تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مهن]:

صفحة 557 - الجزء 18

  والمانُ: السِّنُّ الذي يُحْرَثُ به.

  قالَ ابنُ بَرِّي: غَيْر مَهْموزٍ.

  وقالَ ابنُ سِيدَه: أُراهُ فارِسِيًّا، وألِفُهُ واو لأنَّها عينٌ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: مانَ إذا شَقَّ الأرضَ للزَّرْعِ.

  وماوانُ: مَوْضِعٌ؛ وَزْنُه فاعَالٌ، ولا يَجوزُ أنْ يُهْمَزَ؛ وأنْشَدَ ابنُ بَرِّي للرَّاجِزِ:

  يَشْرَبْنَ من ماوانَ ماءً مُرًّا

  وذَو ماوانَ: مَوْضِعٌ آخِرُ.

  وماني: اسمُ رجُلٍ مِن الفُرْسِ كانَ مَشْهوراً في نَقْشِ التَّصَاوِيرِ.

  [مهن]: المِهْنَةُ، بالكسْرِ والفتْحِ والتَّحْرِيكِ وكَكَلِمَةٍ، أَرْبَعُ لُغاتٍ، الأخيرَةُ عن أَبي زيْدٍ: الحِذْقُ بالخِدْمَةِ والعَمَلِ.

  وأنْكَرَ الأَصْمعيُّ الكَسْرَ، قالَ: وهو القِياسُ مِثْلُ جِلْسَةٍ وخِدْمَةٍ، إلَّا أنَّه جاءَ على فَعْلةٍ واحِدَةٍ، هكذا نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ عنه؛ ووافَقَهُ شَمِرٌ وأبو زيْدٍ.

  وقالَ قَوْمٌ: الفَتْحُ أَفْصَحُ، والكَسْرُ أَشْهَرُ.

  وصَوَّبَ المزيُّ الكَسْرَ لتَوافِق الخِدْمَة زِنَةً ومَعْنًى.

  وأنْكَرَ بعضُهم الفَتْح مُطْلقاً، وفيه نَظَرٌ.

  وفي الحدِيثِ: «ما على أَحدِكُم لو اشْتَرَى ثَوْبَيْن ليَوْم جُمْعَتِه سوى ثَوْبَيْ مَهْنَتِه»؛ رُوِيَ بالوَجْهَيْن إلَّا أنَّ رِوايَةَ الفتْحِ أَكْثَرُ كما في النِّهايَةِ.

  مَهَنَهُ، كمَنَعَهُ ونَصَرَهُ، مَهْناً ومَهْنَةً، ويُكْسَرُ: خَدَمَهُ؛ وقيلَ: ضَرَبَهُ وجَهَدَهُ.

  ومَهَنَ الإبِلَ يَمْهَنُها مَهْناً ومَهْنَةً: حَلَبَها عند الصَّدْرِ؛ وأنْشَدَ شَمِرٌ:

  فقُلْتُ لما هِنَيَّ: أَلا احْلُباها ... فقامَا يَحْلُبانِ ويَمْرِيانِ⁣(⁣١)

  ومَهَنَ الثَوْبَ مَهْناً ومَهْنَةً: جَذَبَهُ، فهو ثوْبٌ مَمْهونٌ مُبْتَذَلٌ مَجْرورٌ.

  ومَهَنَ المرأَةَ مَهْناً: جامَعَها، وهو مجازٌ.

  وامْتَهَنَهُ: اسْتَعْمَلَهُ للمِهْنَةِ وابْتَذَلَهُ؛ فامْتَهَنَ هو لازِمٌ مُتَعدٍّ؛ وقالَ الأَعْشَى في المُتَعدِّي يَصِفُ فَرَساً:

  فَلأياً بلأْيٍ حَمَلْنا الغُلا ... مَ كَرْهاً فأَرْسَلَه فامْتَهَنْ⁣(⁣٢)

  أَي أَخْرَجَ ما عنْدَهُ من العَدْوِ وابْتَذَلَهُ.

  ومِنَ اللازِمِ قَوْلُ ابنِ المُسَيِّبِ: السَّهْلُ يُوطَأُ ويُمْتَهَنُ، أَي يُدَاسُ ويُبْتَذَلُ؛ قالَ:

  وصاحِبُ الدُّنْيا عُبَيْدٌ مُمْتَهَنْ⁣(⁣٢)

  أَي مُسْتَخْدَمٌ.

  والمَهِينُ مِن الرِّجالِ: الحَقِيرُ الصَّغيرُ؛ ومنه الحدِيثُ: «ليسَ بالجافِي ولا المَهِينِ»، مِنَ المَهانَةِ وهي الحَقارَةُ والصُّغْرُ؛ ويُرْوَى بضمِّ الميمِ مِن أَهانَ إهانَةً.

  وأَيْضاً: الضَّعيفُ.

  وأَيْضاً: القَلِيلُ؛ ومنه قَوْلُه تعالى: {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ}، أَي قليلٍ ضَعيفٍ.

  والمَهِينُ: اللَّبَنُ الآجِنُ⁣(⁣٣) طَعْمُه.

  وأَيْضاً: القَليلُ الرَّأْي والتَّمْييزِ مِنَ الرِّجالِ؛ وبه فَسَّرَ أبو إسْحاق قَوْلَه تعالى: {كُلَّ حَلّافٍ مَهِينٍ}⁣(⁣٤).

  وفَحْلٌ مَهِينٌ: لا يُلْقَحُ من مائِهِ يكونُ في الإبِلِ والغَنَم. وقد مَهُنَ في الكُلِّ، ككَرُمَ فيهِنَّ، مَهانَةً، ج مُهَنَاءُ.

  والماهِنُ: العَبْدُ؛ ومنه ما أنْشَدَه شَمِرٌ:

  فقُلْتُ لما هِنَيَّ أَلا احْلُباها


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٩ واللسان والتهذيب.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة: الآخذُ.

(٤) القلم، الآية ١٠.