تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وثن]:

صفحة 566 - الجزء 18

  وقالَ ابنُ سِيدَه: هو عِرْقٌ لاصِقٌ بالصُّلْبِ من باطِنِه أَجْمَع، يَسْقي العُروقَ كُلَّها الدَّمَ ويَسْقي اللحْمَ وهو نَهْرُ الجَسَدِ؛ وقيلَ: هو عِرْقٌ أَبْيضُ مُسْتَبْطِنُ الفَقارِ؛ وقيلَ: الوَتِينُ يَسْتقِي من الفُؤادِ، وفيه الدَّمُ؛ ج وُتْنٌ، بالضَّمِّ، وأَوْتِنَةٌ.

  ووَتَنَهُ، كوَعَدَهُ، وَتْناً: أَصابَ وَتِينَه، فهو مَوْتُونٌ؛ قالَ حُميدٌ الأرْقطُ:

  من عَلَقِ المَكْليِّ والمَوْتونِ⁣(⁣١)

  ووَتَنَ الماءُ وغيرُهُ يَتِنُ وُتُوناً ووَتْنَةً، هكذا في النُّسخِ والصَّوابُ: تِنَةً، كعِدَةٍ، كما هو نَصُّ الجوْهرِيِّ، دامَ ولم يَنْقَطِعْ.

  واسْتَوْتَنَ المالُ: أَي سَمِنَ؛ وقيلَ: كَثُرَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  وُتِنَ، كعُنِيَ: شَكَا وَتِينَه.

  ووَتَنَ بالمَكانِ وَتْناً ووُتُوناً: ثَبَتَ وأَقامَ به.

  وجَمْعُ الوَاتِنِ: وُتَّنٌ، كرُكَّعٍ؛ قالَ رُؤْبَة:

  أَمْطَرَ في أَكْنافِ غَيْنٍ مُغيِنِ ... على أَخِلَّاءِ الصَّفاءِ الوُتَّنِ⁣(⁣٢)

  والوُتَّنُ: الدَّوامُ على العَهْدِ.

  والمُواتَنَةُ: المُلازَمَةُ في قلَّةِ التَّفرّقِ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  وأَوْتَنَ القومُ دارَهُم: أَطالُوا الإقامَةَ فيها.

  والمُواتَنَةُ: المُطاوَلَةُ والمُمَاطَلَةُ.

  والوَتْنُ: الذي وُلِدَ منكوساً، لُغَةٌ في اليَتْنِ. وهو أَيْضاً: أنْ تَخْرُجَ رِجْلا المَوْلُودِ قَبْل رأْسِهِ، فهو مَرَّةً اسمٌ للوِلادِ، ومَرَّةً اسمٌ للوَلدِ.

  وأَوْتَنَتِ المرْأَةُ: وَلَدَتْ وَلَداً، كأيْتَنَتْ. وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: امْرأَةٌ مَوْتُونَةٌ إذا كانتْ أَدِيبةً، وإن لم تكنْ حَسْناءَ.

  والوَتْنَةُ: مُلازَمَةُ الغَرِيمِ.

  [وثن]: كاسْتَوْثَنَ، بالثاءِ، يقالُ: اسْتَوْثَنَ المالُ: إذا سَمِنَ، وقيلَ: كَثُرَ.

  والوَثَنُ، محرَّكةً: الصَّنَمُ ما كانَ؛ وقيلَ: الصَّنَمُ الصَّغيرُ.

  قالَ ابنُ الأثيرِ: الفَرْقُ بينَ الوَثَنِ والصَّنَمِ أنَّ الوَثَنَ كُلُّ ما لَهُ جُثَّةٌ مَعْمولَةٌ مِن جَواهِرِ الأرْضِ أو مِن الخَشَبِ والحِجارَةِ كصُورَةِ الآدَميِّ تُعْمَلُ وتُنْصَبُ فتُعْبَدُ، والصَّنَمُ الصُّورَةُ بلا جُثَّةٍ؛ ومنهم مَنْ لم يُفَرِّقْ بَيْنهما وأَطْلَقَهما على المَعْنَيَيْنِ. قالَ: وقد يُطْلَقُ الوَثَنُ على غيرِ الصُّورَةِ.

  ومَرَّ إيماء إلى الفَرْقِ بَيْنهما بوُجُوهٍ أُخَر في صنم، قيلَ: سُمِّي وَثَناً لانْتِصابِه وثَبَاتِه على حَالَةٍ واحِدَةٍ من وَثَنَ بالمَكانِ أَقامَ به، فهو واثِنٌ.

  ج وُثْنٌ، بالضمِّ وبضمَّتَيْنِ، وأَوْثانٌ وأُثُنٌ على إبْدالِ الهَمْزَةِ من الواوِ وبه قُرِئَ: إنْ يَدْعُونَ مِن دونه إلَّا أُثُناً⁣(⁣٣)؛ حَكاه سِيْبَوَيْه.

  قالَ الفرَّاءُ: وهو جَمْعُ الوَثَنِ؛ وقد ذُكِرَ ذلِكَ في أثن.

  والواثِنُ: الواتِنُ، وهو المُقِيمُ الثابِتُ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ليسَ بثَبْتٍ.

  * قُلْتُ: وحَكَاه ابنُ الأعْرابيِّ: وَثَنَ بالمَكانِ، فلا عبْرَةَ بإنْكارِ ابنِ دُرَيْدٍ، والجَمْعُ وُثَّنٌ، كرُكَّعٍ، وبه رُوِي قَوْلُ رُؤْبَة المُتقدِّمُ أَيْضاً.

  والمَوْثُونَةُ مِن النِّساءِ: الذَّلِيلَةُ؛ وبالتاءِ الأديبَةُ وإن لم تكنْ حَسْناءَ، وقد تقدَّمَ.

  واسْتَوْثَنَ الشَّيءُ: بَقِيَ؛ وأَيْضاً: قَوِيَ.

  واسْتَوْثَنَ من المالِ: اسْتَكْثَرَ منه، كاسْتَوْثَجَ واسْتَوْثَرَ.

  واسْتَوْثَنَ النَّخْلُ⁣(⁣٤)، هكذا بالنسخِ والصَّوابُ بالحاءِ


(١) الصحاح واللسان وقبله فيه:

شريانة تمنع بعد اللين ... وصيغة ضرّجن بالتسنين

(٢) اللسان والثاني في الصحاح.

(٣) النساء، الآية ١١٧ وفي الآية: {إِناثاً}.

(٤) في القاموس: النحلُ.