تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لعن]:

صفحة 511 - الجزء 18

  وحَكَى اللَّحيانيُّ: لا تَكُ لُعْنةً على أَهْل بَيتِك أَي لا يُسَبَّنَّ أَهْلَ بَيْتِك بسَبَبِك؛ قالَ الشاعِرُ:

  والضَّيْفَ أَكْرِمْه فإنَّ مَبِيتَه ... حَقٌّ ولا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ⁣(⁣١)

  ج لُعَنٌ، كصُرَدٍ.

  وامْرأَةٌ لَعِينٌ، بغيرِ هاءٍ، فإذا لم تُذْكَرِ المَوْصوفَةُ فبِالْهاءِ.

  واللَّعِينُ: مَنْ يَلْعَنُهُ كُلُّ أَحَدٍ؛ كالمُلَعَّنِ كمُعَظَّمٍ، وهذا الذي يُلْعَنُ كَثيراً.

  واللَّعِينُ: الشَّيْطانُ، صفَةٌ غالِبَةٌ لأنَّه طُرِدَ مِنَ السَّماءِ؛ وقيلَ: لأنّه أُبْعِدَ مِن رَحْمَةِ اللهِ تعالى.

  واللَّعِينُ: المَمْسُوخُ، مِن اللَّعْنِ، وهو المَسْخُ؛ عن الفرَّاء؛ وبه فَسّرَ الآيَةَ: {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنّا أَصْحابَ السَّبْتِ}⁣(⁣٢)، أَي نَمْسَخَهم.

  واللَّعِينُ: المَشْؤُومُ والمُسَيَّبُ؛ هكذا في النسخِ والصَّوابُ: المَشْؤُومُ المُسَيَّبُ؛ كما هو نَصُّ الأَزْهرِيّ⁣(⁣٣).

  واللَّعِينُ: ما يُتَّخَذُ في المَزارعِ كهَيْئَةِ رَجُلٍ، أَو الخيالُ تُذْعَرُ به الطُّيورُ والسِّباعُ.

  وفي الصِّحاحِ: الرَّجُلُ اللَّعِينُ: شَيءٌ يُنْصَبُ وَسَطَ الزَّرْعِ⁣(⁣٤)، يُسْتَطْرَدُ به الوُحُوشِ؛ وأَنْشَدَ بيت الشمَّاخِ: كالرَّجلِ اللَّعِين. واللَّعِينُ: المُخْزَى المُهْلَكُ؛ عن الفرَّاء.

  وأَبيتَ اللَّعْنَ⁣(⁣٥): كَلمةٌ كانتِ العَرَبُ تُحَيِّي بها مُلُوكُها، وأَوَّل مَن قيلَ له ذلِكَ قَحْطان؛ قالَهُ في الرَّوْض؛ وفي مَعارِفِ ابن قُتَيْبَة: أَوَّل مَنْ حَيّى بها يَعْرُب ابن قَحْطان؛ أي أَبيتَ أَيّها المَلِك أَنْ تَأْتِيَ ما تُلْعَنُ به وعليه.

  وقيلَ: مَعْناه لا فَعَلْتَ ما تَسْتوجبُ به اللَّعْنَ، كما في الأساسِ وهو مجازٌ.

  قالَ شيْخُنا، ¦: ومِن أَغْرَب ما قيلَ وأَقْبَحه أنَّ الهَمْزةَ فيه للنِّداءِ، قالَ: وهو غَلَطٌ مَحْضٌ لأنَّ المعْنَى يَنْقلِبُ مِن المدْحِ إلى الذَّم.

  والتَّلاعُنُ: التَّشاتُمُ في اللَّفْظِ، غَيْر أنَّ التَّشاتُمَ يُسْتَعْملُ في وُقوعِ كل واحِدٍ منهما بصاحِبِه؛ والتَّلاعُن رُبَّما اسْتُعْمِل في فعْلِ أَحَدهما.

  والتَّلاعُنُ: التَّمَاجُنُ.

  قالَ الأزْهرِيُّ: وسَمِعْتُ العَرَبَ تقولُ فلانٌ يَتلاعَنُ علينا إذا كان يَتَماجَنُ ولا يَرْتَدِعُ عن سَوْءٍ ويَفْعَلُ ما يستحِقُّ به اللَّعْنَ.

  والْتَعَنَ الرَّجُلُ: أَنْصَفَ في الدُّعاءِ على نفسِه، هو افْتَعَلَ من اللَّعْنِ.

  وفي الحدِيثِ: «اتَّقُوا المَلاعِنَ⁣(⁣٦) وأَعِدُّوا النَّبْلَ»، هي مَواضِعُ التَّبَرُّزِ وقَضاءِ الحاجَةِ، جَمْعُ مَلْعَنة. وهي قارِعَةُ الطَّرِيقِ ومَنْزِل النَّاسِ.

  وقيلَ: المَلاعِنُ جَوادُّ الطَّريقِ وظِلالُ الشَّجَرِ ينزِلُها الناسُ، نَهَى أَن يُتَغَوَّطَ تحْتَها فتَتَأَذَّى السَّابلَةُ بأقْذارِها ويَلْعَنُون من جَلَسَ للغائِطِ عليها.

  قالَ ابنُ الأثيرِ: وفي الحدِيثِ: اتَّقوا المَلاعِنَ الثلاثَ؛ قالَ: هي جَمْعُ مَلْعَنة، وهي الفَعْلَةُ التي يُلْعَنُ بها فاعِلُها كأَنَّها مَظِنَّةٌ للَّعْنِ ومحلٌّ له، وهو أَنْ يَتغَوَّطَ الإنسانُ على قارِعَةِ الطَّريقِ أو ظلِّ الشَّجَرةِ أَو جانِبِ النَّهْرِ، فإذا مَرَّ بها الناسُ لَعَنُوا فاعِلَه.

  ولاعَن امْرأَتَه في المُحْكَمِ مُلاعَنَةً ولِعاناً، بالكسْرِ: وذلِكَ إذا قَذَفَ امْرأَتَه أَو رَماها برَجُلٍ أَنَّه زَنَى بها، فالإمامُ يُلاعِنُ بَيْنهما ويَبْدأُ بالرَّجُلِ ويَقِفُه حتى يقولَ:


(١) اللسان.

(٢) النساء، الآية ٤٧.

(٣) الذي في التهذيب: اللعين: «المشتومُ المسبوبُ».

(٤) في الصحاح: وسط المزارع تستطرد به.

(٥) هي تحية الملوك في الجاهلية، أي: لا فعلت ما تستوجب به اللعن، وأول من قيل له ذلك قحطان، كما أنه أول من قيل له: عم صباحاً، وقيل: إنه ابنه يعرف أول من حياه ولده بتحية الملوك، فقالوا له: أبيت اللعن، وأنعمت صباحاً. اه نقله نصر، عن هامش القاموس.

(٦) في القاموس بالرفع، والنصب ظاهر.