تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زين]:

صفحة 268 - الجزء 18

  ويومُ الزِّينَةِ: العيدُ لأنَّ الناسَ يَتَزَيَّنُونَ فيه بالملابِسِ الفاخِرَةِ.

  وأَيْضاً: يوم كَسْر الخَليجِ بمِصْرَ، وبه فُسِّرَتِ الآيَةُ: {مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ}⁣(⁣١)، وهذا اليَوْم مِن أَكْبر أَيَّام مِصْرَ وأَعْظَمها بهْجَةً وسُروراً مِن قدِيمِ الزَّمانِ، ولقد كانَ مِن ذلِكَ في أَيَّام الفاطِمِيّين ما تَسْتَحيله العُقُولُ على ما هو مَذْكُورٌ في الخططِ للمَقْريزِي؛ والمُرادُ بالخَليجِ الجارِي في وَسطِ مِصْر يكسر إذا بَلَغَ النِّيل سَتَّة عَشَر ذِراعاً فما فَوْقها.

  ودارُ الزِينَةِ: ع قُرْبَ عَدَنَ.

  وزِينَةُ بنْتُ النُّعمانِ حَدَّثَتْ، الصَّوابُ فيه فتْحُ الزَّاي.

  والزَّيْنُ: ضِدُّ الشَّيْنِ.

  قالَ الأزْهرِيُّ: سَمِعْتُ صَبيًّا مِن بَني عُقَيْلٍ يقولُ لآخَر: وجْهِي زَيْنٌ ووَجْهُك شَيْنٌ، أَرادَ أَنَّه صَبِيحُ الوجْهِ، وأَنَّ الآخَرَ قَبِيحُه، والتَّقديرُ: وَجْهِي ذُو زَيْنٍ ووَجْهُك ذُو شَيْنٍ، فنَعَتَهما بالمَصْدرِ كما يقالُ: رَجُلٌ صَوْمٌ وعَدْلٌ؛ ج أَزْيانٌ؛ قالَ حميدُ بنُ ثوْرٍ:

  تَصِيدُ الجَلِيسَ بأَزْيانِها ... ودَلِّ أَجَابَتْ عليه الرُّقَى⁣(⁣٢)

  وزَانَه الحسنُ زَيْناً؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للمَجْنونِ:

  فيا رَبِّ إذ صَيَّرْتَ ليلَى ليَ الهَوَى ... فزِنِّي لِعَيْنَيْها كما زِنْتَها لِيَا⁣(⁣٣)

  وأَزَانَه وزَيَّنَه تَزْييناً وأَزْيَنَه، على الأَصْلِ، فَتَزَيَّنَ هو وازْدانَ.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: هو افْتَعَلَ مِن الزِّينَةِ إلَّا أنَّ التاءَ لمَّا لانَ مَخْرجُها ولم تُوافقِ الزَّاي لشدَّتِها، أَبْدَلُوا منها دالاً، فهو مُزْدانٌ، ا ه.

  وقالوا: إذا طَلَعْتِ الجَبْهةُ تَزَيَّنَتِ النَّخْلةُ. وازَّيَّنَ: أَصْلَهُ تَزَيَّن، سُكِّنَتِ التاءُ وأُدْغمت في الزاي واجْتُلِبَتِ الأَلفُ ليصحَّ الابْتِدَاء.

  وازْيانَّ⁣(⁣٤)، كاحْمارَّ، وازْيَنَّ، كاحْمَّر، وقد قَرَأَ الأَعْرَج بهذه؛ كلّ ذلِكَ حَسُنَ وبَهُجَ.

  وقيلَ زَانَه كذا وزَيَّنه إذا ظَهَرَ⁣(⁣٥) فعْلُه إمَّا بالقَوْلِ أَو بالفعْلِ.

  وتَزْيينُ اللهِ للأشْياءِ قد يكونُ بإبْداعِها مُزَيَّنَة وإيجادِها كذلِكَ وتَزْيينُ الناسِ للشيء⁣(⁣٦) بتَزْويقِهم أَو بقَوْلِهم، وهو أنْ يَمْدَحُوه ويَذْكُروه بما يرفع منه، قالَهُ الرَّاغبُ.

  وفي حدِيثِ شُرَيح: أَنَّه كانَ يُجِيزُ مِن الزِّينَةِ ويَرُدُّ مِن الكَذِبِ؛ يُريدُ تَزْيين السِّلْعةِ للبَيْعِ مِن غيرِ تَدْليسٍ ولا كذبٍ في نسْبَتِها أَو صفَتِها.

  وزَيْنُ بنُ شُعَيْبٍ المُعافِرِيُّ الفَقِيهُ، ماتَ سَنَة ١٨٤، ¦؛ والقاضِي ناصِرُ الدِّيْن مَنْصورُ بنُ نَجْمِ ابنِ زَيَّانِ العَجْلونيُّ، كشَدَّادٍ، قاضِي الشافِعِيَّة بعَجْلُون، مُحدِّثانِ، الأَخيرُ حدَّثَ بعْدَ الثَّلاثِين وسَبْعمائةٍ.

  والحافِظُ أَبو عبدِ الله⁣(⁣٧)، هكذا في النُّسخِ، والصَّوابُ: أَبو محمدٍ عُبَيْدِ الله، بنُ واصِلِ بنِ عبْدِ الشكُورِ بنِ زَيْنِ الزَّينِيُّ البُخارِيُّ، هو وأَبُوه مُحدِّثانِ، حدَّثَ هو عن ابنِ أَبي الوَليدِ⁣(⁣٨) وطَبَقَتِه، وأَبوه يَرْوِي عن ابنِ وهبٍ وابنِ عُيَيْنَة، يُكْنَى أبَا أَحْمدَ؛ وسُنْقُر الزَّينِيُّ ويُعْرفُ أَيْضاً بالقضائيِّ وكُنْيته أَبو سعيدٍ، وهو مَوْلَى ابنِ الأسْتاذ، ماتَ⁣(⁣٩) سَنَة ٦٠٦، رَوَيْنا عن أَصْحابِهِ.

  قالَ الحافِظُ الذَّهبيُّ: أكْثَرْتُ عنه بحَلَبَ وقد تقدَّمَ ذِكْرُه للمصنِّفِ في حرْفِ الرَّاءِ هكذا.


(١) طه، الآية ٥٩.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: وازْيانَّ وازْينَّ.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: إذا ظهر فعله الخ كذا بالنسخ وحرره من المفردات» وعبارة المفردات: إذا أظهر حسنه إما بالفعل أو بالقول.

(٦) زيادة عن المفردات اقتضاها السياق.

(٧) في القاموس: أبو عبيد الله.

(٨) في التبصير ٢/ ٥٩٠ سمع أبا الوليد.

(٩) في التبصير ٢/ ٦٦٨ مات سنة ست وسبعمئة.