تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[يقن]:

صفحة 596 - الجزء 18

  واليَفَنُ: المُتَفَنِّنُ، ج يُفْنٌ، بالضَّمِّ.

  واليَفَنَةُ، بهاءٍ: البَقَرَةُ؛ عن ابنِ الأعرابيِّ.

  أَو هي الحامِلُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  يقالُ للثّوْرِ المُسِنِّ: يَفَنٌ؛ قالَ:

  يا ليتَ شِعْرِي هل أَتَى الحِسانا ... أَنِّي اتَّخَذْتُ اليَفَنَيْنِ شانا

  السِّلْبَ واللُّومَةَ والعِيانا؟(⁣١)

  كأَنَّه قالَ: اتَّخَذْتُ أَداةَ اليَفَنَيْنِ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: اليُفْنُ، بالضَّمِّ: الثِّيرانُ الجِلَّةُ، واحِدُها يَفَنُ؛ قالَ الراجزُ:

  تَقولُ لي مائِلَةُ العِطافِ ... ما لَكَ قدْ مُتَّ من القُحَافِ؟

  ذلكَ شَوْقُ اليُفْنِ والوِذَافِ ... ومَضْجَعٌ بالليلِ غيرُ دافي⁣(⁣٢)

  ونَقَلَ ابنُ بَرِّي عن ابنِ القطَّاعِ قالَ: اليَفَنُ: الصَّغيرُ أَيْضاً، وهو مِن الأَضْدادِ.

  [يقن]: يَقِنَ الأَمْرَ، كفَرِحَ، يَقْناً، بالفتْحِ ويُحرَّكُ، وأَيْقَنَه وأَيْقَنَ به وتَيَقَّنَه واسْتَيْقَنَهُ واسْتَيْقَنَ به: أَي عَلِمَهُ وتَحَقَّقَهُ كُلّه، بمعْنًى واحِدٍ، وكَذلِكَ تَيَقَّنَ بالأَمْرِ وإنَّما صارَتِ الواوُ ياءً في قَوْلِكَ مُوقِنٌ للضمَّةِ قَبْلَها، وإذا صَغَّرْتَه رَدَدْتُه إلى الأصْلِ وقُلْتَ مُيَيْقِنٌ.

  وهو يَقِنٌ، مُثَلَّثَة القافِ، ويَقَنَةٌ، محرَّكةً، عن كُراعٍ: لا يَسْمَعُ شيئاً إلَّا أَيْقَنَهُ ولم يُكذّبْ به، كقَوْلِهم: رجُلٌ أُذُنٌ؛ وكذا مِيقانٌ، عن اللِّحْيانيّ، وهي مِيقانَةٌ، وهو أَحَدُ ما شَذَّ مِن هذا الضَّرْبِ.

  واليَقِينُ: إزاحَةُ الشَّكِّ والعِلْمُ وتَحْقِيقُ الأمْرِ، ونَقِيضُه الشَّكّ؛ وفي الاصْطِلاحِ: اعْتِقادُ الشيءِ بأنَّه كذا مع اعْتِقادِ أنَّه لا يُمْكِن إلَّا كذا مُطابِقاً للواقِعِ غَيْر مُمْكِن الزَّوالِ والقَيْد، الأوَّل: جنْسٌ يَشْملُ الظّنَّ، والثاني: يُخْرجُه؛ والثالِثُ: يخرجُ الجَهْلَ المُركَّبَ؛ والرابعُ: يخرجُ اعْتِقاد المُقَلد المُصِيب.

  وعنْدَ أَهْلِ الحَقِيقَةِ رُؤْيَةُ العِيانِ بقوَّةِ الإيمانِ لا بالحجَّةِ والبُرْهانِ.

  وقيلَ: مشاهَدَةُ الغُيوبِ بصَفَاءِ القُلوبِ ومُلاحَظَة الأَسْرار بمحافَظَةِ الأفْكارِ. كاليَقَنِ، محرّكةَ عن اللّيْثِ؛ وأَنْشَدَ للأَعْشى:

  وما بالذِي أَبْصَرَتْه العُيُو ... نُ مِنْ قَطْعِ يَأْسٍ ولا مِنْ يَقَنْ⁣(⁣٣)

  واليَقِينُ: الموتُ⁣(⁣٤)، لأنَّه تَيَقّنٌ لحاقَه لكلِّ مَخْلوقٍ حيٍّ.

  قالَ البَيْضاوِي: ومالَ كَثيرُونَ إلى أنّه حَقِيقيٌّ، وصَوَّبَ بعضُهم أَنَّه مَجازِيٌّ من تَسْمِيةِ الشيءِ بما يَتَعَلَّق به، حَقَّقَه شيْخُنا؛ وبه فسّرَ قَوْله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}⁣(⁣٥).

  ويقين⁣(⁣٦): ة بالقُدْسِ، بها مَقامٌ مَشْهورٌ للُوط، #، والعامَّةُ تُسَمِّيه مَسْجِد اليَقِينِ.

  وهاشِمُ بنُ يَقِينٍ: مُحَدِّثٌ.

  و⁣(⁣٧) رجُلٌ يَقِنٌ بالشَّيءِ، كخَجِلٍ، أَي مُولَعٌ به.

  وذُو يَقَنٍ، محرَّكةً: ماءٌ لبَني نميرِ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَة، عن ياقوت.


(١) اللسان.

(٢) اللسان.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢١٠ واللسان والتهذيب والأساس.

(٤) على هامش القاموس: قلت: إطلاق اليقين على الموت مال كثير إلى أنه حقيقة، وصوّب كثير من أهل التحقيق أنه مجاز، لأن اليقين هو اعتقاد أن الشيء كذا، مع اعتقاد أنه لا يكون إلا كذا اعتقاداً مطابقاً للواقع، غير ممكن للزوال فإطلاقه على الموت من تسمية الشيء بما يتعلق به. وقال البيضاوي: اليقين الموت، لأنه متيقن لحاقه لكل مخلوق حي، ا هـ محشي.

(٥) الحجر، الآية ٩٩.

(٦) في القاموس: «ويا قينُ» ومثله في معجم البلدان.

(٧) على هامش القاموس عن نسخة: رجُلٌ.