تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دون]:

صفحة 206 - الجزء 18

  {إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ}⁣(⁣١) {اللهِ}، أَي غَيْر اللهِ. وقوْلُه تعالَى: {وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ}⁣(⁣٢)، أَي ما سِوَى ذلِكَ، وقيلَ: أَي ما كانَ أَقَلّ مِن ذلِكَ، والمَعْنَيان مُتَلازِمَان، نَقَلَه الرَّاغبُ.

  وكذلِكَ الحدِيثُ: «ليس فيما دونَ خَمْسِ أَواقٍ صَدَقَةٌ»، أَي في غيرِ خَمْسِ أَواقٍ قيلَ: ومنه أَيضاً الحَديثُ: «أَجازَ الخُلْعَ دونَ عِقاصِ رأْسِها»، أَي بما سِوَى عِقاصِ رأْسِها، أَو مَعْناهُ؛ بكُلِّ شيءٍ حتى بعِقاصِ رأْسِها.

  ويكونُ بمَعْنَى الشَّريفِ، نَقَلَه بعضُ النَّحويِّين.

  وبمعْنَى الحَقِيرِ الخَسيسِ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وهو قوْلُ الفرَّاءِ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:

  إذا ما عَلا المرءُ رامَ العَلاء ... ويَقْنَع بالدُّونِ مَن كانَ دُونا⁣(⁣٣)

  وهو ضِدٌّ.

  ويكونُ بمعْنَى الأَمرِ كقوْلِكَ: دُونكَ الدرهمَ، أَي خذْهُ، وكذلِكَ: دُونكَ به.

  ويكونُ بمعْنَى الوَعِيدِ، كقوْلِكَ: دُونكَ صراعِي، ودُونكَ فتَمرَّسْ بي.

  والدونُ: ة بالدِّينَوَرِ، منها أَبو محمدٍ عبْدُ الرَّحمنِ بنُ محمدٍ⁣(⁣٤) الصُّوفيُّ الدونيُّ رَاوِي سنن النّسائي عن القاضِي أَبي نَصْر أَحْمَد بنِ الحُسَيْن الكسار، وعنه أَبو زرعَةَ المقدسيُّ، وُلِدَ سَنَة ٤٢٧، وتُوفي سَنَة ٥٠١.

  ودُونَةُ، بهاءٍ: ة بِنَهاوَنْد⁣(⁣٥)، هكذا ضَبَطَه صاحِبُ اللّبّ، وهو الصَّوابُ؛ وقد يُزادُ في النِّسْبَةِ إليها قافٌ، منها: عُمَيْرُ بنُ مِرْداسٍ الدُّونَقِيُّ؛ ومَرَّ للمصنِّفِ في القافِ، ضَبَطَه كجَوْهَرٍ، وهو خَطَأٌ نبَّهْنا عليه هناك.

  ودُوِينُ، بالضَّمِّ وكسْرِ الواوِ: ة وبنَيْسابورَ.

  وأَيضاً: د بإرمِنِيَةَ في أَذربيجان⁣(⁣٦)، وبه وُلِدَ المَلِكُ الأَفْضَلُ نَجْم الدِّيْن أَيوبُ بنُ شادِي بنِ مَرْوان، والِدُ السُّلْطان صَلاح الدِّيْن يوسُف؛ ومنه أَبو الفُتوحِ نَصْرُ اللهِ ابنُ مَنْصورِ بنِ سَهْلٍ المُلَقَّبُ بالكَمالِ تَفَقَّه على الغَزَالِي ببَغْداد وسافَرَ إلى خراسان، ورَوَى عن أَبي بكْرٍ أَحمدَ بنِ سَهْلٍ السَّرَّاج، وأَبي⁣(⁣٧) سعيدٍ عبْدِ الواحِدِ بنِ أَبي القاسِمِ القشيريِّ⁣(⁣٨)؛ وعنه أَبو سعدِ بنُ السّمعانيُّ تُوفي ببلخ سَنَة ٥٤٦؛ ومنه أَيضاً أَبو عبدِ اللهِ، هكذا في النُّسخِ والصَّوابُ عبْد اللهِ، بنُ رزينٍ⁣(⁣٩) الضَّريرُ شيْخُ ابن أَبي لُقْمَة، ذَكَرَه الذَّهبيُّ، ماتَ بعْدَ الأَرْبَعِيْن وخَمْسُمائةٍ، المُحدِّثان.

  ودُوَانُ، كغُرابٍ: ناحِيَةٌ بِعُمانَ بَيْنه وبَيْن فَيْروزاباد على ساحِلِ البَحْر، قالَهُ نَصْر.

  ودَوَّانُ، كشَدَّادٍ: ع بأَرْضِ فارِسَ.

  وقالَ نَصْر: ناحِيَةٌ بفارِسَ مَوْصُوفَة بجَوْدَةِ الخَمْر.

  * قلْتُ: ومنها الجلالُ سعدُ بنُ محمدٍ الصديقيّ الدَّوَّانِّي، أَحَدُ المُحَقِّقين في المَعْقولات.

  والدُّوَدِنُ، كعُلَبِطٍ: دَمُ الأَخَوَيْنِ.

  وفي الصِّحاحِ: ولا يشتق مِن: «دُون» فِعْل. وبعضُهم يقولُ: من دَانَ يَدونُ دَوْناً، بالفتْحِ والضَّمِّ، وأُدِينُ، بالضمِّ، إدانَةً: صارَ دُوناً خَسِيساً، أَو ضَعُفَ؛ وهذا رَوَاهُ الرَّاغبُ عن ابنِ قتيبَةَ.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: ويُرْوى قوْلُ عديٍّ:

  أَنْسَلَ الذِّرْعانَ غَرْبٌ جَذِمٌ ... وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم يُدَنْ⁣(⁣١٠)


(١) المائدة، الآية ١١٦.

(٢) النساء، الآية ٤٨ و ١١٦.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) الأصل ومعجم البلدان «دون» وفي اللباب: حمد.

(٥) بعدها زيادة في القاموس. سقطت من نسخ الشارح. ونصها: «وة بهَمَذان».

(٦) بالأصل «أزربيجان».

(٧) الأصل واللباب، وفي معجم البلدان «أبي سعد».

(٨) الأصل واللباب، وفي معجم البلدان «القصري».

(٩) في التبصير ٢/ ٥٧٤: عبدان بن زَرِّين.

(١٠) اللسان.