فصل الكاف مع الموحدة
  فعَلِقَتِ الثِّيَابَ، وآذَتْ مَن مَرَّ بها، كَمَا يَفْعَلُ الكَلْبُ.
  ومن المَجَاز: أَرْضٌ كَلِبَةٌ: إِذا لم يَجِدْ نَبَاتُهَا رِيّاً، فَيَيْبَسُ(١). وأَرْضٌ كَلِبَةُ الشَّجَرِ: إِذا لم يُصِبْهَا الرَّبيعُ. وعن أَبي خَيْرَةَ: أَرْضٌ كَلِبَةٌ، أَي: غليظةٌ، قُفّ لا يكون فيها شَجَرٌ، ولا كَلٌأ، ولا تكونُ جَبَلاً. وقال أَبو الدُّقَيْشِ: أَرْضٌ كَلِبَةُ الشَّجَرِ، أَي خَشِنَةٌ يابِسةٌ، لم يُصِبْها الرَّبِيعُ بَعْدُ، ولم تَلِنْ.
  والكَلِبَة من الشَّجَر أَيضاً: الشَّوْكَةُ العارِيَةُ من الأَغْصَانِ اليابِسَة المُقْشَعرَّةُ الفاردةُ،(٢) وذلك لِتَعَلُّقِها بمن يَمُرُّ بها كما تَفْعَل الكلابُ.
  والكَلِبَة: ع بعُمَانَ على السّاحِلِ، وقَيَّدَه الصّاغانِيُّ بفتح فسكون، وهو الصَّواب(٣).
  والكَلْبَتَانِ، بتقديم المُوَحَّدة على المُثَنَّاة: ما يَأْخُذُ به الحَدّادُ الحديد المُحْمَى، يقال: حَديدةٌ ذاتُ كَلْبَتَيْنِ وحَديدتانِ ذَواتا كَلْبَتَيْنِ، وحدائدُ ذَواتُ كَلْبَتَيْن(٤).
  وفي حديث الرُّؤْيا: «وإِذا آخَرُ قَائمٌ بكَلُّوبِ حديدِ»(٥).
  الكَلُّوبُ كالتَّنُّورِ: المِهْمَازُ، وهو الحديدةُ الَّتي على خُفِّ الرّائضِ، كالكُلَّاب، بالضَّمّ والتّشديد، وهو المِنْشالُ. كذا في سِفْرِ السّعادة، وسيأْتي للمُصَنِّف أَنّهُ حديدةٌ يَنْشالُ بها اللَّحْمُ، ثمّ قال السَّخَاوِيُّ في السَّفْر: وقالوا للمِهْمَازِ أَيضاً: كَلُّوبٌ، ففرَّق بينَهما وقَالَهُمَا في معناهُ، انتهى. قال جَنْدَلُ بنُ الرّاعِي يهجو ابْنَ الرِّقَاعِ، وقيلَ: هو لأَبِيهِ الرّاعي:
  جُنَادِفٌ لاحِقٌ بالرَّأْسِ مَنْكِبُهُ ... كأَنَّهُ كَوْدَنٌ يُوشَى بِكُلَّابِ(٦)
  والكُلَّابُ، والكَلُّوب: السَّفُّودُ؛ لأَنَّهُ يَعْلَقُ الشِّواءَ ويَتَخَلَّلُه، وهذا عن اللِّحْيَانِيّ. وقال غيرُهُ: حديدةٌ مَعطوفةٌ كالخُطّاف، ومثلُه قولُ الفَرّاءِ في المصادر. وفي كتاب العين: الكُلّابُ والكَلُّوبُ: خَشَبَةٌ في رأْسِهَا عُقَّافَةٌ، زاد في التَّهْذِيب: منها، أَو من حَديدٍ.
  وكَلَبَهُ بالكُلّاب ضَرَبَهُ بِهِ، قال الكُمَيْتُ:
  وَوَلَّى بأَجْرِيَّا وِلَافٍ كَأَنَّه ... على الشَّرَفِ الأَقْصَى يُسَاطُ ويُكْلَبُ
  قال: ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ: يُضَمُّ أَوّلُ الكَلُّوب. ولم يجِئ في شيْءٍ من كلام العرب. قال أَبو جعفر اللَّبْلِيُّ: حكى ابْنُ طَلْحَةَ في شَرْحِه: الكُلُّوب: بالضَّمّ، ولم أَرَهُ لغيره. وفي الرَّوْضِ: الكَلُّوبُ، كسَفُّود: حَديدةٌ، مُعْوَجَّةُ الرَّأْسِ، ذاتُ شُعَبٍ، يُعَلَّق بها اللَّحْمُ، والجمع كَلالِيبُ.
  والمُكَلِّبُ، كمُحَدّثٍ: مُعَلِّمُ الكلابِ الصَّيْدَ، مُضَرٍّ لها عليه. وقد يكونُ التّكليبُ واقعاً على الفَهْدِ وسِباعِ الطَّيْرِ.
  وفي التَّنْزِيلِ: {وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ}(٧) فَقَد دَخَلَ في هذا: الفَهْدُ، والبَازِي، والصَّقْرُ، والشّاهِينُ، وجميعُ أَنْوَاعِ الجَوارِحِ.
  والكَلَّابُ: [صاحبُ الكلاب و]:(٨) المكَلِّبُ الَّذِي يُعَلَّمُ الكِلَابَ أَخْذَ الصَّيْدِ.
  وفي حَديث الصَّيْدِ «إِنَّ لي كِلَاباً مُكَلَّبَةً، فَأَفْتِنِي في صَيْدِها».
  المُكَلَّبَةُ: المُسَلَّطَةُ على الصَّيْد، المعَوَّدةُ بالاصطِياد، الّتي قد ضَرِيَتْ به، والمُكَلِّب، بالكسر: صاحِبُها [و](٨) الّذي يَصطادُ بها. كذا في لسان العرب.
  والمُكَلَّبُ، بالفَتْحِ(٩) المُقَيَّدُ يقال: رجل مُكَلَّبٌ: مشدودٌ بالقِدِّ، وأَسيرٌ مِكَلَّبٌ، قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ:
  فبَاءَ بِقَتْلانا من القَوْمِ مِثْلُهُمْ(١٠) ... وما لا يُعَدُّ من أَسِيرٍ مُكَلَّبِ(١٠)
(١) قال في المقاييس: إنما قيل ذلك لأنه إذا يبس صار كأنياب الكلاب وبراثنها.
(٢) في اللسان: ويقال للشجرة العاردة الأغصان والشوك اليابس المقشعرة: كلبة.
(٣) ومثله في معجم البلدان قال: يلفظ انثى الكلب.
(٤) زيد في اللسان: في الجمع، وكل ما سمي باثنين فكذلك.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «الذي في النهاية: بكلوب من حديد وكلّ صحيح ما لم تتعين الرواية.
(٦) بالأصل «خنادف» ويمشي» بدل «يوشى» وما أثبت عن اللسان وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله خنادف كذا بخطه والصواب جنادف بالجيم كما في الصحاح واللسان في مادة جدف قال الجوهري: والجنادف بالضم القصير الغليظ الخلقة واستشهد بالبيت وكذا صاحب اللسان».
(٧) سورة المائدة الآية ٤.
(٨) زيادة عن اللسان.
(٩) في القاموس: وبفتح اللام: المقيّد.
(١٠) في الصحاح: أبأنا بقتلانا من القوم ضعفهم» وكلّ صحيح المعنى، فلعلهما روايتان.