تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضهه]:

صفحة 59 - الجزء 19

  غاوٍ عصى مُرْشِدَهُ وقد نَهَى ... صَتَّهْتُهُ ولم يكن مُصَتَّهَا⁣(⁣١)

  * وممَّا يُسْتدركُ⁣(⁣٢) عليه: صَتَهْتَه: إذا تَغَافَلْت عنه، عاميَّةٌ.

  [صهه]: صَهٍ، بسكونِ الهاءِ وكسْرِها مُنَوَّنَةً: كَلمَةُ زَجْرٍ للمُتَكلِّمِ أَي اسْكُتْ.

  ذكر المصنِّفُ لُغَتَيْن صَهْ وصَهٍ، وَفاتَهُ: صَهاً بالفتْحِ مع التّنْوين.

  ويقالُ: صَهِ بالكسْرِ من غيرِ تَنْوينٍ.

  وقوْلُه: كلمةُ زَجْرٍ، هكذا هو في المُحْكَم، والأولى اسمُ فعْلٍ مَعْناهُ الأَمْرُ بالسّكوتِ.

  ففي الصِّحاحِ: صَهْ: كلمةٌ بُنِيَتْ على السكُونِ، وهو اسمٌ سُمِّي به الفِعْل، ومَعْناه اسْكُتْ، تقولُ للرّجُلِ إذا أَسْكَتَّه: صَهْ، فإنْ وَصَلْتَ نَوَّنْتَ فقُلْتَ: صَهٍ صَهْ.

  وقالَ المبَرِّدُ: فإن قُلْتَ: صَهٍ يا رَجُل، بالتّنْوين، فإنَّما تُريدُ الفَرْقَ بينَ التَّعْريفِ والتَّنْكيرِ لأنَّ التَّنْوينَ تَنْكِيرٌ، انتَهَى.

  وقالَ ابنُ جنِّي: أَمَّا قوْلُهم: صَهٍ إذا نَوَّنْتَ فكأَنَّك قُلْتَ سُكوتاً، وإذا لم تنوِّنْ فكَأَنَّك قُلْتَ: السكوتَ، فصارَ التَّنْوينُ علم التَّنْكِير وتَرْكَه علم التَّعْريفِ؛ وأَنْشَدَ اللّيْثُ:

  إذا قال حادِينَا لتَشْبِيهِ نَبْأَةٍ ... صَهٍ لم يَكُنْ إلَّا دَوِيُّ المَسامِع⁣(⁣٣)

  قالَ: وكلُّ شيءٍ من موقوفِ الزَّجْرِ فإنَّ العَرَبَ قد تُنَوِّنُه مَخْفوضاً، وما كانَ غيرَ مَوْقوفٍ فعلى حركةٍ صَرْفُه في الوُجُوهِ كُلّها. وقالَ ابنُ الأثيرِ: صَه تكونُ للواحِدِ وللاثْنَيْن والجَمْعِ والمُذكّرِ والمُؤنَّثِ بمعْنَى اسْكُتْ، وهي مِن أَسْماءِ الأَفْعالِ، وتنوَّنُ ولا تنوَّنُ، فإذا نَوَّنْتَ، فهي للتَّنْكيرِ، كأَنَّك قُلْتَ: اسْكُتْ سُكوتاً، وإذا لم تنوِّنْ فللتَّعريفِ أَي اسْكُتْ السّكُوتَ المَعْروفَ منك، انتَهَى؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه في اللغةِ الأُولى:

  صَهْ لا تَكَلَّمْ لحمَّادٍ بداهِيةٍ ... عَلَيْكَ عَيْنٌ من الأَجْذاعِ والقَصَبِ⁣(⁣٤)

  وصَهْصَهَ بِهِمْ: أَسْكَتَهُمْ، وهو مِن تضاعف صَهْ، أَي زَجَرَهُم، فقالَ لهم: صَهْ صَهْ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  صَهَّ القَوْمَ: زَجَرَهُم.

  وقالوا: صَهْصَيْتُ فأَبْدلُوا الياءَ مِن الهاءِ كما قالوا: دَهْدَيْتُ في دَهْدَهْتُ.

فصل الضاد مع الهاء

  أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  [ضبه]: وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الضَّبْهُ: مَوْضِعٌ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَب للحَذْلمِيِّ:

  مَضارِب الضَّبْهِ وذي الشُّجونِ⁣(⁣٥)

  كما في اللِّسانِ.

  [ضهه]: ضَهَّهُ ضهاً: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ وصاحِبُ اللّسانِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: أَي شَاكَلَهُ وشابَهَهُ، لُغَةٌ في ضَاهَاهُ؛ كذا في التكْمِلَةِ.


(١) ملحق ديوانه ص ١٨٨ والتكملة.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ومما يستدرك الخ، في استدراك هذه نظر، إذ هي عامية».

(٣) اللسان.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان، وكتب مصححه: الذي في المحكم: فضارب، بالفاء.