تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عهن]:

صفحة 399 - الجزء 18

  وقالَ أَبو حَنيفَةَ، ¦: هي بَقْلَةٌ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: مِن ذكُورِ البَقْلِ.

  والعِهْنَةُ: القِطْعَةُ من العِهْنِ، اسمٌ للصُّوفِ عامَّة؛ أَو هو المَصبوغ أَلْواناً، وبه فُسِّر قوْلُه تعالى: {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ}⁣(⁣١).

  قالَ الرَّاغبُ: وتخصيص العِهْن لمَا فيه مِن اللّوْن كما في قوْلِه تعالى: {فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ}⁣(⁣٢)؛ ج عُهُونٌ؛ وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ:

  فاضَ منه مِثْلُ العُهونِ من الرَّوْ ... ضِ وما ضَنَّ بالإِخاذِ غُدُرْ⁣(⁣٣)

  والعهْنَةُ: لُغَةٌ في الإِحْنَةِ بمعْنَى الحقْدِ والغَضَبِ.

  والعاهِنُ: الفَقيرُ لانْكِسارِه.

  وأَيْضاً: المالُ التَّالِدُ. يقالُ: أَعْطاهُ مِن عاهِنِ مالِهِ وآهِنه، أي مِن تِلادِهِ.

  وأَيْضاً: الحاضِرُ. يقالُ: خُذْ مِن عاهِنِ مالِهِ وآهِنِه وعاجِلِه وحاضِرِه.

  وقد عَهَنَ؛ إذا حَضَرَ.

  وطَعامٌ عاهِنٌ وشَرابٌ عاهِنٌ، أي حاضِرٌ.

  وأَيْضاً: المُقِيمُ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لتأبَّطَ شرّاً:

  أَلا تِلْكُمو عِرْسي مُنَيْعةُ ضُمِّنتْ ... من الله أَيْماً مُسْتَسِرًّا وعاهِنا⁣(⁣٤)

  أي مُقِيماً حاضِراً؛ وقوْلُ كثيِّرٍ:

  ديارُ ابْنةِ الضَّمْريِّ إذ حَبْلُ وَصْلِها ... مَتِينٌ وإذ مَعْرُوفُها لك عاهِنُ⁣(⁣٥)

  يكونُ الحاضِرُ والثَّابِتُ. ويقالُ: مالٌ عاهِنٌ، أي حاضِرٌ ثابِتٌ.

  وعَهَنَ الشَّيءُ: دامَ وثَبتَ.

  وأَيْضاً: المُسْتَرْخِي الكَسْلانُ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.

  قالَ أَبو العبَّاس: أَصلُ العاهِنِ أن يَتَقَصَّفَ القَضيبُ مِن الشَّجَرَةِ ولا يَبِينَ فيَبْقى مُتَعلِّقاً مُسْترخِياً.

  والعاهِنُ: واحِدُ العَواهِنِ للسَّعَفاتِ التي يَلِينَ القِلَبَةَ، في لُغَةِ الحِجازِ، وهي التي تُسَمِّيها أَهْلُ نَجْد الخَوافي.

  وقالَ اللَّحْيانيُّ: التي دونَ القِلَبَة، مَدَنيَّةٌ، والواحِدُ منها عاهِنٌ وعاهِنَةٌ.

  وفي حدِيثِ عُمَر: «ائتِنِي بجَرِيدَةٍ واتَّقِ العَواهِنَ».

  قالَ ابنُ الأَثيرِ: هي جَمْعُ عاهِنَةٍ، وهي السَّعَفات⁣(⁣٦) التي يَلِينَ قُلْبَ النّخْلَةِ، وإنَّما نَهَى عنها إشْفاقاً على قُلْب النّخْلةِ أنْ يَضُرَّ به قطعُ ما قُربَ منها.

  والعَواهِنُ أَيْضاً: اسمٌ لِعُروقٍ في رَحِمِ النَّاقَةِ؛ قالَ ابنُ الرِّقاعِ:

  أَوْكَتْ عليه مَضِيقاً من عَواهِنها ... كما تَضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّة الحَبَلا⁣(⁣٧)

  عليه: أي على الجَنِينِ.

  قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: عَواهِنُها: موْضِعُ رَحِمها مِن باطِنٍ كعَواهِنِ النَّخْل.

  والعَواهِنُ أَيْضاً: اسمٌ لجَوارِحِ الإِنسانِ على التّشْبيهِ بتلْكَ السَّعَفات.

  ورَمَى الكلامَ على عَواهِنِه: أي لم يَتَدبَّره؛ وقيلَ: أَوْرَدَه مِن غيرِ فكْرٍ ورَوِيَّةٍ؛ كقوْلِهم أَوْرَدَ كلامَه غَيْر مُفَسّر.

  وقيلَ: إذا لم يُبالِ أَصابَ أَمْ أَخْطَأَ؟ وقيلَ: هو إذا تَهاوَنَ به.


(١) القارعة، الآية ٥.

(٢) الرحمن، الآية ٣٧.

(٣) اللسان والتهذيب.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان والصحاح والمقاييس ٤/ ١٧٦ وجزء من عجزه في التهذيب.

(٦) الصواب: «السعفات» كما في اللسان.

(٧) اللسان والمقاييس ٤/ ١٧٧ والتهذيب.