تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كرتب]:

صفحة 371 - الجزء 2

  موصوف، تقديرُهُ: رَشِّحُوا بي رَجُلاً مُقَدَّماً، أَي: اجْعَلُوني كُفُؤاً مُهَيَّاً لرجلٍ شُجَاع⁣(⁣١). ووجدتُ، في هامش الصَّحاحِ ما نَصُّهُ بخطّ أَبي سهل: «رَشِّحُوا بِي مُقْدِماً»، بتحريك الياءِ، ومُقْدِماً: كَمُحْسِنٍ.

  ويقال: هذِهِ إِبِلٌ مِائَةٌ، أَوْ كَرْبُها بالفتح على الصَّواب، وصَوَّب بعضُهم الضَّمَّ فيه أَي: نَحْوُها. وقِرابُها بالضّم، وفي نسخةٍ: قُرابَتُهَا.

  وفي المَثَلِ: الكِرَابُ⁣(⁣٢) على البَقَرِ لِأَنّها تَكْرُبُ الأَرْضَ، أَيْ: لا تُكْرَبُ الأَرْضُ إِلّا بالبَقَر، ومنهم من يقولُ: الكِلَابَ على البَقَرِ، بالنَّصْب⁣(⁣٣). أَي: أَوْسِدِ الكِلابَ⁣(⁣٤) على بَقَرِ الوَحْشُ. وقال ابْنُ السِّكِّيتِ: المَثَلُ هو الأَوّلُ. وسيأْتي بيانُهُ في ك ل ب إِنْ شاءَ الله تعالى قريباً.

  وأَبو عبدِ الله عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَبَ بْنِ غُصَصَ، كَزُفَرَ: مُتَكَلِّمٌ مَكِّيٌّ، م، وهو شيخُ الصُّوفِيّة، صاحِبُ التَّصانِيف، في رأْسِ الثَّلاثِمائة، كما نقله الحافِظُ.

  * ومما يُسْتَدرَكُ عليه: كَرِبَ الرَّجُلُ كسَمِعَ: أَصابهُ الكَرْبُ، ومنه الحديثُ.

  «كان إِذا أَتاه الوَحْيُ كَرِبَ»⁣(⁣٥).

  وكِرَابُ المَكُّوكِ وغَيْرِهِ من الآنِيَة: دُونَ الجِمَامِ.

  وكَرَبَ وَظِيفَيِ الحِمَار، أَوِ الجَمَلِ: دَانَى بينَهما بحَبْل، أَو قَيدٍ.

  وكُورابُ، بالضّمّ: قَريةٌ بالجَزيرة، منها القاضِي المُعَمَّرُ شمسُ الدّينِ عليُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الخَضِر، الكُرْدِيُّ، حَدَّثَ عنه الذَّهَبِيُّ.

  [كرتب]: تَكَرْتَبَ فُلانٌ عَلَيْنَا: أَهمله الجَوْهَرِيُّ، وقال الأَزهريُّ: أَي تَقَلَّبَ؛ هكذا، في النُّسخ، بالقاف. وهو نَصُّ التَّهذيب. وفي بعض النُّسَخ تَغَلَّبَ، بالغين.

  [كرشب]: الكِرْشَبُّ: أَهمله الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ دَرَيْدٍ: هو كقِرْشَبٍّ، زِنةً ومَعْنَى، وهو المُسِنُّ كما تقدَّمَ.

  وفي التّهذيب: الكِرْشَبُّ: المُسِنُّ الجافي.

  والقِرْشَبُّ: الأَكُولُ، قال شيخُنا: قيل إِنْ الكاف بَدَلٌ من القاف، ولذا أَهمله كثيرون. وقيلَ: إِنّها لُثْغَةٌ.

  [كركب]: الكُرْكُبُ، ككُرْكُمٍ: أَهمله الجَوْهَرِيُّ، وقال ابْنُ الأَعْرَابيّ: هو نَباتٌ طَيِّبُ الرّائِحَةِ، وكَأَنَّ الباءَ لغةٌ في الميم.

  [كرنب]: الكُرْنُبُ، بالضَّمّ، أَي: كقُنْقُذ، كما يُفْهَمُ من ضبطه⁣(⁣٦)، وهكذا قيَّده الصّاغانيُّ. وقد أَهمله الجَوْهَرِيُّ.

  وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ: هو الكَرْنَبُ، كَسَمَنْدٍ. قلتُ: والعامّةُ تَضُمُّه. ونقلَ ابْنُ سِيدَهْ، عن أَبي حنيفَة: أَنَّهُ الذي يُقالُ له السِّلْق قال شيخُنا: وظاهرهُ أَنّه عربيٌّ فصيح. وقال أَهلُ النَّباتِ: إِنَّهُ نَبَطِيّ، عَرَّبُوهُ؛ أَو نَوْعٌ منه أَحْلَى وأَغَضُّ من القُنَّبِيطِ، أَورده صاحِبُ اللّسان⁣(⁣٧).

  وفي مُفْرَداتِ ابْنِ البَيْطَارِ: أَنَّ البَرِّيَّ منه مُرّ الطَّعْمِ⁣(⁣٨).

  ومن خواصِّهِ: دِرْهَمانِ من سَحِيقِ أَي: مسحوقِ عُرُوقِهِ المُجَفَّفَةِ في الشَّمْس، أَو على النّار، ممزوجاً في شَرابٍ، تُرْيَاقٌ مُجَرَّبٌ من نَهْشَةِ الأَفْعَى، وهو الذَّكَرُ من الحَيّات.

  والكَرْنِيبُ، بالفتح، ويُكسَرُ، والكِرْنَابُ أَيضاً: المَجِيعُ، وهو الكُدَيْراءُ⁣(⁣٩). عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.

  والكَرُنَبَةُ: إِطْعَامُهُ للضَّيْفِ، يقال: كَرْنِبُوا لِضَيْفِكم، فإِنَّهُ لَتْحَانُ⁣(⁣١٠).


(١) وأصل الترشيح: التربية والتهيئة، يقال: رُشح فلان للإمارة أي هيّئ لها وهو لها كفء.

(٢) ضِطت في الصحاح ضبط قلم بالضم والنصب.

(٣) ضبطت في الصحاح ضبط قلم بالضم والنصب.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: قال الجوهري: وأوسدت الكلب أغريته بالصيد مثل آسدته.

(٥) في النهاية: «كَرَب له» وفي اللسان: «كُرِب له» وبهامشه: كذا ضبط بالبناء للمجهول بنسخ النهاية وبعينه ما بعده ولم يتنبه الشارح له فقال: وكرب كسمع أصابه الكرب ومنه الحديث الخ مغتراً بضبط شكل محرف في بعض الأصول فجعله أصلا برأسه وليس بالمنقول» تقدم ضبط كرب في نسخ النهاية المطبوعة.

(٦) في القاموس واللسان: الكُرُنْبُ.

(٧) لم يرد هذا القول في اللسان. وفي تذكرة داود: كرنب منه ملفوف كالسلق، ومنه ما يحيط بزهره تنفصل قطعاً وهذا هو القنبيط ومنه ما يشبه السلجم.

(٨) في تذكرة داود: أشد مرارة وحرافة. يريد أن البستاني والبري كلاهما فيه مرارة لكن البري أشد مرارة.

(٩) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله الكديراء كحميراء حليب ينقع فيه تمر برني يسمن به النساء أفاده المجد».

(١٠) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله لتحان»، قال المجد: وكفرح: جاع، والنعت لَتْحانُ ولَتْحَى.