تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين مع النون

صفحة 329 - الجزء 18

  واسْتَشَنَّ إلى اللَّبَنِ: عامَ، أَي قدم إليه واشْتَهَاهُ.

  واسْتَشَنَّتِ القِرْبَةُ: أَخْلَقَتْ؛ قالَ أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ:

  هُرِيقَ شَبابي واسْتَشَنَّ أَدِيمِي⁣(⁣١)

  وفي حدِيثِ عُمَر بنِ عبْدِ العَزِيزِ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه: «إذا اسْتَشَنَّ ما بَيْنكَ وبينَ اللهِ فابْلُلْه بالإحْسانِ إلى عبادِه» أَي إذا أَخْلَقَ؛ كاسْتَشَنَّتْ وتَشَنَّنَتْ وتَشانَّتْ؛ ومِن الأَخيرِ حدِيثُ ابنِ مَسْعود، وذَكَرَ القُرآن فقالَ: «لا يَتْفَهُ ولا يَتَشَانُّ، أَي لا يَخْلَقُ على كثْرَةِ القِراءَةِ والتَّرْدادِ.

  وشَنُّ بنُ أَفْصَى بنِ عبْدِ القَيْسِ بنِ أَفْصَى بنِ دعمى بنِ جديلَةَ بنِ أَسدِ بنِ ربيعَةَ بنِ نزارٍ: أَبو حَيٍّ.

  والمَثَلُ المَشْهورُ: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَهْ، تقدَّمَ مُفَصَّلاً في «ط ب ق».

  قالَ الجَوْهرِيُّ: ومنهم الأعْوَرُ الشَّنِّيُّ الشَّاعِرُ، وهو أَبو منْقذٍ بشْرُ بنُ منْقذٍ، كان مع عليٍّ، رضِيَ الله تعالَى عنه يوْمَ الجَمَلِ.

  وشُنَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: بَطْنٌ مِن عُقَيْلٍ.

  وأَيْضاً: والِدُ سِقْلابٍ القارِئِ المِصْرِيِّ صاحِبِ نافِعٍ، هكذا في النسخِ: القارِئِ المِصْرِيِّ؛ والصَّوابُ: والِدُ سِقْلابٍ المُقْرِئ، وقد صَحَّفَه المصنِّفُ، ¦.

  وشِنَّى كإلَّا: ع بالأَهْوازِ.

  وأَيْضاً: ناحِيَةٌ مِن أَعْمالِ أَسافِل دجْلَةَ والبَصْرَة؛ نَقَلَهما نَصْر.

  والشِّنْشِنَةُ، بالكسْرِ: المُضْغَةُ أَو القِطْعَةُ من اللَّحْمِ كالنِّشْنِشَةِ؛ عن أَبي عُبَيْدَةَ.

  وأَيْضاً: الطَّبيعَةُ والسَّجِيَّةُ والعادَةُ؛ وبه فُسِّرَ المَثَلُ:

  شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها مِن أَخْزَمٍ⁣(⁣٢)

  وقد تقدَّمَ في «خ ز م» مُفَسَّراً.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الشَّنَنُ، محرَّكةً: القِرْبَةُ الخلقَةُ.

  وحَكَى اللَّحْيانيُّ: قِرْبَةٌ أَشْنانٌ، كأَنَّهم جَعَلُوا كلَّ جزْءٍ منها شَنّاً، ثم جَمَعُوا على هذا، قالَ: ولم أَسْمَعْ أَشْناناً جَمْع شنٍّ إلَّا هنا.

  وشَنَّنَ السِّقَاءُ: صارَ خَلَقاً.

  وشَنَّ الجَمَلُ مِن العَطَشِ يَشِنُّ: إذا يَبِسَ.

  وشَنَّتِ الخرْقَةُ: يَبِسَتْ.

  وحَكَى ابنُ بَرِّي عن ابنِ خالَوَيْه قالَ: يقالُ رَفَعَ فلانٌ الشَّنَّ إذا اعْتَمَدَ على راحَتِه عنْدَ القِيامِ، وعَجَنَ وخَبَزَ إذا كَرَّرَه.

  والشَّنَّةُ: العَجوزُ البالِيَةُ، على التَّشْبِيهِ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.

  وقوْسٌ شَنَّةٌ: قدِيمَةٌ؛ عنه أَيْضاً؛ وأَنْشَدَ:

  فَلَا صَرِيخَ اليَوْمَ إلَّا هُنَّهْ ... مَعابِلٌ خُوصٌ وقَوْسٌ شَنَّهْ⁣(⁣٣)

  والشَّنُّ: الضَّعْفُ.

  وشَنٌّ: ناحِيَةٌ بالسّرَاةِ، جاءَ ذِكْرُه في قصَّةِ سَيْلِ العرمِ؛ قالَهُ نَصْر.

  وتَشَنَّنَ جلْدُ الإنْسانِ: تَغَضَّنَ عنْد الهَرَمِ.

  والتَّشْنِينُ والتَّشْنانُ: قَطَرانُ الماءِ مِن الشَّنَّةِ شيئاً بعْدَ شيءٍ؛ قالَ الشاعِرُ:

  عَيْنَيّ جُودا بالدُّموعِ التوائِم ... سِجاماً كتَشْنانِ الشِّنانِ الهَزائِم⁣(⁣٤)

  والشُّنانُ، كغُرابٍ: السَّحابُ يَشنُّ الماءَ شَنّاً، أَي يَصبُّ، وبه فُسِّرَ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ السابِقُ، نَقَلَه السُّكَّريُّ.


(١) اللسان.

(٢) الرجز لأبي أخزم الطائي وقبله:

إن بنيّ زملوني بالدم

(٣) اللسان والأساس وفيها قدم الثاني على الأول وبرواية: معابل زرق.

(٤) اللسان والتهذيب بدون نسبة.