تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رفه]:

صفحة 38 - الجزء 19

  والرَّدْهَةُ: مَدْفَنُ⁣(⁣١) بِشْرِ بنِ أَبي خازِمٍ، وهو مَوْضِعٌ ببِلادِ قَيْسٍ.

  ورَدَهَهُ بحَجَرٍ، كمَنَعَ⁣(⁣٢): رَمَاهُ به.

  ورَدَهَ البَيْتَ: عَظَّمَهُ وكَبَّرَهُ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: والأَصْلُ فيه رَدَحَ، والهاءُ مُبْدلَةٌ منه.

  ورَدَهَ فلانٌ: سادَ القومَ بشَجَاعَةٍ وكَرَمٍ ونحوِهِما؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ. وضَبَطَه الصَّاغانيُّ بالتَّشْديدِ، وهو الصَّوابُ.

  ورَجُلٌ رَدِهٌ، كخَجِلٍ: صُلْبٌ مَتِينٌ لَجُوجٌ لا يُغْلَبُ؛ عن المُؤَرِّج.

  وقد أَنْكَرَه الأَزْهرِيُّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الرَّدْهَةُ: المَوْردُ، عن المُؤَرِّج.

  والرَّدْهَةُ: قُلَّةُ الرَّابيةِ.

  والرُّدَّهُ، كسُكَّرٍ: تِلالُ القِفافِ، قالَ رُؤْبة:

  من بعضِ أَنْضاضِ القِفافِ الرُّدَّةِ⁣(⁣٣)

  والرَّدَاه الرُّدَّه للمُبالَغَةِ والإِجَادَةِ، كما يقالُ: أَعوامٌ عُوَّمِ.

  وشَيْطانُ الرَّدْهَةِ: ذُو الثّدَيَّة المَقْتولُ بنَهْرَوانَ، وقد ذَكَرَه الجوْهرِيُّ. وأَيْضاً مُعاوِيَة بن أَبي سُفْيان؛ ومنه حدِيثُ عليِّ في صِفِّين: «وأَمَّا شَيْطانُ الرَّدْهَةِ فقد كُفِيتُه بصيحةٍ سمعْتُ لها وَجِيبَ قَلْبِه»؛ وذلكَ حينَ انْهَزَمَ أَهْلُ الشأمِ وأَخْلَدَ مُعاوِيَةُ إِلى المُحاكَمَةِ.

  وهو أَيْضاً أَحَدُ المَرَدَةِ مِن أَعْوانِ إِبْليس.

  ويَقولُونَ: أَعْذَب مِن مُوَيْهَة في رُدَيْهةٍ، تَصْغيرُ رَدْهَة.

  [رفه]: الرَّفاهَةُ والرَّفاهِيَةُ، مُخفَّفَةً، والرُّفَهْنِيَةُ، كبُلَهْنِيَةٍ: رَغَدُ الخِصْبِ ولِينُ العَيْشِ؛ وكَذلِكَ الرَّفاغَةُ والرَّفاغِيَةُ والرُّفَغْنِيَةُ.

  قالَ الجوْهرِيّ: الرُّفَهْنِيَةُ مُلْحقٌ بالخماسِي بأَلِفٍ في آخِرِهِ، وإِنَّما صارَتْ ياءً لكسْرَةِ ما قَبْلها.

  رَفُهَ عَيْشُه، ككَرُمَ، فهو رَفِيهٌ ورافِهٌ وادِعٌ.

  ورَجُلٌ رَفْهانُ ومُتَرَفِّهٌ: أَي مُسْتَرِيحٌ مُتَنَعِّمٌ.

  وأَرْفَهَهُمُ اللهُ تعالى ورَفَّهَهُم تَرْفِيهاً: أَلانَ عَيْشَهم وأَخْصَبَهم.

  ورَفَهَ الرَّجُلُ، كمَنَعَ، رَفْهاً، بالفتْحِ ويُكْسَرُ، ورُفُوهاً، بالضمِّ، لانَ عَيْشُه.

  ورَفَهَتِ الإِبِلُ تَرْفَهُ رِفْهاً ورُفُوهاً: وَرَدَتِ الماءَ كلَّ يومٍ مَتَى شاءَتْ؛ والاسمُ الرِّفهُ، بالكسْرِ، كذا في الصِّحاحِ.

  وإِبِلٌ رَوافِهُ، عن الزَّمَخْشريُّ، وأَرْفَهْتُها أَنا؛ وعليه اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ؛ ورَفَّهْتُها تَرْفيهاً: أَوْرَدْتُها كلَّ يومٍ مَتَى شاءَتْ؛ قالَ غَيْلانُ الرّبَعِيُّ:

  ثُمَّتَ فاظَ مُرْفَهاً في إِدْناءْ ... مُدَاخَلاً في طِوَلٍ وإِغْماءْ⁣(⁣٤)

  وقيلَ: الرِّفْهُ أَقْصَرُ الوِرْدِ وأَسْرَعُه؛ واسْتَعارَه لَبيدٌ في نخْلٍ نابِتَةٍ على الماءِ، فقالَ:

  يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غَيْرَ صادِيَةٍ ... فكُلُّها كارعٌ في الماءِ مُغْتَمِرُ⁣(⁣٥)

  وأَرْفَهُوا: رَفَهَتْ ماشِيَتُهم، أَي وَرَدَتْ رِفْهاً، عن الأَصْمعيّ.


(١) على هامش القاموس عن نسخة: وموْضِعٌ دُفِنَ به.

(٢) في القاموس: كمَنَعَه.

(٣) ديوانه ص ١٦٧ وفي اللسان برواية:

من بعض أنضاد الرداه الردّه

وفي التهذيب:

من بعض أنضاد القفاف الردّه

وفي التكملة كالديوان:

يعدل أنضاد القفاف الرده ... عنها وأثباج الرمال الوره

قال: والردّه: مستنقعات الماء.

وفي المقاييس ٢/ ٥٠٦:

من بعد أنضاد التلال الردّه

(٤) اللسان.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٥٦ برواية: «غير صادرة» واللسان والتهذيب والمقاييس ٢/ ٤١٩.