تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أعي]:

صفحة 162 - الجزء 19

  وقَوْلُ النابِغَةِ في صفَةِ الدروج⁣(⁣١).

  عُلِينَ بكِدْيَوْن وأُبْطِنَّ كُرَّةً ... فَهُنَّ إِضاءٌ صافِياتُ الغَلائِل⁣(⁣٢)

  أَرادَ مثْلَ إِضَاء، أَو أَرادَ: وِضَاء، أَي فهُنَّ وِضاءٌ حِسَانٌ نِقاءٌ، ثم أَبْدَل الهَمْزةَ مِن الواوِ.

  وإِضُونَ، كما يقالُ سَنَةٌ وسِنُونَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للطِّرمَّاح:

  محافِرُها كأَسْرِيَةِ الإِضَين

  والإِضاءُ، ككِتابٍ: المَبْطخَةُ، وأَيْضاً: الأَجَمَةُ من الخِلافِ الهِنْدِي نَقَلَهما الصَّاغانيُّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الأضاءُ، كسَحابٍ: اسمُ وادٍ؛ عن ياقوت.

  وأَضاةُ⁣(⁣٣) بَني غِفار: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِن مكَّةَ فَوْق سرف قُرْبَ التناضبِ، له ذِكْرٌ في المَغازِي.

  وأضاةُ لِبْنى⁣(⁣٤)، بكسْرِ اللّامِ: حَدٌّ من حُدُودِ الحَرَمِ؛ وقَوْلُ أَبي النَّجْم:

  وَرَدْتُه ببازِلٍ نَهَّاضِ ... وِرْدَ القَطامَطايطَ الإِياضِ⁣(⁣٥)

  إنَّما قَلَبَ أَضاة قَبْل الجَمْع، ثم جَمَعَه على فِعالٍ؛ وقالوا: أَرادَ الإِضاءَ وهي الغُدران.

  [أعي]: ي الإِعاءُ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.

  وقالَ ابنُ سِيدَه: لُغَةٌ في الوِعاءِ، كما قالوا: إسَاد في وِسَادٍ، وإِشاحٌ في وِشاحٍ. والهَمْزَةُ مُنْقَلبة عن الواوِ؛ ولا يَخْفى أَنَّ مثْلَ هذا لا يُسْتَدركُ به على الجَوْهرِيِّ.

  [أغي]: ي الأَواغِي: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ هنا، وأَوْرَدَه في وغى تِبعاً للَّيْثِ.

  وقالَ السُّهِيليّ في الرَّوض: هي مَفاجِرُ الدِّيارِ في المَزْرَعَةِ، الواحِدَةُ آغِيَةُ، بالمدِّ والتَّخْفيفِ ويُثَقَّلُ.

  قالَ الأزْهرِيُّ: ذَكَرَه اللّيْثُ في وغى، ولا أَدْرِي مِن أَيْنَ جَعَلَ لامَها واواً والياء أَوْلى بها، لأَنَّه لا اشْتِقاق لها ولَفْظها الياء، وهو مِن كَلام أَهْلِ السَّواد، لأنَّ الهَمْزَةَ والغَيْن لا يَجْتَمِعانِ في بناءِ كلمةٍ واحِدَةٍ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الأَغْيُ: ضَرْبٌ من النَّباتِ، قالَهُ أَبو عليِّ في التَّذْكَرِةِ؛ وبه فُسِّر قَوْل حيان بن جُلْبة المُحاربيِّ:

  فسارُوا بغَيْثٍ فيه أَغْيٌ فَغُرَّبٌ ... فَذُو بَقَرٍ فشَابَةٌ فالذَّرائِحُ⁣(⁣٦)

  وقالَ أَبو زيْدٍ: جَمْعُه أَغْياءَ.

  قالَ أَبو عليِّ: ذلِكَ غَلَطٌ إلَّا أن يكونَ مَقْلوبَ الفاءِ إلى اللامِ.

  [أفي]: ي الأَفى، كعَصَى: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وقالَ النَّضْرُ: القِطَعُ مِن الغَنَم⁣(⁣٧) وهي الفِرَقُ يَجِئْنَ قِطَعاً كما هُنَّ؛ هكذا في النسخِ والصَّوابُ من الغَيْمِ، كما هو نَصُّ النَّضْر.

  قالَ كُثِّيرُ، فمَدَّ، يَصِفُ غَيْثاً:

  فأبلغَ من عشرٍ وأصبح مُزْنُهُ ... أَفاءً وآفاقُ السماءِ حواسرُ⁣(⁣٨)

  ويُرْوى: أفاء، أَي رجع.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: الواحِدَةُ أفاةٌ، كعَصاةٍ، ويقالُ هَفاةٌ أَيْضاً.


(١) في اللسان: في صفة الدروع.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٩٥ برواية: «منهن وضاء ضافيات القلائل» والمثبت كرواية اللسان.

(٣) في ياقوت: أضاءة بني غفار.

(٤) في ياقوت: أضاءة لِبْنٍ.

(٥) اللسان والتهذيب والتكملة وزيد بينهما مشطوراً:

وفتية وذبل نحّاض

(٦) اللسان.

(٧) في القاموس: من الغَيْمِ.

(٨) ديوانه ص ٣٧٥ والتكملة.