تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عون]:

صفحة 396 - الجزء 18

  والعَوانُ، كسَحابٍ، من الحُروبِ: التي قُوتِلَ فيها مَرَّةً كأَنَّهم جَعَلُوا الأُولَى بكراً، وهو على المَثَلِ: قالَ:

  حَرْباً عواناً لَقِحَتْ عن حَولَلٍ ... خَطَرتْ وكانت قبْلها لم تَخْطُرِ⁣(⁣١)

  وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأبي جَهْل:

  ما تَنْقِمُ الحربُ العَوانُ مِنِّي؟ ... باذِلُ عامين حَدِيثٌ سِنِّي

  لمِثْل هذا وَلَدَتْنِي أُمِّي⁣(⁣٢)

  والعَوانُ من البَقَرِ والخَيْلِ: التي نُتِجَتْ بَعْدَ بَطْنِها البِكْرِ.

  وفي التَّنزيلِ العَزيزِ: {لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ}⁣(⁣٣).

  قالَ الفرَّاءُ: انْقَطَعَ الكَلامُ عنْدَ قوْلِه {وَلا بِكْرٌ}، ثم اسْتأْنَفَ فقالَ {عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ}.

  وقالَ أَبو زيْدٍ: عانَتِ البَقَرَةُ تَعُونُ عُؤُوناً: صارَتْ عَواناً، وهي النَّصَفُ بينَ المُسِنَّة والشابَّةِ⁣(⁣٤).

  وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: العَوَانُ مِن الحيوانِ السِّنُّ بينَ السَّنَّيْنِ لا صَغِير ولا كَبِيرِ.

  وقالَ الجَوْهرِيُّ: العَوَانُ النَّصَفُ في سِنِّها مِن كلِّ شيءٍ.

  والعَوَانُ مِن النِّساءِ: التي قد كانَ لها زَوْجٌ.

  وقيلَ: هي الثيِّبُ؛ كذا في المُحْكَمِ؛ ج عُونٌ بالضَّمِّ.

  والأصْلُ عُوُن، كَرِهُوا الضمَّةَ على الواوِ فسكَّنُوها، وكذلِكَ يقالُ رجُلٌ جَوادٌ وقوْمٌ جُودٌ؛ قالَ زهيرٌ:

  تَحُلُّ سُهُولَها فإذا فَزَعْنا ... جَرَى منهنَّ بالآصالِ عُونُ⁣(⁣٥)

  يقولُ: إذا أَغَثْنا رَكِبْنا الخَيْلَ.

  وقالَ آخَرُ:

  نَواعِم بين أَبْكارٍ وعُونٍ ... طِوال مَشَكِّ أَعْقادِ الهَوادِي⁣(⁣٦)

  وعَوانٌ: د بساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ.

  والعَوانُ: الأرضُ المَمْطُورَةُ بينَ أَرْضينِ لم تمطر.

  والعَوانَةُ بهاءٍ: النّخْلَةُ الطَّويلَةُ، أَزْديَّةٌ.

  وقالَ أَبو حَنيفَةَ، ¦: عُمانِيّة.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هي المُنْفرِدَةُ ويقالُ لها القِرْواحُ والعلْبَة، وبها سُمِّي الرَّجُل.

  وقالَ ابنُ بَرِّي العَوَانَةُ الباسِقَةُ مِن النَّخْلِ.

  وأَيْضاً: دابَّةٌ دُونَ القُنْفُذِ.

  وقالَ الأصمعيّ: تكونُ القُنْفُذ في وَسَطِ الرَّمْلةِ اليَتِيمةِ المنفردة من الرَمَلات⁣(⁣٧) فتظهرُ أَحياناً وتَدُورُ كأَنَّها تَطْحَنُ ثم تَغُوصُ، قالَ: ويقالُ لهذه الدابَّةِ الطُّحَنُ، وبها سُمِّي الرَّجُلُ.

  وقيلَ: هي دودة في الرَّمْلِ تَدُورُ أَشْواطاً كَثيرَةً.

  وعَوانَةُ: ماءٌ بالعَرْمَةِ بالصمَّانِ.

  والعانَةُ: الأَتانُ.

  وأَيْضاً: القَطيعُ من حُمُرِ الوَحْشِ، ج عُونٌ، بالضَّمِّ.

  وقيلَ: وعانات.

  والعانَةُ: شَعَرُ الرَّكَب أي النَّابِتُ على قُبُلِ المرْأَةِ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وقالَ أَبو الهيثم: العانَةُ: مَنْبت الشَّعرَ فوْقَ القُبُلِ مِن المرْأَةِ، وفوْقَ الذّكَرِ مِن الرَّجُلِ؛ والشَّعَرُ الثابتُ عليهما يقالُ له الإسْبُ.

  قالَ الأزْهرِيُّ: وهذا هو الصَّوابُ.


(١) اللسان والأساس بدون نسبة.

(٢) اللسان وفيه: «بازل عامين ..».

(٣) البقرة، الآية ٦٨.

(٤) في اللسان والتهذيب: «وبين البكر» وهي الصغيرة.

(٥) ديوانه ص ١٨٥ واللسان والتهذيب.

(٦) اللسان.

(٧) عن التهذيب واللسان، والكلمة غير واضحة بالأصل.