تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عين]:

صفحة 401 - الجزء 18

  حُرُوفِ الهِجاءِ فهي: أَهْلُ البَلَدِ، وأَهْلُ الدَّارِ، والإصابَةُ بالعَيْنِ، والإِصابَةُ في العَيْنِ، والإِنْسانُ، والباصِرَةُ، وبلدٌ لهُذَيْل، والجَاسُوسُ، والجَريانُ، والجلْدَةُ التي يَقَعُ فيها البنْدَقُ، وحاسَّةُ البَصَرِ، والحاضِرُ مِن كلِّ شيءٍ، وحَقيقَةُ القبْلَةِ، وخيارُ الشيءِ، ودَوائِرُ رَقِيقَة على الجلْدِ، والدَّيْدَبان، والدِّينارُ، والذّهَبُ، وذاتُ الشيءِ، والرِّبا، والسيِّدُ، والسَّحابُ، والسَّنامُ، واسمُ السَّبعين في حسابِ أَبْجد، والشَّمْسِ، وشُعاعُ الشَّمْس، وصديقُ عَيْن أي ما دامَ تراه، وطائِرٌ، والعَتِيدُ مِن المالِ، والعَيْبُ، والعِزُّ، والعلمُ، وقَرْيةٌ بالشام، وقرْيَةٌ باليمنِ، وكبيرُ القوْمِ.

  ولَقِيْتُه أَوّل عَيْن: أي أَوّل شيءٍ؛ ويجوزُ ذِكْرُه في الشيءِ والمالِ؛ ومصبُّ القناةِ، ومَطَرُ أَيّامٍ لا يقلعُ، ومفجرُ الرّكية، ومنظرُ الرَّجل، والميلُ في المِيزانِ، والناحِيَةُ، ونصفُ دانِقٍ مِن سَبْعةِ دَنانِير، والنَّظَرُ، ونفسُ الشيءِ، ونقرَةُ الركبة، وأحدُ الأعْيانِ للأُخْوةِ مِن أَبٍ وأُمٍّ، وهو عرضُ عَيْن أي قَرِيب؛ وقد يُذْكَرُ في القافِ، يُنْبوعُ الماءِ.

  وهذا أَوانُ الشُّروعِ في بيانِ مَعانِيها على التَّفْصيل فأَشْهَرها: الباصِرَةُ، وتعبرُ بالجارِحَةِ أَيْضاً.

  ومنه قوْلُه تعالى: {وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ}⁣(⁣١)، وظاهِرُه أنَّ الباصِرَةَ أَصْلٌ في معْناها، وهو الذي جَزَمَ به كَثيرُونَ.

  قالَ الرَّاغبُ: وتُسْتعارُ العَيْن لمعانٍ هي مَوْجُودَةٌ في الجارِحَةِ بَنَظَرَاتٍ مُخْتلفَةٍ؛ ولكن في رَوْض السَّهيليّ ما يَقْتَضِي أَنَّها مجازٌ سُمّيت لحلول الأبْصارِ فيها فتأَمَّل.

  مُؤَنَّثَةٌ تكونُ للإِنسانِ وغيرِهِ مِن الحيوانِ.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: العَيْنُ التي يبصرُ بها الناظِرُ؛ ج أَعْيانٌ، وأَعْيُنٌ في الكَثيرِ، وعُيونٌ، ويُكْسَرُ، شاهِدُ الأَعْيانِ قوْلُ يَزيدِ بنِ عبْدِ المَدانِ:

  ولكِنَّني أَغْدُو عَليَّ مُفاضَةٌ ... دِلاصٌ كأَعْيانِ الجراد المُنظَّمِ⁣(⁣٢)

  وشاهِدُ الأَعْيُن قوْلهُ تعالَى: {قُرَّةَ أَعْيُنٍ}⁣(⁣٣) و {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا}⁣(⁣٤).

  وزَعَمَ اللَّحْيانيُّ أنَّ أَعْيُناً قد يكونُ جَمْع الكَثيرِ أَيْضاً.

  ومنه قوْلُه تعالَى: {أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها}⁣(⁣٥)؛ وإنَّما أَرَادَ الكَثيرَ؛ جج أَعْيُناتٌ، أي جَمْعُ الجَمْع؛ أَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  بأَعْيُنات لم يُخالِطْها القَذى⁣(⁣٦)

  والعَيْنُ. أَهْلُ البَلَدِ. يقالُ: بَلَدٌ قَليلُ العَيْنِ؛ ويُحَرَّكُ؛ يقالُ: ما بها عَيْنٌ وعَيَنٌ وشاهِدُ التّحْريكِ قوْلُ أَبي النَّجْمِ:

  تَشْرَبُ ما في وَطْبها قَبْلَ العَيَنْ ... تُعارِضُ الكلبَ إذا الكلبُ رَشَنْ⁣(⁣٧)

  والعَيْنُ: أَهْلُ الدَّارِ. يقالُ: ما بها عينٌ.

  والعَيْنُ: الإصابَةُ بالعَيْنِ.

  والعَيْنُ: الإِصابَةُ في العَيْنِ⁣(⁣٨).

  قالَ الرَّاغبُ: يُجْعَلُ تارَةً مِن الجارِحَةِ التي هي آلةُ في الضَّرب فيجري⁣(⁣٩) مجرى سفته ورَمَحْته أَصَبْته بسَيْفي ورمْحِي، وعلى نحْوِه في المَعْنَيَيْن قوْلُهم: يديتُ إذا أَصَبْتَ يَدَه وإذا أَصَبْته بيدِكَ.

  وحَكَى اللّحْيانيّ إنَّك لجمِيلٌ ولا أَعِنْكَ ولا أَعِينُك، الجَزْم على الدّعاء، والرَّفْع على الإِخْبارِ، أي لا أُصِيبُك بعَيْنٍ.

  وفي الحدِيثِ: «العينُ حقٌّ وإذا اسْتُغْسِلتم فاغْسِلُوا».


(١) المائدة، الآية ٤٥.

(٢) اللسان وعجزه في الصحاح.

(٣) الفرقان، الآية ٧٤ والسجدة الآية ١٧.

(٤) الطور، الآية ٤٨.

(٥) الأعراف، الآية ١٩٥ وفيها «أَمْ لَهُمْ».

(٦) اللسان والمقاييس ٤/ ١٩٩.

(٧) اللسان والأول في التهذيب والصحاح.

(٨) قوله: «والإصابة في العين» مضروب عليه بنسخة المؤلف، أفاده على هامش القاموس.

(٩) قوله: «فيجري» زيادة عن المفردات.