تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الكاف مع الموحدة

صفحة 384 - الجزء 2

  فعَلِقَتِ الثِّيَابَ، وآذَتْ مَن مَرَّ بها، كَمَا يَفْعَلُ الكَلْبُ.

  ومن المَجَاز: أَرْضٌ كَلِبَةٌ: إِذا لم يَجِدْ نَبَاتُهَا رِيّاً، فَيَيْبَسُ⁣(⁣١). وأَرْضٌ كَلِبَةُ الشَّجَرِ: إِذا لم يُصِبْهَا الرَّبيعُ. وعن أَبي خَيْرَةَ: أَرْضٌ كَلِبَةٌ، أَي: غليظةٌ، قُفّ لا يكون فيها شَجَرٌ، ولا كَلٌأ، ولا تكونُ جَبَلاً. وقال أَبو الدُّقَيْشِ: أَرْضٌ كَلِبَةُ الشَّجَرِ، أَي خَشِنَةٌ يابِسةٌ، لم يُصِبْها الرَّبِيعُ بَعْدُ، ولم تَلِنْ.

  والكَلِبَة من الشَّجَر أَيضاً: الشَّوْكَةُ العارِيَةُ من الأَغْصَانِ اليابِسَة المُقْشَعرَّةُ الفاردةُ،⁣(⁣٢) وذلك لِتَعَلُّقِها بمن يَمُرُّ بها كما تَفْعَل الكلابُ.

  والكَلِبَة: ع بعُمَانَ على السّاحِلِ، وقَيَّدَه الصّاغانِيُّ بفتح فسكون، وهو الصَّواب⁣(⁣٣).

  والكَلْبَتَانِ، بتقديم المُوَحَّدة على المُثَنَّاة: ما يَأْخُذُ به الحَدّادُ الحديد المُحْمَى، يقال: حَديدةٌ ذاتُ كَلْبَتَيْنِ وحَديدتانِ ذَواتا كَلْبَتَيْنِ، وحدائدُ ذَواتُ كَلْبَتَيْن⁣(⁣٤).

  وفي حديث الرُّؤْيا: «وإِذا آخَرُ قَائمٌ بكَلُّوبِ حديدِ»⁣(⁣٥).

  الكَلُّوبُ كالتَّنُّورِ: المِهْمَازُ، وهو الحديدةُ الَّتي على خُفِّ الرّائضِ، كالكُلَّاب، بالضَّمّ والتّشديد، وهو المِنْشالُ. كذا في سِفْرِ السّعادة، وسيأْتي للمُصَنِّف أَنّهُ حديدةٌ يَنْشالُ بها اللَّحْمُ، ثمّ قال السَّخَاوِيُّ في السَّفْر: وقالوا للمِهْمَازِ أَيضاً: كَلُّوبٌ، ففرَّق بينَهما وقَالَهُمَا في معناهُ، انتهى. قال جَنْدَلُ بنُ الرّاعِي يهجو ابْنَ الرِّقَاعِ، وقيلَ: هو لأَبِيهِ الرّاعي:

  جُنَادِفٌ لاحِقٌ بالرَّأْسِ مَنْكِبُهُ ... كأَنَّهُ كَوْدَنٌ يُوشَى بِكُلَّابِ⁣(⁣٦)

  والكُلَّابُ، والكَلُّوب: السَّفُّودُ؛ لأَنَّهُ يَعْلَقُ الشِّواءَ ويَتَخَلَّلُه، وهذا عن اللِّحْيَانِيّ. وقال غيرُهُ: حديدةٌ مَعطوفةٌ كالخُطّاف، ومثلُه قولُ الفَرّاءِ في المصادر. وفي كتاب العين: الكُلّابُ والكَلُّوبُ: خَشَبَةٌ في رأْسِهَا عُقَّافَةٌ، زاد في التَّهْذِيب: منها، أَو من حَديدٍ.

  وكَلَبَهُ بالكُلّاب ضَرَبَهُ بِهِ، قال الكُمَيْتُ:

  وَوَلَّى بأَجْرِيَّا وِلَافٍ كَأَنَّه ... على الشَّرَفِ الأَقْصَى يُسَاطُ ويُكْلَبُ

  قال: ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ: يُضَمُّ أَوّلُ الكَلُّوب. ولم يجِئ في شيْءٍ من كلام العرب. قال أَبو جعفر اللَّبْلِيُّ: حكى ابْنُ طَلْحَةَ في شَرْحِه: الكُلُّوب: بالضَّمّ، ولم أَرَهُ لغيره. وفي الرَّوْضِ: الكَلُّوبُ، كسَفُّود: حَديدةٌ، مُعْوَجَّةُ الرَّأْسِ، ذاتُ شُعَبٍ، يُعَلَّق بها اللَّحْمُ، والجمع كَلالِيبُ.

  والمُكَلِّبُ، كمُحَدّثٍ: مُعَلِّمُ الكلابِ الصَّيْدَ، مُضَرٍّ لها عليه. وقد يكونُ التّكليبُ واقعاً على الفَهْدِ وسِباعِ الطَّيْرِ.

  وفي التَّنْزِيلِ: {وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ}⁣(⁣٧) فَقَد دَخَلَ في هذا: الفَهْدُ، والبَازِي، والصَّقْرُ، والشّاهِينُ، وجميعُ أَنْوَاعِ الجَوارِحِ.

  والكَلَّابُ: [صاحبُ الكلاب و]:⁣(⁣٨) المكَلِّبُ الَّذِي يُعَلَّمُ الكِلَابَ أَخْذَ الصَّيْدِ.

  وفي حَديث الصَّيْدِ «إِنَّ لي كِلَاباً مُكَلَّبَةً، فَأَفْتِنِي في صَيْدِها».

  المُكَلَّبَةُ: المُسَلَّطَةُ على الصَّيْد، المعَوَّدةُ بالاصطِياد، الّتي قد ضَرِيَتْ به، والمُكَلِّب، بالكسر: صاحِبُها [و]⁣(⁣٨) الّذي يَصطادُ بها. كذا في لسان العرب.

  والمُكَلَّبُ، بالفَتْحِ⁣(⁣٩) المُقَيَّدُ يقال: رجل مُكَلَّبٌ: مشدودٌ بالقِدِّ، وأَسيرٌ مِكَلَّبٌ، قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ:

  فبَاءَ بِقَتْلانا من القَوْمِ مِثْلُهُمْ⁣(⁣١٠) ... وما لا يُعَدُّ من أَسِيرٍ مُكَلَّبِ⁣(⁣١٠)


(١) قال في المقاييس: إنما قيل ذلك لأنه إذا يبس صار كأنياب الكلاب وبراثنها.

(٢) في اللسان: ويقال للشجرة العاردة الأغصان والشوك اليابس المقشعرة: كلبة.

(٣) ومثله في معجم البلدان قال: يلفظ انثى الكلب.

(٤) زيد في اللسان: في الجمع، وكل ما سمي باثنين فكذلك.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «الذي في النهاية: بكلوب من حديد وكلّ صحيح ما لم تتعين الرواية.

(٦) بالأصل «خنادف» ويمشي» بدل «يوشى» وما أثبت عن اللسان وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله خنادف كذا بخطه والصواب جنادف بالجيم كما في الصحاح واللسان في مادة جدف قال الجوهري: والجنادف بالضم القصير الغليظ الخلقة واستشهد بالبيت وكذا صاحب اللسان».

(٧) سورة المائدة الآية ٤.

(٨) زيادة عن اللسان.

(٩) في القاموس: وبفتح اللام: المقيّد.

(١٠) في الصحاح: أبأنا بقتلانا من القوم ضعفهم» وكلّ صحيح المعنى، فلعلهما روايتان.