مُتَطامِنٌ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ. والدَّنْدَنَةُ: صَوْتُ الذُّبابِ والنَّحْلِ والزَّنابير ونَحْوِها؛ قالَ:

  كدَنْدَنةِ النَّحْلِ في الخَشْرَمِ

  وأَنْشَدَ شَمِرٌ:

  تُدَنْدِنُ مِثْلَ دَنْدَنةِ الذُّباب

  وأَيضاً: هَيْنَمَةُ الكَلامِ الذي لا يُفْهَمُ؛ ومنه قوْلُ الأَعْرابيِّ: فأَمَّا دَنْدَنَتك ودَنْدَنَة معاذٍ فلا نُحْسنُها، فقالَ، #: «حولهما نُدَنْدِن»، ويُرْوَى: عنهما نُدَنْدِن؛ أَي الجنَّة والنار.

  وقالَ أبو عُبَيْدٍ: الدَّنْدَنَة أَن يَتكلَّم الرَّجُلُ بالكَلامِ، تسْمعُ نَغْمَته ولا تَفْهَمْه عنه لأَن⁣(⁣٣) يُخْفيه، والهَيْنَمَة نَحْوٌ منها.

  وقالَ ابنُ الأَثيرِ: هو أَرْفَع مِن الهَيْنَمَةِ قَليلاً، كالدَّنِينِ، كأَميرٍ والدِّنْدِنِ، بِالكسْرِ.

  وهي أَيضاً، أي الدِّنْدِنُ: ما اسْوَدَّ مِن نَباتٍ أَو شَجَرٍ؛ وخَصَّ بعضُهم به أَصلَ⁣(⁣٤) الصِّلِّيانِ وحُطامُ البُهْمَى إذا اسْوَدَّ وقَدُمَ؛ وقيلَ: هي أُصولُ الشَّجَرِ البالِي؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لحسانِ بنِ ثابتٍ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه:

  المالُ يَغْشَى أُناساً لا طَبَاخَ لهُم ... كالسَّيْل يَغْشَى أُصولَ الدِّنْدِن البالِي⁣(⁣٥)

  وقالَ أَبو عَمْرٍو: الدِّنْدِنُ: الصِّلِّيان المُحِيل، تَمِيمِيَّةٌ.

  وأَدَنَّ الرَّجُلُ بالمكَانِ إدْناناً: أَقامَ كأَبَنَّ إبْناناً؛ عن ابنِ الفرجِ.

  ودَنَّ الذُّنابُ ودَنَّنَ ودَنْدَنَ: صَوَّتَ.

  وقالَ شَمِرٌ: دَنَّ مِثْل طَنَّ، ودَنْدَنَ مِثْل طَنْطَنَ.

  ودَنْدَنَ فلانٌ: نَغَّمَ ولا يُفْهَمُ منه كلامٌ؛ عن أَبي عُبَيْدٍ، وبه فسّرَ الحدِيثَ السَّابق.


(١) اللسان والتهذيب، قال صاحب اللسان: الطن: العلاوة التي تكون فوق العدلين.

(٢) اللسان والتهذيب وفيه: قد حطأت.

(٣) اللسان: لأنه.

(٤) في القاموس: أصلُ بالرفع، والنصب ظاهر.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ١٩٠ برواية «والمال» واللسان وعجزه في الصحاح، وجزء من عجزه في التهذيب.