تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مزن]:

صفحة 535 - الجزء 18

  وشَيْخه أبو عَمْرو بنُ العَلاءِ أَحَدُ القُرَّاء السَّبْعةِ وأبو عُثْمان المازِنيُّ صاحِبُ التَّصْريفِ وآخرُون.

  ومازِنُ: اسمُ ماءٍ.

  والمُزْنَةُ، بالضَّمِّ: المَطْرَةُ؛ قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

  أَلم تَرَ أنَّ اللهَ أَنْزَلَ مُزْنَةً ... وعُفْرُ الظِّباءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ؟⁣(⁣١)

  وقيلَ: المُزْنَةُ السَّحابَةُ البَيْضاءُ.

  وابنُ مُزْنَة، بالضَّمِّ: الهِلالُ يَخْرجُ مِن خِلالِ السَّحابِ، حكِي ذلكَ عن ثَعْلَب؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لعَمْرِو بنِ قَمِيئةَ:

  كأنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانحاً ... فَسِيطٌ لَدَى الأُفْقِ من خِنْصِرِ⁣(⁣٢)

  والتَّمَزُّنُ: التَّمَرُّنُ، وهو التَّدَرُّبُ.

  وأَيْضاً: التَّسَخِّي، كأَنَّه مُتَشَبِّه بالمُزْنِ، وهو مجازٌ.

  وأَيْضاً: التفضلي⁣(⁣٣) على أَصْحابِه.

  وقيلَ: هو أنْ ترى لنَفْسِك فَضْلاً على غيْرِكَ ولسْت هناك، قالَ رَكَّاضٌ الدُّبَيْرِيُّ:

  يا عُرْوَ إنْ تَكْذِبْ عَليَّ تَمَزُّناً ... بما لم يَكُنْ فاكْذِبْ فلستُ بكاذِبِ⁣(⁣٤)

  وأَيْضاً: التَظَرُّفُ؛ عن قُطْرُبٍ.

  وقيلَ: هو إظهارُ أَكْثَرَ ممَّا عِنْدَكَ.

  والتَّمْزِينُ: التَّفْضِيلُ، وقد مَزَنَه.

  وأَيْضاً: المَدْحُ والتَّقْرِيظُ؛ عن المبرِّدِ.

  ومَزُونٌ، كصَبُورٍ: اسمُ أَرْضِ⁣(⁣٥) عُمانَ، بالفارِسِيَّةِ.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: هكذا كانتِ العَرَبُ تُسَمِّيها؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:

  فأَصْبَحَ العبدُ المَزُونِيُّ عَثِرْ

  وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للكُمَيْت:

  فأما الأَزْدُ أَزْدُ أَبي سَعِيدٍ ... فأَكْرَهُ أن أُسَمِّيها المَزُونَا⁣(⁣٦)

  قالَ: وهو أبو سعيدٍ المُهَلَّبُ المَزُونيُّ أَي أَكْره أن أَنْسُبَه إلى المَزُونِ، وهو أَرْضُ عُمانَ، يقولُ: هُم مِن مُضَرَ.

  وقالَ أبو عُبيدَةَ: يعْنِي بالمَزُونِ المَلَّاحِينَ، وكانَ أَرْدَشِير⁣(⁣٧) بابْكان جَعَلَ الأزد مَلَّاحِين بشِحْر عُمَان قَبْل الإسْلامِ بستمائَةِ سَنَةٍ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: أَزْدُ أَبي سعِيدٍ هُم أَزْدُ عُمانَ، وهم رَهْطُ المُهَلَّبِ بنِ أَبي صُفْرَةَ.

  والمَزُونُ: قَرْيَةٌ مِن قُرَى عُمَانَ يَسْكِنُها اليَهودُ والمَلَّاحُونَ ليسَ بها غَيْرهُم، وكانتِ الفُرْسُ يسمُّونَ عُمَانَ المَزُونَ، فقالَ الكُمَيْتُ: إنَّ أَزْدَ عُمَانَ يكْرَهُونَ أن يُسَمَّوا المَزُونَ، وأَنا أَكْرَه ذلكَ أَيْضاً؛ وقالَ جَريرٌ:

  وأَطْفَأْتُ نِيرانَ المَزُونِ وأَهْلِها ... وقد حاوَلُوها فِتْنةً أن تُسَعَّرا⁣(⁣٨)

  قالَ ابنُ الجَوالِيقي: المَزُونُ، بفتْحِ الميم، لعُمانَ ولا تَقُل المُزُونَ، بضمِّ الميمِ، قالَ: كذا وَجَدْته في شِعْرِ البَعِيثِ اليَشْكُرِيِّ يَهْجُو المُهَلَّبَ لمَّا قَدِمَ خُرَاسان:

  تبَدَّلَتِ المَنابِرُ من قُرَيْشٍ ... مَزُونِيَّا بفَقْحَتِه الصَّلِيبُ

  فأَصْبَحَ قافِلاً كَرَمٌ ومَجْدٌ ... وأَصْبَحَ قادِماً كَذِبٌ وحُوبُ


(١) ديوانه ط بيروت ص ٥٧ واللسان والصحاح.

(٢) اللسان والصحاح والأساس والمقاييس ٥/ ٣١٨.

(٣) في القاموس: «التَّفَضُّلُ».

(٤) اللسان والتهذيب.

(٥) في القاموس بالرفع، والكسر ظاهر.

(٦) اللسان والصحاح، والتهذيب ومعجم البلدان: «المزون».

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أردشير بابكان هكذا بالصحاح واللسان، والذي في معجم ياقوت: أردشير بن بابك»، وفي الصحاح: أردشير بن بابكان.

(٨) اللسان والتهذيب ومعجم البلدان: «المزون» وبالأصل: «فتية».