تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الفاء مع النون

صفحة 427 - الجزء 18

  وفَتِنَ إلى النِّساءِ فُتُوناً وفُتِنَ إليهِنَّ، بالضَّمِّ: أَرادَ الفُجُورَ بِهِنَّ.

  وقالَ أبو زيْدٍ: فُتِنَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فُتوناً إذا أَرادَ الفُجُورَ.

  وحكَى الأزْهريُّ عن ابنِ شُمَيْل: افْتَتَنَ الرَّجلُ وافْتُتِنَ لُغَتَانِ؛ قالَ: وهذا صَحيحٌ، وأَمَّا فتَنْتُه ففَتَنَ فهي لغَةٌ ضَعِيفَةٌ.

  والفَتِينُ، كأميرٍ، مِن الأَرضِ: الحَرَّةُ⁣(⁣١) السَّوداءُ كأَنَّها مُحْرفَة؛ ج فُتُنٌ ككُتُبٍ.

  والفَتَّانُ، كشَدَّادٍ: اللِّصُّ الذي يَعْرِضُ للرُّفْقةِ في طريقِهم.

  وأَيْضاً: الشَّيْطانُ لكوْنِه يفْتنُ الناسَ بخِداعِهِ وغرُورِه وتَزْيينِه المَعاصِي، وبهما فُسِّرَ حدِيثُ قَيْلَة: «المُسْلِم أَخُو المُسْلِم يَسَعُهُما الماءُ والشَّجَرُ ويَتَعاوَنان على الفَتَّانِ»؛ كالفاتِنِ وهو الشَّيْطانُ، صفَةٌ غالِبَةٌ، وجَمْعُ الفَتَّانِ فُتَّانٌ، كرُمَّانٍ وبه رُوِي الحدِيثُ المَذْكورُ أَيْضاً.

  والفَتَّانُ: الصَّائِغُ لإِذابَتِه الذَّهَب والفِضَّة في النارِ.

  والفَتَّانانِ: الدِّرْهَمُ والدِّينارُ لأنَّهما يَفْتِنان الناسَ.

  وفَتَّانَا القَبْر: مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ؛ وفي حدِيثِ الكُسوفِ: «وإنَّكم تُفْتَنُونَ في القُبورِ»، يُريدُ مُساءَلَة مُنْكَر ونَكِيرٍ مِن الفِتْنَةِ الامْتِحانِ.

  والفَيْتَنُ، كحَيْدَرٍ: النَّجَّارُ.

  وفاتُونُ: خَبَّازُ فِرْعَوْنَ، وهو قَتيلُ موسَى، #، هكذا سَمَّاه بعضُ المُفَسِّرين.

  والفَتْنانِ الغُدْوَةُ والعَشِيُّ، مُثَنَّى فَتْن، لأنَّهما حَالانِ وضَرْبانِ.

  والفِتانُ، ككِتابٍ: غِشاءٌ.

  يكونُ للرَّحْلِ مِن أَدَمٍ؛ قالَ لبيدٌ:

  فثَنَيْت كَفِّي والفِتانَ ونُمْرُقي ... ومَكانُهنَّ الكُورُ والنَّسْعانُ⁣(⁣٢)

  والجَمْعُ فُتْنٌ.

  وكصاحِبٍ وزُبَيْرٍ: اسْمانِ؛ ومِن الأَوَّل: فاتِنُ المطينيُّ ومَوْلاه أَبو الحَسَنِ بِشْرُ بنُ⁣(⁣٣) عبدِ اللهِ الفاتِنيّ صالِحٌ صَدُوقٌ، رَوَى عنه الخَطيبُ وابنُ ماكُولا.

  والمَفْتونُ: المَجْنونُ؛ وبه فَسَّر أَبو إسْحق قوْلَه تعالى: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ}⁣(⁣٤).

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  قالَ سِيْبَوَيْه: فتَنَه جَعَلَ فيه فِتْنَةً وأَفْتَنَهُ أَوْصَلَ الفِتْنَةَ إليه.

  وحَكَى أَبو زيْدٍ: أُفْتِنَ الرَّجلُ، بالضمِّ، أي فُتِنَ.

  وقالَ أَبو السَّفَر: أُفْتِنَ الرَّجلُ وفُتِنَ فهو مَفْتونٌ أَصابَتْه فِتْنَةٌ فذَهَبَ مالَهُ أَو عَقْلُه، وكذلِكَ إذا اخْتُبِرَ.

  ووَرِقٌ فَتِينٌ: أي فِضَّة مُحرقة.

  ودِينارٌ مَفْتونٌ: فتنَ بالنارِ.

  والفَتَّانُ: مِن أَبْنِيَةِ المُبالَغَةِ في الفِتْنَةِ؛ ومنه الحدِيثُ: «أَفَتَّانٌ أَنتَ يا معاذ؟».

  وقيلَ في قوْلِه تعالى: {وَفَتَنّاكَ فُتُوناً}؛ أي أَخْلَصناكَ إخلاصاً.

  وفَتَنَه فتْناً: أَمالَهُ عن القصْدِ وأَزَالَه وصَرَفَه، وبه فُسِّر قوْلُه تعالَى: {وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ}، أي يُمِيلُونك ويُزِيلُونك.

  والفُتُونُ: الجُنُونُ.

  والفِتْنَةُ: ما يَقَعْ بينَ الناسِ مِن الحَرْبِ والقِتالِ.

  ويقالُ: بنُو ثقيف يفتنون أَبداً أي يَتَحارَبُون.


(١) في القاموس: وكأميرٍ: الأرض الحرّةُ السوداءُ.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٨ برواية: «والقراب ونمرقي» والمثبت كرواية اللسان والصحاح، فلا شاهد في رواية الديوان.

(٣) في التبصير ٣/ ١٠٩٢: بُشرى.

(٤) القلم، الآية ٦.