تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رون]:

صفحة 247 - الجزء 18

  وقالَ قطْرُبٌ وابنُ الأَنْبارِي وأَبو الطَّيِّب عبدُ الواحِدِ وأَبو القاسِمِ الزَّجَّاجيُّ: هو بالباءِ لا غَيْر، لأنَّ فيه يُعْلم ما نُتِجَتْ حُرُوبُهم إذا ما انْجَلَتْ عنه، مأْخُوذٌ مِن الشاةِ الرُّبَّى؛ وأَنْشَدَ أَبو الطيبِ:

  أَتَيْتُك في الحَنِينِ فقلْتَ رُبَّى ... وماذا بينَ رُبَّى والحَنِينِ؟⁣(⁣١)

  والحَنِينُ: اسمٌ لجُمَادَى الأُولى؛ وتقدَّمَ شيءٌ مِن ذلك في «ح ن ن»، وفي «ر ب ب» ما يخالفُ بعضَ ما ذُكِرَ هنا فرَاجِعْه.

  والمُرِنَّةُ والمِرْنانُ: القوسُ.

  وقالَ أَبو حنيفة: أَرَنَّتِ القوسُ وهو فوْقَ الحَنِينِ؛ والمِرْنانُ صفَةٌ غَلَبَتْ عليها غَلَبَة الاسمِ؛ ومنه قوْلُ الشَّاعِرِ:

  تَشْكوُ المحِبَّ وتشكو وهي ظالِمَةٌ ... كالقوسِ تُصمي الرَّمايا وهي مِرْنانَ

  والرَّنَنُ، محركةً: شيءٌ يَصِيحُ في الماءِ أَيَّامَ الشِّتاءِ؛ وفي الصِّحاحِ: أَيامَ الصَّيْفِ؛ ومنه قوْلُ الشاعِرِ:

  ولم يَصْدَحْ له الرَّنَنُ⁣(⁣٢)

  ورُنانٌ، كغُرابِ: ة بأَصْفَهان، منها: أَبو العبَّاسِ أَحمدُ ابنُ محمدِ بنِ أَحمدَ⁣(⁣٣) بنِ هالَةَ المُقْرِئُ المحدِّثُ، قَرَأَ على أَبي علىٍّ الحدَّاد وأَبي العزِّ الوَاسِطيّ، وسَمِعَ الحدِيثَ مِنَ الحافِظِ أَبي إِسمعيلَ محمدِ⁣(⁣٤) بنِ الفَضْل، وتُوفي بالحلَّةِ عائِداً مِن مكَّةَ سَنَة ٥٣٥.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَرَنَّ فلانٌ لكذا وأَرَمَّ: أَلْهاهُ.

  ورَنَّنْتُ القوْسَ تَرْنِيناً وتَرْنِيةً.

  وسَحابَةٌ مُرِنَّةٌ ومِرْنانٌ. والرَّنَنُ، محرّكةً: الماءُ القَليلُ.

  والرُّنَّاءُ، كزُنَّارٍ: الطَّرَبُ؛ هكذا رَوَاهُ ثَعْلَبُ بالتَّشْديدِ، وأَبو عُبَيْدٍ بالتَّخْفِيفِ، وهو مَذْكورٌ في موْضِعِه.

  ووادِي رَانُونا: أَوْرَدَهُ المصنِّفُ في رَتَنَ، وأغْفَلَه هنا، وهو فيما بينَ سدِّ عبدِ اللهِ العُثْمانيِّ وسدّنا والحرَّةِ، ويَلْتَقِي مَعَ بطحان في دارِ بنِي زُرَيْق، وفي هذا الوادِي بئْرُ ذروان الذي دُفِنَ فيه السِّحْرُ للنبيِّ، .

  [رنجن]: رَنْجانُ: أَهْمَلَه الجماعَةُ.

  وهو د، في المَغْربِ، منه: أَبو القاسِمِ محمدُ بنُ إسْمعيلَ بنِ عبدِ الملِكِ الرَّنْجانيُّ مِن أَهْلِ حمْصَ الأنْدَلُسِيُّ؛ وقد ذُكِرَ في الجيمِ، ومَرَّ أَنَّ المقْدِسيَّ رجِّح أنَّه بالحاءِ، وهذا مِن تَخْلِيطاتِه.

  [رون]: الرَّوْنُ: أَقْصَى المَشَارَةِ؛ أَنْشَدَ يونس:

  والنَّقْبُ مِفْتَحُ مائِها والرَّوْن

  والرُّونُ، بالضَّمِّ: الشِّدَّةُ، ج رُوُونٌ.

  والرُّونَةُ، بهاءٍ: مُعْظَمُ الشَّيءِ.

  وقالَ ابنُ سِيْدَه: رُونَةُ الشَّيءِ: شدَّتُه ومُعْظَمُه؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  إن يُسْرِ عَنْكَ الله رُونَتَها ... فعَظِيمُ كلِّ مُصيبةٍ جَلَلُ⁣(⁣٥)

  وكشَفَ الله عَنْكَ رُونَةَ هذا الأَمْرِ أَي شدَّتَهُ وغُمَّتَهُ.

  والأَرْوَنانُ: الصَّوْتُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:

  بها حاضِرٌ من غيرِ جِنِّ يَرْوعُه ... ولا أَنَسٍ ذُو أَرْوَنانٍ وذُو زَجَلْ⁣(⁣٦)

  والأَرْونانُ: الصَّعْبُ الشَّديدُ مِن الأَيَّامِ، واخْتُلِفَ في اشْتِقاقِه، فقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هو أفْوَعَالٌ مِن الرَّنِينِ.

  وقالَ سِيْبَوَيْه: أَفْعَلانُ مِن الرَّوْنِ.


(١) اللسان.

(٢) اللسان، وفي الصحاح: ولم تصدح.

(٣) قوله: «أحمد» سقطت من اللباب ومعجم البلدان.

(٤) في اللباب ومعجم البلدان: «إسماعيل بن محمد بن الفضل».

(٥) اللسان.

(٦) الصحاح واللسان بدون نسبة، والمقاييس ٢/ ٤٦٣ منسوباً للكميت.