تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نده]:

صفحة 104 - الجزء 19

  ونَجَهَ بَلَدَ كذا: إذا دَخَلَهُ فكَرِهَهُ، فهو ناجِهٌ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  ونَجْهُ الطَّيْرِ: ع، بينَ مِصْرَ وأَرضِ التِّيه، له ذِكْرٌ في خبرِ المُتَنبِّي؛ قالَ ياقوتُ: نَقَلْتُه من خطِّ الخالِدِيّ، واللهُ تعالى أَعْلَم.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  انْتَجَهَ الرَّجُلَ: رَدَعَهُ وزَجَرَهُ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  وفي النوادِرِ: فلانٌ لا يَنْجَعُهُ ولا يَهْجَؤُهُ ولا يَهْجَأُ فيه شيء ولا يَنْجَهُهُ شيء ولا يَنْجَهُ فيه شيء، وذلِكَ إِذا كانَ رَغِيباً مُسْتَوْبِلاً لا يَشْبَعُ ولا يَسْمَنُ من⁣(⁣١) شيءٍ.

  ونُجَهٌ، كصُرَدٍ: مَدينَةٌ في أَرضِ بَرْبَرَة الزّنْجِ على ساحِلِ البَحْرِ بعْدَ مَدينَةٍ يقالُ لها مَرْكَه، ومَرْكَه بعْدَ مَقَدشوه، نَقَلَه ياقوتُ.

  ورجُلٌ مَنْجوهٌ: مخيبٌ.

  [نده]: نَدَهَ البَعيرَ⁣(⁣٢) يَنْدَهُهُ نَدْهاً: زَجَرَهُ عن الحَوْضِ وعن كلِّ شيءٍ وطَرَدَهُ بالصِّياحِ؛ قالَهُ اللّيْثُ.

  وفي حدِيثِ ابنِ عُمَر: «لو رأَيْت قاتِلَ عُمَرَ في الحَرَمِ ما نَدَهْتُهُ»، أَي ما زَجَرْتُه.

  قالَ ابنُ الأثيرِ: النَّدْهُ الزَّجْرُ بصَهْ ومَهْ.

  ونَدَهَ الإِبِلَ: ساقَها مُجْتَمِعَةٌ؛ كما في الصِّحاحِ.

  أَو ساقَهَا وجَمَعَها⁣(⁣٣)، ولا يكونُ إلَّا للجماعَةِ منها، ورُبَّما اقْتاسُوا منه للبَعيرِ.

  وقالَ الأُمويُّ: النَّدْهَةُ، بالفتْحِ وتُضَمُّ: الكَثْرَةُ مِن المالِ مِن صامِتٍ أَو ماشِيَةٍ؛ وأَنْشَدَ قَوْلَ جميلٍ:

  فكيْفَ ولا تُوفِي دِماؤُهُمُ دَمِي ... ولا مالُهُمْ ذو نَدْهَةٍ فيَدُونِي؟⁣(⁣٤)

  أَو هي العِشْرونَ من الغَنَمِ ونحوِها، والمِائَةُ مِنَ الإِبِلِ أَو قُرَابتُها، والأَلْفُ من الصَّامِتِ أَو نَحوِهِ.

  وانْتَدَهَ الأَمْرُ واسْتَنْدَهَ واسْتَيْدَهَ: اتْلأَبَّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  نَدَهَ الرَّجُلُ يَنْدَهُ نَدْهاً: إِذا صَوَّتَ؛ عن أَبي مالِكٍ؛ ومنه قَوْلُ العامَّة: أَي انْدَه فلاناً أَي ادْعه.

  والنّدهَةُ: الصَّوْتُ.

  وقالَ أَبو زيْدٍ: يقالُ للرَّجُلِ إِذا رأَوْهُ جَرِيئاً على ما أَتَى وكَذلِكَ المَرْأَة إِحْدَى نَوادِهِ البَكْرِ.

  وزادَ الميدانيُّ: إِحْدَى نَوادِهِ المنكر.

  قالَ: والنّوادِهُ الزَّواجِرُ واصاخه المنده للنَّاشِدِ.

  قالَ الأصْمعيُّ: وكانَ يقالُ للمَرْأَةِ في الجاهِلِيَّةِ⁣(⁣٥): اذْهَبِي فلا أَنْدَهُ سَرْبَكِ، فكانتْ تَطْلُقُ، قالَ: والأَصْلُ فيه أَنَّه يقولُ لها اذْهَبي إلى أَهْلِكِ فإِنِّي لا أَحْفَظُ عليك مالَكِ ولا أَرُدُّ إِبِلَكِ وقد أَهْمَلتها لتَذْهبي حيثُ شِئْتِ.

  وفي الصِّحاحِ: أَي لا أَرُدُّ إِبِلَكِ لتَذْهَبَ حيث شاءَتْ.

  والنُّدْهَةُ: أَرْضٌ واسِعَةٌ بالسِّنْدِ في غرْبي نَهْرِ مِهْرَانَ بَيْنها وبينَ المَنْصورَةِ خَمْسُ مَراحِلَ وهي برِّيَّةٌ وأَهْلُها كالزط ومَدينَتُهم قندابيل؛ نَقَلَه ياقوتُ.

  [نزه]: التَّنَزُّهُ: التَّباعُدُ؛ والاسمُ النُّزْهَةُ، بالضَّمِّ، هذا أَصْلُ اللّغَةِ.

  ومَكانٌ نَزِهٌ، ككَتِفٍ ونَزِيهٌ، كأَميرٍ، وأَرْضٌ نَزْهَةٌ، بالفتْحِ وتُكْسَرُ الزَّاي، ونَزِيهةٌ: أَي بَعِيدَةٌ عن الرِّيفِ عَذْبَةٌ نائِيَةٌ عن الأَنْداءِ وغَمَقِ المِياهِ.

  ومنه حدِيثُ عُمَر: «الجابيَةُ أَرضٌ نَزِهَةٌ»، أَي بَعيدَةٌ عن الوَباءِ؛ وإنَّما قيلَ للفَلاةِ التي نَأَتْ عن الرِّيفِ والمِياه نَزِيهةٌ لبُعْدِها عن غَمَقِ⁣(⁣٦) المِياهِ وذِبَّانِ القُرَى ووَمَدِ البِحارِ وفَسادِ الهَواءِ.


(١) في اللسان والتهذيب: عن شيءٍ.

(٢) على هامش القاموس عن نسخة: كمنعَه.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة: والمالُ نَدْهَةً، ويُضَمّ: كَثُرَ.

(٤) اللسان والصحاح وعجزه في التهذيب والمقاييس ٥/ ٤١١.

(٥) زيد في اللسان: إذا طُلّقت.

(٦) عن اللسان، وبالأصل بالعين المهملة.