تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وله]:

صفحة 117 - الجزء 19

  وقد وَقِهْتُ كوَرِثْتُ.

  قالَ شيْخُنا: هذا إن صحَّ يُسْتدركُ على ابنِ مالِكٍ؛ فإنَّه لم يَذْكره من بابِ وَرِثَ.

  وأَيْقَهْتُ واسْتَيْقَهْتُ، ويُرْوى قَوْلُ الشاعِرِ: واسْتَيْقَهُوا للمُحَلِّمِ، وقد تقدَّمَ.

  واتَّقَهَ، كاتَّجَهَ⁣(⁣١): انْتَهَى.

  واتَّقَهَ له: أَطاعَهُ وسَمِعَ منه.

  وفي نوادِرِ الأَعْرابِ: فلانٌ مُتَّقِهٌ لفلانٍ ومُوتَقِهٌ، أَي هائِبٌ له ومُطِيعٌ.

  [وله]: الوَلَهُ، محرّكةً: الحُزْنُ، أَو ذَهابُ العَقْلِ لفِقْدانِ الحَبيبِ، أَو حُزْناً.

  وقيلَ: هو الحَيْرَةُ مِن شِدَّةِ الوَجْدِ أَو الخَوْفُ أَو الحُزْنُ.

  وَلِهَ، كوَرِثَ ووَجِلَ ووَعَدَ؛ الأَخيرَةُ عن الصَّاغاني، والثانِيَةُ على القِياسِ، وعليها اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ وذَكَرَ من مَصادِرِها وَلَهاً ووَلَهاناً.

  وقيلَ: الوَلَهُ يكونُ مِنَ السّرورِ والحُزْنِ كالطَّربِ.

  فهو وَلْهانٌ ووالِهٌ وآلِهٌ، على البَدَلِ، وتَوَلَّهَ واتَّلَهَ، قالَ الجَوْهرِيُّ: هو افْتَعَلَ فأُدْغِمَ؛ وأَنْشَدَ لمُلَيْحٍ الهُذَليّ:

  إذا ما حالَ دونَ كَلامِ سُعْدَى ... تَنائِي الدارِ واتَّلَه الغَيُورُ⁣(⁣٢)

  وهي وَلْهَى، كسَكْرَى، ووالِهَةٌ ووالِهٌ أَيْضاً.

  وكلُّ أُنْثى فارَقَتْ وَلَدَها فهي والِهٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَعْشى يَذْكُرُ بقَرَةً أَكَلَ السِّباعُ وَلَدَها:

  فأَقْبَلَتْ والِهاً ثَكْلَى على عَجَلٍ ... كلٌّ دهاها وكلٌّ عندها اجْتَمَعا⁣(⁣٣)

  وناقَةٌ مِيلاهٌ: شَديدَةُ الوَجْدِ⁣(⁣٤) والحُزْنِ على ولَدِها.

  وقالَ ابنُ شُمَيْل: هي التي فَقَدَتْ وَلَدَها فهي تحِنُّ إليه.

  وقالَ الجَوْهرِيُّ: هي التي من عادَتِها أَن يشْتَدَّ وجْدُها على ولَدِها، صارَتِ الواوُ ياءً لكسْرَةِ ما قَبْلها، والجَمْعُ مَوَالِيه؛ وأَنْشَدَ للكُمَيْت يَصِفُ سَحاباً:

  كأَنَّ المَطافِيلَ المَوالِيهَ وَسْطَه ... يُجاوِبُهُنَّ الخَيْزُرانُ المُثَقَّبُ⁣(⁣٥)

  وقد أَوْلَهَها الحُزْنُ والجَزَعُ فهي مُولَهٌ؛ ومنه قَوْلُ الرَّاجِزِ:

  حاملةٌ دَلْوِيَ لا مَحمولَهْ ... مَلأَى من الماءِ كعينِ المُولَه⁣(⁣٦)

  ورَواهُ أَبو عَمْرٍو:

  تَمْشي من الماءِ كمَشْي المُولَهْ

  قالَ: والمُولَهُ، كمُكْرَمٍ: العَنْكَبُوتُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وزَعَمَ قَوْمٌ من أَهْلِ اللغَةِ أَنَّ العَنْكبُوتَ تسمَّى المُولَه، وليسَ بثَبْتٍ؛ وقد تقدَّم في «م ول».

  والمُولَهُ: الماءُ المُرْسَلُ في الصَّحراءِ؛ كالمُوَلَّهِ، كمُعَظَّمٍ؛ وبه فَسَّرَ الجَوْهَرِيُّ قَوْلَ الرَّاجزِ: كعينِ المُولَه.

  والمِيلَهُ، بالكسْرِ: الفَلاةُ التي تُحَيِّرُ الناسَ؛ وأَنْشَدَ لرُؤْبة:


(١) في القاموس: كاتَّخَذَ.

(٢) شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٠١١ برواية:

تنائي الدار والحنق الغيور

فلا شاهد فيها، والمثبت كرواية اللسان وجزء من عجزه في الصحاح.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٠٧ برواية:

فانصرفت فاقداً ثكلى على حزنٍ

فلا شاهد فيها، والمثبت كرواية اللسان والصحاح والمقاييس ٦/ ١٤٠ والتهذيب والتكملة.

(٤) في القاموس: شديدةُ الحُزْنِ والجَزَعِ.

(٥) اللسان والصحاح.

(٦) اللسان والصحاح وفيها: «دلوك» بدل: «دلوى».