تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الكاف مع الموحدة

صفحة 376 - الجزء 2

  والفِعْلُ منه كَضَرَبَ ونَصَرَ يقال: كَعَبَ الثَّدْيُ يَكْعِبُ ويَكْعُبُ، وكَعَّبَ، بالتَّخفيف والتّشديد.

  وجاريةٌ كَعَابٌ كسَحَابٍ هكذا في نسختنا، وسقط الضَّبطُ من نسخة شيخِنا، ومُكَعِّبٌ، كمُحَدِّثٍ، ومنهم من يُلْحِقُهُ الهاءَ، وكاعِبٌ كناهِدٍ وزناً ومعنًى، وهو الأَكثرُ وحُكِىَ كاعِبَةٌ. كذا في كنْزِ اللُّغَة، وجمعُ الأَخيرِ كَوَاعِبُ، قال اللهُ تَعَالى، {وَكَواعِبَ أَتْراباً}⁣(⁣١)، وكِعَابٌ، بالكسر، عن ثعلب؛ وأَنشدَ:

  نَجِيبَةُ بَطَّالٍ لَدُن شَبَّ هَمُّهُ ... لِعابُ الكِعَابِ والمُدامُ المُشَعْشَعُ

  ذَكَّرَ المُدَامَ، لأَنّه عَنَى به الشَّرَابَ. وفي حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: «فجَثْتْ فتاةٌ كَعَابٌ على إِحْدَى رُكْبَتَيْها».

  قال ابنُ الأَثِيرِ: الكَعَابُ، بالفتح: المَرْأَةُ حِينَ يَبدُو ثَدْيُهَا للنُّهُودِ.

  وكَعَبَتِ الجاريةُ، تَكْعُبُ، وتَكْعِبُ. الأَخيرةُ عن ثعلب.

  وكَعَّبَتْ، بالتّشديد مثلُه⁣(⁣٢).

  والإِكْعَاب: الإِسْراعُ. أَكْعَبَ الرجُلُ. أَسرَعَ، وقيل: هو إِذا انْطَلَقَ ولم يَلْتَفِتْ إِلى شيْء. وقال أَبو سعيدٍ: أَكْعَبَ الرَّجُلُ إِكْعاباً⁣(⁣٣)، وهو الّذِي يَنْطَلِقُ مُضَارٍّا لا يُبالِي ما وراءَهُ، ومِثْلُهُ كَلَّلَ تَكْلِيلاً.

  ومن زيادة المُصَنِّف: الكُعْكُبَّة⁣(⁣٤)، بضمّ الكَافَيْن وتشديد المُوَحَّدة. قال شيخُنا: قيل: وزنُها فُعْفُلَّةٌ، وهي النُّونَةُ من الشَّعر، وهي أَنْ تَجْعَل المرأَةُ شَعَرَها أَرْبَعَ قَضائِبَ⁣(⁣٥) مضْفُورةً مفتولَةً وتُداخِلَ هي بَعْضَهُنَّ في بَعْض، فَيَعُدْنَ أَي تلك الضَّفائرُ كُعْكُبّاً.

  والكُعْكُبُّ: ضَرْبٌ من المَشْطِ بالفتح، كالكُعْكُبِيَّةِ بزيادة الياءِ، قيّد به الصاغانيّ.

  وثَدْيٌ مُكَعِّبٌ كمُحَدِّثٍ، ومُكَعَّبٌ كمُعَظَّم، كذا هو مضبوطٌ في نسختنا، وهو ضبطُ الصّاغانيّ، وفي بعضها: كمُكْرَمٍ، وهي نادرةٌ ومُتَكَعِّبٌ بزيادة التّاءِ، أَي: كاعِبٌ وقيل: التَّفْلِيكُ، ثُمّ النُّهُودُ، ثم التَّكْعِيبُ.

  والمُكَعَّب، كمُعَظَّمٍ: المَوْشِيُّ بفتح الميم وسكون الواو وكسر الشّين وفي نسخة: ضبطه كمُعظَّمٍ، مِنَ البُرُودِ والأَثْوَابِ على هَيْأَةِ الكِعَاب، ومنهم من قال المُكَعَّبُ المَوْشِيّ، ولم يُخَصِّصْ بالأَثْوَاب ولا البُرُودِ، قال اللِّحْيَانِيُّ: بُرْدٌ مُكَعَّبٌ: فيه وَشْيٌ مُرَبَّع.

  والمُكَعَّبُ: الثَّوْبُ المَطْوِيُّ الشَّدِيدُ الإِدْرَاجِ في تَرْبيعٍ، ومنهم مَنْ لم يُقَيِّدْهُ بالتَّربيع، يقال: كَعَّبْتُ الثَّوْبَ تَكْعيباً.

  وبهاءٍ، يعني المُكَعَّبَةَ: الدَّوْخَلَّةُ بتشديدِ الّلام، وهي الشَّوْغَرَةُ والوَشَحَةُ⁣(⁣٦)، وسيأْتي بيانُهما.

  والكَعْبانِ: هما كَعْبُ بْنُ كِلابٍ، وكَعْبُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عُقَيْلِ بْنِ كعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. وقال شيخُنَا: اقتَصَرَ على نسبتِهما لجَدَّيْهِما، وهما كَعبُ بْنُ عُقَيْلِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وكَعْبُ بْنُ عَوفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ أَبي بَكْرِ بْنِ كِلابٍ.

  والكَعَبَاتُ محرّكةً، أَو ذُو الكَعَبَاتِ بَيْتٌ كان لرَبيعةَ، كانُوا يَطوفون به، وقد ذَكَره الأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ في شِعْره فقال:

  [أَهْل الخَوَرْنَقِ والسَّديرِ وبارق]⁣(⁣٧) ... والبَيْتِ ذِي الكَعَبَاتِ مِن سِنْدادِ⁣(⁣٨)

  وكَعَبَ الإِنَاءَ وغَيْرَهُ، كمَنَعَ: ملأَهُ، ورَوَاهُ الصّاغَانيُّ من باب التَّفْعِيلِ.

  وكَعَبَ الثَّدْيُ من باب ضَرَبَ ونَصَرَ، وكَعَّبَ بالتَّشْدِيد: نَهَدَ، أَي: نَتَأَ، واستدار، وارتفع كالكَعْبِ، ولا يَخفَى أَنّه تقدَّمَ الإِشارةُ إِليه في كلامِه، فذِكْرُه ثانياً كالتَّكْرَارِ، ثُمَّ إِنَّ ذكره بعدَ كَعَبَ الإِناءَ، يقتضي أَن يكونَ كمَنَع أَيضاً، وليس


(١) سورة النبأ الآية ٣٣.

(٢) يعني إذا نهد ثديها.

(٣) عن اللسان، وبالأصل «كعباً».

(٤) في إحدى نسخ القاموس: الكَعْكَبَة.

(٥) عن القاموس، وبالأصل «قصائب».

(٦) كذا بالأصل «الوشحة» وبهامش المطبوعة المصرية: «قال المجد: الدوخلة وتخفف سعيفة من خوص يوضع فيها التمر ا هـ فانظره مع تقييد الشارح لها بالتشديد. وقوله الوشحة كذا بخطه والذي في القاموس في مادة وش خ الوشخ دوخلة التمر» وفي اللسان «الوشيجة» وزيد فيه أيضاً المُقْعَدَةُ. فلعل الصواب «الوشخة» بالخاء بدل «الحاء».

(٧) صدره عن معجم البلدان (الكعبة).

(٨) هذه رواية ابن اسحاق في المغازي، والرواية المشهورة:

والقصر ذي الشرفات من سنداد