تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بأه]:

صفحة 13 - الجزء 19

  ثُمَامُها وأَعْذَقَ إِذْخِرُها وأَمْشَر سَلَمُها، فقالَ: إِيهاً أُصَيْلُ دَعِ القُلوبَ تَقِرُّ، أَي كُفَّ واسْكُتْ.

  وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي قَوْلَ حاتِمٍ الطائيّ:

  إِيهاً فِدًى لَكُمُ أُمِّي وما وَلَدَتْ ... حامُوا على مَجْدِكُم واكْفُوا مَنِ اتَّكَلا⁣(⁣١)

  وقالَ أَبو زيْدٍ: تقولُ في الأَمْرِ إِيهِ افْعَلْ، وفي النَّهْي: إِيهاً عنِّي الآنَ، أَي كُفَّ.

  وإِيهَ، بالفتحِ مع كسْرِ الأَلفِ: أَمْرٌ بالسُّكوتِ والكَفِّ.

  وقالَ الليْثُ: هِيهِ وهِيهَ، بالكسْرِ والفتحِ، في مَوْضِع أيهِ وإِيهَ.

  وأَيَّهَ بالبَعيرِ تَأْيِيهاً: صاحَ به ونادَاهُ؛ وفي الصِّحاحِ: ودَعاهُ، هكذا خَصَّه بالجِمالِ وعمَّ به غيرَه الناس والجِمَال والخَيْل؛ ومنه حدِيث ملك المَوْت: «إِنِّي أُؤَيِّهُ بها كما يُؤَيَّهُ بالخَيْلِ فتُجِيبُني»، أَي الأَرْواحُ.

  وقالَ أَبو عبيدٍ: أَيَّهَ بالرَّجُلِ والفَرَسِ، وهو أَنْ يقولَ لها ياهْ ياهْ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي في تَأْيِيهِ الإِبلِ لرُؤْبَة:

  بحور لا مسقى ولا مُؤَيَّه⁣(⁣٢)

  وقالَ ابنُ الأثيرِ: أيَّهَ بفلانٍ تَأْيِيهاً إِذا دَعاهُ ونادَاهُ كأنَّه قالَ له: يا أَيُّها الرّجلُ.

  وأَيْهانَ، كسَحْبان، وتُكْسَرُ نُونُها، وفي الصِّحاحِ: ورُبَّما قالوا: أَيْهان بالنُّون كالتَّثْنِية، قلْتُ؛ رَوَاهُ ثَعْلَب؛ وأَيْها، بحذْفِ النّونِ نَقَلَه الجوْهرِيُّ، وأَيْهاتَ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ أَيْضاً، كلُّ ذلِكَ لُغاتٌ في هَيْهاتَ.

  قالَ الجوْهرِيُّ: وإِذا أَرَدْتَ التَّبْعِيدَ قلْتَ أَيْها، بفتْحِ الهَمْزةِ بمعْنَى هَيْهاتَ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ:

  ومنْ دونِيَ الأَعْيارُ والقِنْعُ كُلُّهُ ... وكُتْمانُ أَيْها ما أَشَتَّ وأَبْعَدَا⁣(⁣٣)

  انتَهَى.

  وقالَ ثَعْلَب: يقالُ أَيْهانِ ذلكَ أَي بَعِيدَ ذلكَ.

  وقالَ أَبو عليِّ: مَعْناه بَعُدَ ذلكَ، فجعَلَه اسمَ الفِعْل، وهو الصَّحيحُ لأنَّ مَعْناهُ الأَمْر.

  وأَيْهَكَ بمعْنَى وَيْهَكَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  قالَ اللَّيْثُ: إِيهِ وإِيهٍ في الاسْتِزادَةِ، وإِيهِ وإِيهاً في الزَّجْرِ.

  قالَ ابنُ الأَثيرِ: وقد تَرِدُ المَنْصوبَة بمعْنَى التَّصْديقِ والرِّضا بالشيءِ؛ ومنه حدِيثُ ابنِ الزُّبَيْرِ، لمَّا قيلَ له يا بنَ ذاتِ النِّطاقَيْنِ، فقالَ: إِيهاً والإِلهِ أَي صدَّقْتُ ورضيتُ بذلكَ، ويُرْوَى: إِيهِ، بالكسْرِ، أَي زِدْني من هذه المَنْقَبَةِ.

  وحَكَى اللّحْيانيُّ عن الكِسائي: إِيهِ وهِيهِ، على البَدَلِ، أَي حَدِّثْنا.

  وأَيَّهَ القانِصُ بالصَّيْدِ: زَجَرَه؛ قالَ الشاعِرُ:

  مُحَرَّجةً حُصَّا كأَنَّ عُيونَهَا ... إِذا أَيَّهَ القَنَّاصُ بالصَّيْدِ عَضْرَسُ⁣(⁣٤)

فصل الباء مع الهاء

  [بأه]: ما بأَهْتُ له، كمَنَعْتُ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وفي اللِّسانِ: أَي ما فَطِنْتُ له؛ قُلْتُ: وهو مَقْلوبُ أَبهْتُ له، كما تقدَّمَ.

  [بجه]: بُجَيْهٌ، كزُبَيْرٍ: أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.

  وهو ابنُ عليِّ بنِ بُجَيْه أَبو القاسِمِ الهاشِمِيُّ الطَّبَرِيُّ مُحدِّثٌ عن عليِّ بنِ مَهْدي.


(١) ديوانه ط بيروت ص ٧٤ برواية: «وَيْهاً فداؤكم أمي ...» واللسان.

(٢) اللسان وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: لا مسقى كذا بخطه، وفي اللسان لا مسقى برسم حرفين بدل السين بلا نقط فحرره».

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) اللسان.