تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ربن]:

صفحة 225 - الجزء 18

  حَبُّه؛ كذا قالَهُ ابنُ بَرِّي؛ وسَبَقَ في ترْجَمَةِ أَرَنَ: الأَرَانِيَةُ: نبْتٌ من الحَمْضِ لا يطولُ ساقُه.

  [ربن]: الرَّبُونُ، كصَبُورٍ، والأُرْبانُ والأُرْبونُ، بضمِّهما: أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وفي اللِّسانِ: هو العُرْبُونُ⁣(⁣١)، وكَرهَها بعضُهم.

  وأَرْبَنْتُه: أَعْطَيْتُه رَبوناً، وهو دَخِيلٌ.

  والمُرْتَبِنُ: المُرْتَفِعُ فَوْقَ مكانٍ؛ عن أَبي عَمْرٍو، والمُرْتَبِئُ مثْلُه؛ وأَنْشَدَ:

  ومُرْتَبِنٍ فوقَ الهِضابِ لفَجْرةِ ... سَمَوْتُ إليه بالسِّنانِ فأَدْبَرا⁣(⁣٢)

  ورُبَّانُ، كرُمَّانٍ: رُكْنٌ مِن أَرْكانِ أَجَأَ، أَحَد جَبَلَيْ طيِّءٍ.

  * قلْتُ: هذا تَصْحيفٌ، والصَّحِيحُ أَنَّه رَيَّان، بالتَّحْتيَّة، كشَدَّادٍ، وهو مِن أطْولِ جِبالِ أَجَأَ، وهو عَظِيمٌ أَسْوَد، يُوقِدُونَ فيه النارَ فتُرَى مِن مَسيرَةِ ثلاثٍ، قالَهُ نَصْر.

  والرُّبَّانُ: مَنْ يُجْرِي السَّفينةَ، والجمْعُ رَبابِين.

  قالَ الأزْهرِيُّ: وأَظنُّه دَخِيلاً.

  * قلْتُ: وقد صرَّحَ بعضٌ أَنَّه الرَّبابيُّ مَنْسوبٌ إلى الربِّ، مُتَعَلِّقٌ عِلْمُهُ بما في باطِنِ البَحْرِ مِن شعوبٍ وغيرِها، ثم عنْدَ الاسْتِعْمال حُذِفَتِ الياءُ وظَنَّتِ الباء كأَنَّها أَصْليَّة، وعلى هذا مَحَلّ ذِكْره في الموحَّدَةِ. وقد تصرفَ فيه فقالوا: تَرَبَّنَ: إذا صارَ ربَّاناً.

  والرُّبَّانِيةُ: ماءٌ لبَني كَلْبِ⁣(⁣٣) بنِ يَرْبوعٍ؛ ومَرَّ له في حَرْفِ الباءِ الرّبابِية: ماءٌ باليَمامَةِ؛ وقيَّدَهُ الصَّاغَانيُّ هنا بالضمّ، فما هنا تَصْحيفٌ ظاهِرٌ فتأمَّل. ورِبانٌ، ككِتابٍ⁣(⁣٤): اسْمٌ لشخْصٍ من جَرمٍ وليسَ في العَرَبِ رِبانٌ بالرَّاءِ غيرُه ومن سِواهُ بالزَّاي.

  * قلْتُ: الذي صرَّحَ به أَئِمَّةُ النَّسَبِ أنَّه رَبَّانٌ، كشَدَّادٍ، وهو ابنُ حلوان، وهو والِدُ جرم، مِن قضاعَةَ يُنْسَبُ إليه جماعَةٌ مِنَ الصَّحابَةِ وغيرِهم، وهكذا ضَبَطَه الحافِظُ الذهبيُّ وابنُ حجر وابنُ الجوانيّ النسَّابَةُ. وقوْلُه: اسمٌ لشَخْصٍ مِن جرَمٍ غَلَطٌ أَيْضاً فتأمَّل.

  وعليُّ بنُ رَبَنٍ الطَّبَرِيُّ، محرّكاً، مُؤَلِّفُ كتابِ الأَمْثالِ وغيرِهِ. هكذا ذَكَرَه الحافِظُ الذَّهبيُّ.

  قالَ الحافِظُ بنُ حجر: هو مِن مَشْهورِي الأَطَّباء تَتَلْمَذَ له محمد بن زَكَريَّا وأَبُوه رين الطَّبَريّ، ذَكَرَ أَنَّه كانَ يَهُودِيَّا مُتَمَيِّزاً في الطبِّ.

  قالَ: والرَّبَنُ: المُتَقدِّمُ في شَرِيعَةِ اليَهُودِ.

  قالَ الحافِظُ، ¦: فعلى هذا هو بتَشْديدِ الموحَّدَةِ.

  وأُرْبونَةُ، بالضَّمِّ: د بالمَغْربِ؛ وضَبَطَه ياقوت بالضمِّ والفتْحِ معاً؛ وقالَ: هو بلدٌ في طَرَفِ المَغْربِ مِن أَرْضِ الأَنْدَلسُ، وهي الآنَ بيدِ الإِفْرَنْج لَعَنَهم اللهُ تعالى، بَيْنها وبَيْن قرْطبَةَ، على ما ذَكَرَه ابنُ النَّبيه⁣(⁣٥)، ألْفُ مِيلٍ.

  ومَوْضِع الرَّابِنِ منك: هو مَوْضِعُ الرَّانِ؛ عن ابنِ دُرَيْدٍ وسَيَأْتي الرَّان في موضِعِه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  رُبَّانُ كلِّ شيءٍ مُعْظمُهُ وجماعَتُه.

  وأَخذتُه برُبَّانِه، بالضمِّ والكسْرِ، ومُرَبَّنٌ ومُرَوْبَنٌ، كمعَظَّمٍ ومُجوْهَر، فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ.

  قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وأَحْسَبُه الذي يُسَمَّى الرَّانَ، وبهما رُوِي قوْلُ رُؤْبة:

  مُسَرْوَلٌ في آلِهِ مُرَبَّن


(١) ضبطت بالقلم في اللسان بفتح العين والراء وضم الباء.

(٢) اللسان والتهذيب والتكملة.

(٣) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: «كُلَيبٍ» ومثلها في التكملة.

(٤) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: وككَتَّانٍ.

(٥) في معجم البلدان: ابن الفقيه.