تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أوه]:

صفحة 10 - الجزء 19

  وقد جاءَتْ الأُمَّهَةُ فيمَا لا يَعْقِل؛ كلُّ ذلِكَ عن ابنِ جنِّي.

  وقالَ الأَزْهرِيُّ: يقالُ في جَمْعِ الأُمِّ مِن غيرِ الآدَمِيِّين أُمَّاتٌ، وأَمَّا بَناتُ آدَمَ فأُمَّهاتٌ. والقُرْآنُ نَزَلَ بأُمَّهاتٍ، وهو أَوْضَحُ دَلِيلٍ على أَنَّ الواحِدَةُ أُمَّهَةٌ.

  قالَ: وزِيدَتِ الهاءُ في أُمَّهاتٍ لتكونَ فرْقاً بينَ بَناتِ آدَمَ وسائِرِ الحيوانِ، قالَ: وهذا القَوْلُ أَصحُّ القَوْلَيْن.

  وتَأَمَّهَ أُمَّا: اتَّخَذَها، كأَنَّه مِن الأُمَّهَةِ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وهذا يُقَوِّي كون الهاء أَصْلاً، لأَنَّ تَأَمَّهْتُ تَفَعَّلْتُ بمنْزِلَةِ تَفَوَّهْتُ وتَنَبَّهْتُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الأَمَهُ، بالفتْحِ: النِّسيانُ؛ رُوِي ذلِكَ عن أَبي عبيدَةَ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: وليسَ ذلكَ بصَحيحٍ.

  قالَ: وكانَ أَبو الهَيْثم فيمَا أَخْبَرني عنه المُنْذرِي يقْرَأُ: بعد أَمَهٍ، قالَ: وهو خَطَأٌ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: أُمَّهَةُ الشَّبابِ: كِبْرُه وتِيهُهُ.

  * قُلْتُ: وكأَنَّ مَيمَه بدلٌ من باءِ أُبَّهَةٍ.

  [أنه]: أَنَهَ يَأْنِهُ، من حَدِّ ضَرَبَ، أَنها، بالفتْح، وأُنوهاً، بالضَّمِّ، مثْلُ أَنَحَ يَأْنِحُ، وذلِكَ إِذا تَزَحَّرَ من ثِقَلٍ يَجِدُه؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ عن الأَصْمعيّ.

  وأَنَهَ يَأْنهُ: إِذا حَسَدَ.

  ورجُلٌ أَنِهٌ، كخَجِلٍ، أَي حاسِدٌ، وكذلِكَ نافِسٌ ونَفِيسٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  رجالٌ أُنَّهٌ، كسُكَّر، مِثْلُ أُنَّحٍ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لرُؤْبَة يَصِفُ فَحْلاً:

  رَعَّابَةٌ يُخْشِي نُفوسَ الأُنَّهِ ... بِرَجْسِ بَهْباهِ الهَدِيرِ البَهْبَهِ⁣(⁣١)

  أَي يَرْعَبُ نُفوسَ الذين يَأْنِهُونَ؛ كما في الصِّحاحِ.

  والأَنِيهُ، كأَمِيرٍ: الزَّحيرُ عند المسأَلةِ؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وإِنِيه، بكسْرَتَيْن: صَوْتُ رزمةِ السَّحابِ، عن ابنِ جنِّي، وبه فُسّر قَوْل الشاعِرِ:

  بينما نحن مرتعون بفَلج ... قالت الدلح الرواء إِنيه

  [أوه]: أَوْهُ بسكونِ الواوِ والحَرَكاتِ الثلاثِ، كجَيْرِ وحيثُ وأَيْنَ، وعلى الأُولى اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ وأَنْشَدَ:

  فأَوْهِ لذِكْراها إِذا ما ذَكَرتُها ... ومن بُعْدِ أَرْضٍ بيننا وسماءِ⁣(⁣٢)

  * قُلْتُ: هكذا أَنْشَدَه الفرَّاءُ في نوادِرِه.

  قالَ ابنُ بَرِّي: ومثْلُ هذا البَيْت:

  فأَوْهِ على زِيارَةِ أُمِّ عَمْروٍ ... فكيفَ مع العِدَا ومعَ الوُشاةِ؟⁣(⁣٣)

  واللُّغةُ الثَّالثةُ ذَكَرَها ابنُ سِيدَه.

  قالَ الجوْهرِيُّ: ورُبَّما قَلَبُوا الواوَ أَلِفاً فقالوا: آهِ من كذا، بكسْرِ الهاءِ.

  * قُلْتُ: وبه يُرْوَى البَيْتُ المَذْكُور أَيْضاً؛ وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ:

  آهِ من تَيَّاكِ آهَا ... تَرَكَتْ قلبي مُتاها⁣(⁣٤)

  ورُبَّما قالوا: أَوِّهِ، بكسْرِ الهاءِ والواوِ المُشَدَّدَةِ.

  وفي الصِّحاحِ: بسكونِ الهاءِ مع تَشْديدِ الواوِ، قالَ: ورُبَّما قالوا: أَوْ بحذْفِ الهاءِ أَي مع تَشْديدِ الواوِ بِلا مَدِّ، وبه يُرْوَى البَيْتُ المَذْكورُ أَيْضاً.

  قالَ: وبعضُهم يقولُ: أَوَّهْ، بفتْحِ الواوِ المُشَدَّدَةِ ساكِنَة الهاءِ لتَطْويلِ الصَّوْتِ بالشِّكَايَةِ.


(١) اللسان والصحاح.

(٢) اللسان والصحاح ويروى: «فأَيِّ لذكراها» وفي التهذيب: فأوه من الذكرى.

(٣) اللسان.

(٤) اللسان والتهذيب.