تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شطن]:

صفحة 322 - الجزء 18

  والشَّيطانُ: م مَعْروفٌ، فيعالُ⁣(⁣١)، مِن شَطَنَ إذا بَعُدَ فيمَنْ جَعَلَ النُّون أَصْلاً وقوْلُهم: الشَّياطِين دَلِيلٌ على ذلِكَ.

  وقيلَ: هو مِن شَاطَ يَشِيطُ إذا احْتَرَقَ غَضَباً.

  قالَ الأزْهرِيُّ: والأوَّل أَكْثَر.

  وقد تقدَّمَ ذلك للمصنِّفِ، ¦، وكأَنَّه أَعادَه هنا إشارَةٌ إلى القَوْلَيْن.

  وقالَ أَبو عبيدٍ: الشَّيطانُ: كلُّ عاتٍ مُتَمرِّدٍ من إنْسٍ أَو جِنِّ أو دابَّةٍ؛ قالَ جَريرٌ:

  أَيامَ يَدْعُونَني الشيطانَ من غَزَلٍ ... وهُنَّ يَهْوَيْنَني إذ كنتُ شَيْطانا⁣(⁣٢)

  ويدلُّ على ذلِكَ قوْلُه تعالَى: {مِن شَياطِين الْإِنْسِ وَالْجِنِّ}⁣(⁣٣)؛ وكذا قَوْله تعالَى: {وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ}⁣(⁣٤) أَي أَصْابهم مِن الجنِّ والإنْسِ وقَوْله تعالى: {إِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ}⁣(⁣٥) وقَوْله تعالى: {ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ}⁣(⁣٦)، قيلَ: مَرَدَةُ الجنِّ، وقيلَ: مَرَدَةُ الإنْسِ.

  وشَيْطَنَ وتَشَيْطَنَ: صارَ كالشَّيْطانِ، وفَعَلَ فِعْلَهُ؛ قالَ رُؤْبَة:

  شافٍ لبَغْيِ الكَلِبِ المُشَيْطِن⁣(⁣٧)

  والشَّيْطانُ: الحيَّةُ.

  وقيلَ: نوعٌ مِن الحيَّاتِ له عرْفٌ قبيحُ المَنْظَرِ.

  وقيلَ: هي حيَّةٌ رَقيقَةٌ خَفِيفَةٌ.

  وفي حدِيثِ قَتْلِ الحيَّات: «حَرِّجُوا عليه فإن امْتَنَعَ وإلَّا فاقْتلُوه فإنَّه شَيْطانٌ.

  والشَّيْطانُ: سِمَةٌ للإبِلِ في أَعْلَى الوَرِكِ مُنْتصِباً على الفَخِذِ إلى العُرْقُوبِ مُلْتوياً؛ عن ابنِ حبيبٍ من تذْكَرَةِ أَبي عليٍّ؛ كالمُشَيْطنَةِ، وهذه عن أَبي زيْدٍ.

  والمُشاطِنُ، بالضَّمِّ: مَنْ يَنْزِعُ الدَّلْوَ مِن البِئْرِ بشَطَنَيْنِ، أَي بحَبْلَيْن؛ قالَ الطِّرمَّاحُ:

  أَخُو قَنَصٍ يَهْفُو كأَنَّ سَراتَهُ ... ورِجْلَيه سَلْمٌ بين حَبْلَي مُشاطِن⁣(⁣٨)

  وقوْلُه تعالَى: {طَلْعُها كَأَنَّهُ} رُؤُسُ الشَّياطِينِ⁣(⁣٩) قِيلَ: هو نَبْتٌ مَعْروفٌ قبيحٌ.

  قالَ الصَّاغانيُّ: هو الشَّفَلَّحُ ينبُتُ على سوقٍ يُسَمَّى بذلِكَ، شبِّه به طَلْعُ هذه الشَّجَرة؛ وقيلَ: أَرادَ به عارم الجنِّ. فشبَّه به لقبْحِ صُورَته.

  وقالَ الزجَّاجُ في تفْسِيرِه: وجْهُه أنَّ الشيءَ إذا اسْتُقْبح شُبِّه بالشَّياطينِ، فقالَ: كأَنَّه وَجْه شَيْطانٍ، وكأَنَّه رأْسُ شَيْطانٍ، والشَّيْطانُ لا يُرَى، ولكنَّه يُسْتَشْعَرُ أَنَّه أَقْبَح ما يكونُ مِن الأشْياءِ، ولو رُئِي لرُئِي في أقبْحِ صُورَةٍ.

  وقيلَ: كأَنَّه رُؤُوسُ حيَّاتٍ، فإنَّ العَرَبَ تُسَمِّي بعضَ الحيَّاتِ شَيْطاناً؛ وأَنْشَدَ لرَجُلٍ يذمُّ امْرَأَةً له:

  عنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حين أَحْلِفُ ... كمِثْلِ شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ⁣(⁣١٠)

  وبه تَعْلم أنَّ اقْتِصارَ المصنِّفِ، ¦، على النَّبْتِ قُصُورٌ بالِغٌ.

  وشَيْطانُ الطَّاقِ: مَرَّ ذِكْرُه في القافِ؛ ومنه الشَّيْطانيةُ لطائِفَةٍ من غلاةِ الشِّيعَةِ.

  وشَيْطانُ الفَلا، وبخطِّ الصَّاغانيّ: شَياطِينُ الفَلا: العَطَشُ.

  وشَطَنانُ، محرَّكةً: وادٍ بنَجْدٍ، كانَ عليه قَبائِلُ مِن طيِّئٍ وقيلَ: هو بينَ البَصْرَة والنباح.


(١) عن اللسان وبالأصل «فيقال».

(٢) ديوانه ص ٥٩٧ واللسان والصحاح والمقاييس ٣/ ١٨٤.

(٣) الأنعام الآية ١١٢ بدون «من».

(٤) البقرة، الآية ١٤.

(٥) الأنعام، الآية ١٢١ وفيها: «وإن».

(٦) البقرة، الآية ١٠٢.

(٧) ديوانه ص ١٦٥ واللسان والتهذيب.

(٨) ديوانه ص ٥٠٤ واللسان والتهذيب والتكملة.

(٩) الصافات، الآية ٦٥.

(١٠) اللسان والتهذيب.