تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نفه]:

صفحة 106 - الجزء 19

  وناهِيكَ بالجَوْهرِيِّ وابنِ سِيدَه، فقد أَقَرَّ ابنَ السِّكِّيت فيمَا قالَ، وتَرَكا الخَوْضَ في هذا المجالِ وسَلَّما له المَقالَ.

  ومِن المجازِ: رَجُلٌ نَزْخُ الخُلُقِ، بالفَتْحِ وتُكْسَرُ الزّاي، ونازِهُ النَّفْسِ، أَي عَفيفٌ مْتَكَرِّمٌ يَحُلُّ ولا يُخالِطُ البُيوتُ بنَفْسِهِ ولا مالِهِ، ج نُزَهاءُ، ككُرَمَاء، وَنَزِهونَ ونِزاهٌ، كصاحِبٍ وصِحابٍ، والاسمُ النَّزْهُ والنَّزَاهَةُ بفتْحِهِما.

  وقد نَزُهَ، ككَرُمَ، ونازه من نزه قليل كحامض من حمض.

  والنَّزاهَةُ: البُعدُ عن السّوءِ.

  وإنَّ فلاناً لنَزِيهٌ كَريمٌ: إذا كانَ بَعيداً من اللُّؤْمِ، وهو نزِيهُ الخُلُقِ.

  ونَزَهْتُ إِبِلي نَزْهاً: باعَدْتُها عن الماءِ. يقالُ: سَقَى إِبِلَه ثم نَزَهَها عن الماءِ، أَي باعَدَها عنه؛ كما في المُحْكَمِ.

  ونَزَّهَ نَفْسَه عن القَبيحِ تَنْزِيهاً: نَحَّاها؛ ومنه تَنْزِيهُ اللهِ تعالى: وهو تَبْعِيدُه وتَقْديسُه عن الأَنْدادِ والأَشْبَاهِ وعمَّا لا يَجوزُ عليه من النَّقائِصِ؛ ومنه الحدِيثُ في تَفْسِيرِ {سُبْحانَ اللهِ}: هو تَنْزِيهُهُ

  أَي إِبعادُهُ عن السوءِ وتَقْدِيسُه.

  وهو بنُزْهَةٍ من الماءِ، بالضمِّ: أَي ببُعْدٍ عن المِياهِ والأَرْيافِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لأبِي سهمٍ الهُذْلِيّ:

  أَقَبَّ طريد بنُزْهِ الفَلاةِ ... لا يَرِدُ الماءَ إِلَّا انْتِيابا⁣(⁣١)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  تَنَزَّهَ عنه: تَرَكَهُ وأَبْعَدَ عنه.

  ونِزَّهَ الرَّجُلَ: باعَدَه عن القَبيحِ.

  وهو يَتَنَزَّهُ عن مَلائِمِ الأَخْلاقِ: أَي يَتَرَفَّعُ عمَّا يُذَمُّ منها. وقالَ الأزْهرِيُّ: التَّنزُّهُ: رَفْعُه نفْسَه عن الشيءِ تكَرُّماً ورِغْبَةً عنه.

  والإِيمانُ نَزِهٌ: أَي بَعِيدٌ عن المَعاصِي.

  وهو لا يَسْتَنْزِهُ عن البَوْلِ: أَي لا يَسْتَبْرِئُ ولا يَتَطَهَّرُ ولا يَسْتَبْعِدُ منه.

  وقالَ شَمِرٌ: يقالُ قومٌ أَنْزاهٌ يَتَنزَّهُونَ عن الحَرامِ، الواحِدُ نزِيهٌ كَمَليءٍ وأَمْلاءٍ.

  ورَجُلٌ نَزِيهٌ⁣(⁣٢): وَرعٌ.

  وتَنَزَّهُوا بِحُرَمِكُمْ عن القَوْمِ: أَي تَباعَدُوا⁣(⁣٣).

  وهذا مَكانٌ نزِيهٌ: خَلاءٌ بعيدٌ عن الناسِ ليسَ فيه أَحَدٌ.

  ورجُلٌ نُزَهِيٌّ، بضمِّ ففتح: كَثيرُ التَّنزُّهِ إلى الخَلاءِ، مَنْسوبٌ إلى النّزهِ جَمْع نُزْهَةٍ للمَكانِ البَعيدِ.

  والنَّزَهى، محرّكةً: مَوْضِعٌ بِعُمانَ.

  والمنازِهُ: المَواضِعُ المُتَنَزَّهات؛ وقد اسْتَعْمَلَه المصنِّفُ في كتابِهِ هذا اسْتِطراداً في وَصْفِ بعضِ البِلادِ؛ واعْتَرَضَ عليه هناك شيْخُنا بأنَّه لم يَسْمَعْ هذا اللَّفْظ وغَلَّطَه.

  [نفه]: المَنْفُوهُ: الضَّعيفُ الفُؤادِ الجَبانُ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  وما كانَ نافِهاً فَنَفَه، كمَنَعَ نُفُوهاً ونَفِهَ أَيْضاً كسَمِعَ.

  والنُّفُوهُ: أَيْضاً ذِلَّةٌ بعد صُعوبَةٍ.

  ونَفِهَتْ نَفْسُه، كسَمِعَ: أَعْيَتْ وكَلَّتْ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وأَنْفَهَ ناقَتَه: أَكَلَّها وإِعْياها حتى انُقَطَعَتْ، كنَفّهَها، بالتّشْديدِ، فهي ناقَةٌ مُنَفَّهَةٌ وجَمَلٌ مُنَفَّهٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:

  رُبَّ هَمِّ جَشَمْتُهُ في هَوَاكُمْ ... وبَعيرٍ مُنَفَّهٍ مَحْسُورِ⁣(⁣٤)

  وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:


(١) البيت في ديوان الهذليين ٢/ ١٩٨ في شعر أسامة بن الحارث وفي الصحاح والتهذيب «قال الهذلي» وفي اللسان لأسامة بن حبيب، وفيه: «أقب رباعٍ ... ئتيابا» ويروى: «انتيابا».

(٢) في التهذيب. عن شمر أيضاً. ورجل نَزِه ونزيه.

(٣) في الأساس: أي أبعدوها.

(٤) اللسان والصحاح.