تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هدن]:

صفحة 586 - الجزء 18

  وهَدَنَ هُدوناً: دَفَنَ.

  وأَيْضاً: قَتَلَ.

  والهَدْنَةُ: المَطَرُ الضَّعيفُ القَليلُ؛ عن ابنِ الأعْرابيّ؛ وقالَ: هو الرَّكُّ والمَعْروفُ الدَّهْنَةُ.

  ومِن المجازِ: الهُدْنَةُ، بالضَّمِّ: المُصالَحَةُ بعْدَ الحَرْبِ والمُوادَعَةُ بينَ المُسْلمين والكفَّارِ، وبينَ كلِّ مُتَحارِبين، وأصْلُ الهُدْنَةِ السُّكُون بعْدَ الهَيْج، ورُبَّما جُعِلَتِ الهُدْنَة مُدَّة مَعْلُومَة، فإذا انْقَضَتِ المدَّةُ عادُوا إلى القِتالِ؛ ومنه حدِيثُ الفِتَنِ: «يكونُ بَعْدَها هُدْنَةٌ على دَخَنٍ»، أَي سكونٌ على غِلٍّ؛ كالمُهادَنَةِ، وقد هادَنَهُ: صالَحَهُ.

  والهُدْنَةُ: الدَّعَةُ والسُّكُونُ، كالمَهْدَنَةِ.

  قالَ اللّيْثُ: مَفْعَلَةٌ مِن الهدنَةِ.

  والهُدُونِ، بالضَّمِّ؛ وفي حدِيثِ سَلْمان، رضِيَ اللهُ تعالى عنه: «مَلْغاةُ أَوَّل الليْلِ مَهْدَنَةٌ لآخِرِه»، أَي إذا سَهِر أَوَّل الليْلِ ولَغا في الحدِيثِ لم يَسْتيقظْ في آخِرِه للتَّهَجّدِ والصَّلاةِ. والمَلْقاةُ والمَهْدَنَةُ: مَفْعَلَةٌ مِن اللّغْوِ، والهُدُونُ: السُّكُونُ، أَي مَظِنَّةٌ لهما.

  وتَهادَن الأمْرُ: اسْتَقامَ؛ وهو مجازٌ.

  والهَيْدانُ: الجَبانُ.

  قالَ الأزْهرِيُّ: هو فَيْعالٌ مِثْل عَيْدانِ النَّخْلِ، والنُّونُ أَصْليَّة، ويقالُ: إنّه عنْكَ لَهَيْدانٌ إذا كانَ يَهابه.

  وأَيْضاً: البخيلُ الأحْمَقُ.

  والهِدانُ، ككِتابٍ: الأحْمَقُ الجافي الوَخِمُ الثّقِيلُ في الحَرْبِ، والجَمْعُ الهُدُونُ.

  وفي حدِيثِ عُثْمان، رضِيَ اللهُ تعالى عنه: «جَباناً هِداناً»، وقالَ رُؤْبَة:

  قد يَجْمَعُ المالَ الهِدانُ الجافي ... من غيرِ ما عَقْلٍ ولا اصْطِرافِ⁣(⁣١)

  وقالَ أَبو عُبيدٍ في النوادِرِ: الهَيْدانُ والهِدانُ واحِدٌ؛ قالَ: والأصْلُ الهِدانُ، فزادُوا الياءَ.

  والهِدْنُ، بالكسْرِ: الخِصْبُ؛ وهو مجازٌ.

  وهِدْنٌ: ع بالبَحْرَيْنِ، عن ياقوت.

  وانْهَدَنَ عن عَزْمِه؛ فَتَرَ.

  وأَهْدَنَ الخيْلَ: أَضْمَرَها.

  وفَرَسٌ مُهْدِنٌ، كمُحْسِنٍ: كَتَمَ جَرْياً لم يُظْهِرْه.

  وهَدَّنَهُ تَهْدِيناً: ثَبَّطَهُ وسَكَّنَهُ وخَدَّعَهُ، فهو مُهَدّنٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الهُدْنَةُ، بالضمِّ: انْتِقاضُ عَزْمِ الرَّجُلِ بخبرٍ⁣(⁣٢) يَأْتِيه فيَهْدِنُه عمَّا كانَ عليه.

  وهَدَنَه خَبَرٌ: أَتاهُ هَدْناً شَديداً؛ نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ عن الهَوازِنيّ.

  والهِدَانَةُ، بالكسْرِ: المُصالَحَةُ بعْدَ الحَرْبِ، قالَ أُسامَةُ الهُذَليُّ:

  فسامُونا الهِدَانَةَ من قريبٍ ... وهُنَّ معاً قيامٌ كالشُّجُوبِ⁣(⁣٣)

  والمَهْدُونُ: الذي يُطْمَعُ منه في الصلْحِ.

  وتَهادَنَا: تَصالَحَا.

  وهَدَنَهم يَهْدِنُهم هَدْناً: رَبَّثَهم بكَلامٍ وأَعْطاهُم عَهْداً لا يَنْوِي أنْ يَفِيَ به.

  وهُدِنَ عنْكَ فلانٌ، كعُنِيَ: أَرْضاهُ منْكَ الشيءُ اليَسِيرُ.

  وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: هَدَنَ عَدُوَّهُ: كافَّهُ، وهَدَنَ إذا حَمُقَ.

  والتَّهْدِينُ: البُطْءُ.

  والهَوْدَناتُ: النُّوقُ.


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) في التهذيب: «لخبرٍ».

(٣) شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٣٥٠ في زيادات شعره، برواية: «يسومون» والمثبت كرواية اللسان.