تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قشن]:

صفحة 458 - الجزء 18

  وأَيْضاً: حُبوبُ الأَرضِ التي تُدَّخَرُ كالحِمَّص والعَدَس والبَاقِلاء والتُّرْمُس والدُّخْن والأُرْز والجُلْبان، سُمِّيت لأنَّ مخارِجَها مِن الأرْضِ مِثْل مَخارِجِ الثِّيابِ القُطْنيَّةِ؛ ويقالُ: لأنَّها تُزْرَعُ في الصَّيْف وتُدْرِكُ في آخِرِ وَقْتِ الحرِّ.

  أَو هي ما سِوَى الحِنْطةِ والشَّعيرِ والزَّبيبِ والتَّمْرِ؛ عن شَمِرٍ.

  أَو هي الحُبوبُ التي تُطْبَخُ اسمٌ جامِعٌ لها.

  وقالَ الشَّافِعِيُّ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه: هي العَدَسُ والخُلَّرُ، وهو الماشُ، والفُولُ والدُّجْرُ، وهو اللُّوبِياءُ، والحِمَّصُ، وما شَاكَلُها⁣(⁣١)، سَمَّاها كُلّها قُطْنِيَّة لمَا رَوَى عنه الرَّبيعُ، وهو قوْلُ مالِكِ بنِ أَنَس، رضِيَ اللهُ تعالى عنه؛ وبه فسّرَ حَدِيْث عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه: «أنَّه كانَ يأْخُذُ من القِطْنيَّة العُشْرَ» ج القَطانِيُّ، أَو هِي، أَي القَطانيُّ، الحِلْفُ⁣(⁣٢) وخُضَرُ الصَّيْفِ؛ عن أَبي معاذٍ.

  وقوْلُه: الحِلْفُ هكذا هو في النسخِ بالحاءِ المهْمَلَةِ والصَّوابُ بالمعْجمةِ المَكْسُورَةِ.

  والقَطِينُ، كأَميرٍ: الإِماءُ والحَشَمُ الأَحْرارُ.

  وقِيلَ: الحَشَمُ الممَاليكُ.

  وقيلَ: الخَدَمُ والأَتْباعُ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فَطِينُ الرَّجُلِ: حَشَمُه وخَدَمُه.

  وقيلَ: أَهْلُ الدَّارِ كالخَليطِ للواحِدِ والجَمْع⁣(⁣٣)؛ أَو هو الساكِنُ في الدَّارِ. والجَمْعُ على قُطُنٍ، ككُتُبِ، وهو قَوْلُ كُراعٍ.

  والقِطانُ بالكسْرِ، ككِتابٍ: شِجارُ الهَوْدَجِ، ج قُطُنٌ، ككُتُبٍ، وبه فُسِّر قوْلُ لبيدٍ السَّابِق:

  فتَكَنَّسوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُها

  وأَبو العَلاءِ بنُ كَعْبِ بنِ ثابِتِ قُطْنَةَ مُضافاً، هكذا في النسخِ، وصَوابُه: أَبو العَلاءِ ثابِتُ بنُ كَعْبِ بنِ جابِرِ بنِ كَعْبٍ العَتَكيُّ قُطْنَةَ، وقُطْنَةُ لَقَبُهُ، وأَبو العَلاءِ كُنْيتُه.

  وَقَعَ للذَّهبيّ في المُشْتبهِ: ثابِتُ بنُ قُطْنَةَ شاعِرٌ بخُرَاسانَ، فجَعَلَه أَباً له، وهو غَلَطٌ نبَّه عليه الحافِظُ وغيرُهُ.

  قالَ ابنُ ماكولا: كانَ مُجاهداً بخُراسانَ؛ وكذا قالَهُ أبو جَعْفرٍ الطبريُّ وغيرُ واحِدٍ. والأَسْماءُ المَعارِفُ تُضافُ إلى أَلْقابِها، وتكونُ الأَلْقابُ مَعارِفَ وتَتَعرَّفُ بالأَسماءِ كما قيلَ قيسُ قُفَّةَ وسَعيدُ كُرْز وزَيْدُ بَطَّةَ؛ لأنَّه أُصِيبَتْ عَيْنُه يومَ سَمَرْقَنْدَ فكانَ يَحْشُوها بقُطْنةٍ فَلُقِّبَ به؛ نَقَلَهُ أَبو القاسِمِ الزجَّاجيُّ عن ابنِ دُرَيْدٍ عن أَبي حاتِمٍ، إلَّا أنَّه قالَ: أُصِيبَتْ عيْنُه بخُراسانَ؛ وفيه يقولُ حاجِبُ الفِيل:

  لا يَعْرفُ الناسُ منه غيرَ قُطْنَتِه ... وما سِواها من الأَنْسابِ مَجْهولُ⁣(⁣٤)

  والقَيْطُونُ، كحَيْسُونٍ: المُخْدَعُ، أَعْجميُّ، وقيلَ بلُغَةِ مِصْرَ وبَرْبَر.

  قالَ ابنُ بَرِّي: هو بَيْتٌ في بيتٍ.

  وقالَ شيْخُنا: هو البيتُ الشَّتوَيُّ، مُعَرَّبٌ عن الرُّومِيَّة.

  ذَكَرَه الثَّعالبيُّ في فقْهِ اللغَةِ، والشَّهابُ في شفاءِ الغَليلِ؛ قالَ عبدُ الرحمنِ بنُ حسَّان:

  قُبَّة من مَراجِلٍ ضَرَبَتْها ... عند بَرْدِ الشّتاءِ في ققَيْطونِ⁣(⁣٥)

  * قلْتُ: يُرْوى لأَبي دهْبلٍ، قالَهُ في رَمْلة بِنْت مُعاوِيَة وأوَّلُه:

  طالَ لَيْلي وبِتُّ كالمَحْزونِ ... ومَلَلْتُ الثّواء بالمَاطرُونِ⁣(⁣٦)

  والقَطَنُ، محركةَ: ما بينَ الوَرِكَيْنِ إلى عَجْزِ الذَّنَبِ، ومنه الحدِيثُ: أنَّ آمِنَةَ لمَّا حَمَلَتْ بالنبيِّ، ، قالتْ:


(١) زيد في التهذيب: مما يختبز ويقتات.

(٢) في القاموس: الخلف، بالخاء المعجمة. موافقاً لما في التهذيب.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة: ويُجْمَعُ.

(٤) اللسان وفيه: «من الإنسان».

(٥) اللسان.

(٦) اللسان.