تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الميم مع الهاء

صفحة 98 - الجزء 19

  ومَوَّهَ المَوْضِعُ تَمْوِيهاً: صارَ ذا ماءٍ؛ ومنه قَوْلُ ذي الرُّمَّةِ:

  تَمِيميَّة نَجْدِيَّة دارُ أَهْلِها ... إِذا مَوَّهَ الصَّمَّانِ مِن سَبَلِ القَطْرِ⁣(⁣١)

  ومَوَّهَ القِدْرَ: أَكْثَرَ مَاءَها.

  ومِن المجازِ: مَوَّهَ الخَبَرَ عليه تَمْوِيهاً إذا أَخْبَرَهُ بخِلافِ ما سأَلَه.

  ومنه حدِيثٌ مُمَوَّهٌ، أَي مُزَخْرفٌ.

  ويقالُ: التَّمْويهُ التَّلْبِيسُ؛ ومنه قيلَ للمُخادِعِ: مُمَوِّهٌ.

  وقد مَوَّهَ فلانٌ باطِلَه إِذا زَيَّنَه وأَراه في صورةِ الحقِّ.

  والأصْلُ فيه: مَوَّهَ الشيءَ تَمْويهاً إِذا طَلاهُ بفِضَّةٍ أَو ذَهَبِ، وما تَحْتَه شَبَهٌ أَو نُحاسٌ أَو حَديدٌ. ومنه سرجٌ مُمَوَّهٌ: أَي مَطْليٌّ بذَهَبٍ أَو فِضَّةٍ.

  وأَمَاهُوا أَرْكِيَتَهُمْ: أَنْبَطُوا ماءَها.

  وأَماهُوا دَوابَّهُمْ: سَقَوْها. يقالُ: أَمِيهُوا دَوابَّكُم؛ نَقَلَه الزَّمَخْشريُّ.

  وأَمَاهُوا حَوْضَهُم: جَمَعُوا فيه الماءَ.

  وأَمَاهَ السِّكِّينَ: سَقاهُ الماءَ، وذلكَ حينَ تَسُنُّه به، وكَذلِكَ الرَّجُلُ حينَ تسْقِيه الماءَ، كما في الصِّحاحِ، كأَمَهاهُ؛ قالَ ابنُ بَرِّي في قَوْلِ امْرئِ القَيْسِ:

  ثم أمْهاهُ على حَجَره⁣(⁣٢)

  هو مَقْلوبٌ مِن أَماهَهُ، ووزْنُه أَفْلَعه.

  والمَها: الحَجَرُ، مَقْلوبٌ أَيْضاً؛ وكَذلكَ المَها: ماءُ الفَحْلِ في رحِمِ النَّاقَةِ.

  ومِن المجازِ: أَماهَ الشيءُ: خُلِطَ ولُبِسَ، وهذا أَشْبَه أَنْ يكونَ مَوَّهَ الشَّيءَ. وكذا قَوْله: أَماهَتِ السَّماءُ؛ فالصَّوابُ فيه: مَوَّهَتِ السَّماءُ؛ إِذا أَسالَتْ ماءً كثيراً؛ كما هو نَصُّ ابنِ بُزُرْج.

  ورَجُلٌ ماهُ الفُؤَادِ وماهِيُّ الفُؤَادِ: أَي جَبَانٌ كأَنَّ قلْبَهُ في ماءٍ، الأوّل عن ابنِ الأعْرابيِّ، وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ.

  قالَ: ورُجُلٌ ماهٌ: أَي كثيرُ ماءِ القَلْبِ، كقَوْلِكَ رجُلٌ مالٌ؛ وأَنْشَدَ للأَزْرَق الباهِلِيّ:

  إِنَّك يا جَهْضَمُ ماهُ القلبِ ... ضَخْمٌ عريضٌ مُجْرَئِشُّ الجَنْبِ⁣(⁣٣)

  وأَنْشَدَه غيرُهُ: ماهِيّ القَلْبِ، والأَصْلُ مائِهُ القَلْبِ لأَنَّه مِن مُهْتُ.

  أَو ماهُ القَلْبِ: بَلِيدٌ أَحْمَقُ، وهو مجازٌ.

  وماهَ الرَّجُلُ: خَلَطَ في كَلامِهِ.

  وقالَ كُراعٌ: ماهَ الشيءَ بالشيءِ مَوْهاً: خَلَطَهُ.

  وأَماهَ العَطْشانَ والسِّكِّينَ: سَقاهُما الماءَ؛ أَمَّا إِماهَةُ السِّكِّين فقد تقدَّمَ قَريباً فهو تكْرارٌ، وأَمَّا إماهَةُ الرَّجُلِ فقالَ اللّحْيانيُّ: يقالُ امْهِنِي أَي اسْقِنِي.

  وما أَحْسَن قَوْلُ الجوْهرِيّ: وأَمَهْتُ الرَّجُلَ والسِّكِّينَ إِذا سَقَيْتُهما.

  وأَماهَ الفَحْلُ: أَلْقَى ماءَهُ في رَحِمِ الأُنْثى، وذلكَ المَاءُ يُسَمَّى المَها بالقَلْبِ كما تقدَّمَ وسَيَأْتِي.

  وأَماهَ الحافِرُ: أَنْبَطَ الماءَ، وهو أَيْضاً مع قوْلِه في السابِقِ أَمَاهُوا أَرْكِيَتَهُم تكْرارٌ.

  وأَماهَتِ الأَرضُ: نَزَّتْ بالماءِ.

  وفي الصِّحاحِ: ظَهَرَ فيها النَّزُّ.

  وأَماهَ الدَّواةَ: صَبَّ فيها الماءَ.

  ومِن المجازِ: ما أَحْسَنَ مُوهَةَ وجْهِه ومُواهَتَهُ، بضمِّهما، أَي ماءَهُ ورَوْنَقَهُ وتَرَقْرقَهُ، أَو حُسْنُهُ وحَلاوَتُهُ.


(١) اللسان والتهذيب والأساس.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٠٣ وصدره:

راشه من ريشِ ناهضةٍ

وعجزه في اللسان.

(٣) اللسان والأول في الصحاح والأساس والمقاييس ٥/ ٢٨٧.