تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مده]:

صفحة 92 - الجزء 19

  واللَّاتُ: صَنَمٌ لثَقِيفٍ كانَ بالطَّائِفِ؛ ذَكرَهُ الجوْهرِيُّ هنا.

  وقالَ: وبعضُ العَرَبِ يقفُ عليها بالتاءِ، وبعضُهم بالهاءِ. وذُكِرَ في «ل ت ت».

  قالَ ابنُ بَرِّي: حقُّ اللَّاتِ أَنْ يُذْكَرَ في فَصْلِ لوي، فإنَّ أَصْلَه لَوَيَة مِثْل ذات مِن قَوْلِكَ ذاتُ مالٍ، والتاءُ للتَّأْنِيثِ، وهو مِن لَوَى عليه يَلْوِي إذا عَطَفَ لأنَّ الأَصْنَامَ يُلْوَى عليها ويُعْكَفُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  قَوْلُهم: لاهُمَّ، الميمُ بدلٌ من ياءِ النِّداءِ أَي يا أللهِ؛ وقوْلُ ذي الإِصْبَع:

  لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ ... عَنِّي ولا أَنْتَ دَيَّانِي فتَخْزُوني⁣(⁣١)

  أَرادَ: للهِ ابنُ عَمِّك، فحذَفَ لامَ الجرِّ واللامَ التي بعْدَها، وأَمَّا الأَلِفُ فمنْقَلِبةٌ عن الياءِ.

  وحكَى أَبو زيْدٍ عن العَرَبِ: الحمدُ لاهِ رَبِّ العالَمِينَ؛ وقد ذَكَرْناه في «أ ل هـ».

  ولِيه، بالكسْرِ: أُمَّةٌ مِن الأُممِ.

فصل الميم مع الهاء

  [مته]: مَتَهَ الدَّلْوُ، كمَنَعَ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  وفي المُحْكَم عن ابنِ دُرَيْدٍ: مِثْل مَتَحَها لُغَةٌ فيه، قالَ: والتِّماتُهُ: التَّباعُدُ.

  قالَ: والتَّمَتُّهُ: التَّمَدُّحُ والتَّفَخُّرُ؛ قيلَ: أَصْلُه التَّمدُّهُ.

  وأَيْضاً: طَلَبُ الثَّناءِ بما ليسَ فيك؛ عن المفضَّلِ؛ قالَ رُؤْبَة:

  تَمَتَّهِي ما شِئْتِ أَنْ تَمَتَّهِي ... فلَسْتِ مِنْ هَوْئِي ولا ما أَشْتَهِي⁣(⁣٢)

  والتَّمتُّهُ: التَّمَجُّنُ⁣(⁣٣).

  ورجُلٌ مُتَمَتّهٌ: أَي مُتَمَجِّنٌ.

  وقيلَ: هو التَّحَيُّرُ⁣(⁣٤)، لا يَدْرِي أَينَ يَقْصِدُ ويَذْهَبُ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: التَّمَتُّهُ مثْلُ التَّعَتُّهِ وهو المُبالَغَةُ في الشَّيءِ.

  وقالَ غيرُهُ: وكلُّ مُبالَغَةٍ في الشيءِ تَمَتُّهٌ.

  وقالَ الأزْهرِيُّ: التَّمتُّهُ الأَخْذُ في البِطالَةِ والغَوايَةِ والبَاطِلِ؛ قالَ رُؤْبَة:

  بالحقِّ والباطِلِ والتمتُّهِ⁣(⁣٥)

  قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: كانَ يقالُ التَّمتُّه يُزْرِي بالألِبَّاءِ، ولا يتَمتَّهُ ذَوُو العُقولِ؛ كالمَتَهِ، محرّكةً؛ عن الأَزْهرِيُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  التَّمتُّهُ: الاخْتِيالُ والتَّباعُدُ.

  وتَماتَهَ عنه: تَغافَلَ.

  [مده]: المَدْهُ: المَدْحُ؛ وقد مَدَهَهُ مَدْهاً: مثْل مَدَحَهُ مَدْحاً.

  وقيلَ: المَدْهُ في نعْتِ الهَيْئةِ والجَمالِ، والمَدْحُ في كلِّ شيءٍ.

  وقالَ الخَليلُ: مَدَهْتُه في وَجْهِه، ومَدَحْتُه إذا كان غائِباً.

  وقالَ قوْمٌ: الهاءُ في كلِّ ذلِكَ بدلٌ مِن الحاءِ.

  قالَ شيْخُنا: والقوْلُ بالفَرْقِ يَقْتَضِي الأصالَةَ إذ الفَرْعُ لا يتصرَّفُ أَكْثَر من أَصْلِه في المعْنَى.

  كالتَّمدُّهِ؛ يقالُ: هو يتمدَّهُ بمَا ليسَ فيه، ويَتَمَتَّهُ كأَنَّه يطْلبُ بذلكَ مَدْحَه؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:


(١) المفضلية ٣١ البيت ٤، واللسان والصحاح، وقد تقدم.

(٢) ملحق ديوانه ص ١٨٧ واللسان والتكملة والأول في التهذيب.

(٣) في اللسان: التحمق.

(٤) على هامش القاموس عن نسخة: والتَّبَخْتُرُ.

(٥) ديوانه ص ١٦٥ وقبله:

عن التصابي وعن التعنه

والشاهد في اللسان، والتهذيب والتكملة.