تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قهه]:

صفحة 84 - الجزء 19

  ولابس حِلّة قوهية ... يسحب منها فضل أردانِ

  أربعةٌ أحرفه وهي إنْ ... حَقَّقْتَها بالعدّ حرفانِ

  وقَوَّهَ تَقْوِيهاً: صَرَخَ.

  و⁣(⁣١) يَتقَاوَهانِ: يَصْرخانِ فيَتَعارَفانِ كأنَّهما يَصِيحانِ بصَوْتٍ هو أَمارَةٌ بَيْنهما.

  وتَقْوِيهُ الصَّيْدِ: أَن تَحوشَهُ إِلى مَكانٍ. وقد قَوَّه الصائِدُ به وعليه: إِذا صيَّحَ ليَحُوشَهُ؛ نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ.

  واسْتَقْوَهَهُ: سَأَلَهُ ذلكَ؛ كلُّ ذلِكَ نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.

  وأَيْقَهَ الرَّجُلُ، واسْتَيْقَهَ: أَطَاعَ؛ قالَ المُخَبَّل:

  وَرَدُّوا صُدورَ الخَيْلِ حتى تَنَهْنَهُوا ... إِلى ذِي النُّهَى واسْتَيْقَهُوا للمُحلِّم⁣(⁣٢)

  أَي أَطاعُوه، وهو مَقْلُوبٌ لأنَّه قدَّمَ الياءَ على القافِ، وكانتِ القافُ قَبْلَها، ويُرْوَى واسْتَيْدَهُوا، كما في الصِّحاحِ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: وقيلَ: إِنَّ المَقْلوبَ هو القاهُ دونَ اسْتَيْقَهُوا. ويقالُ: اسْتَوْدَهَ واسْتَيْدَهَ إِذا انْقادَ وأَطاعَ، والياءُ بدلٌ مِن الواوِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَيْقَهَ الرَّجُلُ: إِذا فَهِمَ.

  يقالُ: أَيْقِهْ لهذا أَي افْهِمْهُ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  [قهه]: قَهْقَهَ الرَّجُلُ قَهْقَهَةً: رَجَّعَ في ضَحِكِهِ ومَدَّ؛ أَو اشْتَدَّ ضَحِكُهُ كقَهَّ فيهما.

  أَو قَهَّ قالَ في ضَحِكِهِ قَهْ، فإِذا كَرَّرَهُ قيلَ قَهْقَهَ.

  قالَ اللّيْثُ: قَهْ يُحْكَى به ضَرْبٌ من الضَّحِكِ، ثم يُكَرِّرُ بتَصْريفِ الحِكَايَةِ فيُقالُ: قَهْقَهَ.

  قالَ الجوْهرِيُّ: وقد جاءَ في الشِّعْرِ مُخَفَّفاً، قالَ الراجزُ يَذْكُرُ نِساءً:

  نَشَأْنَ في ظِلِّ النَّعيمِ الأَرْفَهِ ... فهُنَّ في تَهاتُفٍ وفي قَهِ⁣(⁣٣)

  * قُلْتُ: وشاهِدُ التَّثْقِيلِ قَوْلُ الراجزِ:

  ظَلِلْنَ في هَزْرَقةٍ وقَهِّ ... يَهْزَأْنَ مِنْ كلِّ عَبَامٍ فَهِّ⁣(⁣٤)

  ويقالُ: هو في رَهِّ وفي قَهِّ.

  والذي في الأساس في زَهِّ، بالزّاي.

  والقَهْقَهَةُ في السَّيْرِ: مثْلُ الهَقْهَقَةِ، مَقْلوبٌ منه، وهو السَّيْرُ المُتْعبُ الشَّديدُ الذي ليسَتْ فيه وَتِيرَةٌ ولا فُتُورٌ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لرُؤْبَة:

  يُصْبِحْنَ بَعْدَ القَرَبِ المُقَهقه ... بالهَيْفِ مِنْ ذاكَ البَعِيدِ الأَمْقَهِ⁣(⁣٥)

  وقَرَبٌ قَهْقاهٌ: جادٌّ؛ قالَ رُؤْبَة:

  جَدَّ ولا يَحْمَدْنَه أَنْ يَلْحَقا ... أَقَبُّ قَهْقاهٌ إِذا ما هَقْهَقا⁣(⁣٦)

  أَنْشَدَهُما الأَصْمعيُّ، وقالَ في قوْله القَرَبُ المُقَهْقِه: أَرادَ المُحَقْحِق فَقَلَبَ.

  وقالَ الأَزهرِيُّ: الأصْلُ في قَرَبِ الوِرْدِ أَنْ يقالَ قَرَبٌ حَقْحَاقٌ، بالحاءِ، ثم أَبْدلُوا الحاءَ هاءً، فقالوا للحَقْحَقَةِ: هَقْهَقَه وهَقْهَاق، ثم قَلَبُوا الهَقْهَقَة فقالوا: القَهْقَهَة.


(١) على هامش القاموس عن نسخة: هُما.

(٢) اللسان والصحاح والتكملة، قال الصاغاني: والرواية: «فشدوا نحور الخيل» ويروى: «فشكوا نحور الخيل».

(٣) اللسان والأساس والثاني في الصحاح والمقاييس ٥/ ٥.

(٤) اللسان والأساس.

(٥) ديوانه ص ١٦٧ واللسان والصحاح والتكملة، قال الصاغاني: هكذا وقع في النسخ بالهيف بالهاء وهو تصحيف والرواية بالفيف بالفاء.

ويروى: «يطلقن قبل» بدل: «يصبحن بعد» وهو أصح وأشهر.

(٦) ديوانه ص ١١١ واللسان، والثاني في الصحاح والتكملة.