تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ألي]:

صفحة 167 - الجزء 19

  في طوافِهِنَّ به كما كنَّ يَفْعلنَ في الجاهِلِيَّة.

  ولا تَقُلْ إِلْيَةٌ، بالكسْرِ، ولا لِيَّةٌ، بكسْرِ اللَّامِ، وتَشْديدِ الياءِ، كما في الصِّحاحِ.

  وعلى الفَتْحِ اقْتَصَرَ ثَعْلَب في الفَصِيح؛ وحكَى شرَّاحُه الكَسْرَ، وقيل: إنَّه عاميٌّ مَرْذُولٌ. وأَمَّا لِيَّة بإسْقاطِ الأَلفِ فأَنْكَرَها جماعَةٌ وأَثْبَتها بعضٌ وهي أَقَلّ وأَرْذَل مِن الكَسْرِ.

  * قُلْتُ: وهي المشهورَةُ عند العامَّةِ.

  وقد أَلِيَ الرَّجُلُ، كَسَمِعَ، يَأْلَى ألياً وكَبْشٌ أَلْيانٌ، بالفتْحِ ويُحَرَّكُ؛ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ؛ وأَلى، مَقْصوراً مُنَوّناً، وآلٍ، بالمدِّ، وآلَى على أَفْعَل: أَي عَظِيمُ الأَلَيَةِ.

  ونَعْجَةٌ أَلْيانَة وأَلْيا، وكذا الرَّجُلُ والمرأَةُ.

  وفي الصِّحاحِ: رجُلٌ آلىّ أي عَظِيمُ الأَلْيَةِ؛ والمرأَةُ عجْزَاءُ، ولا تَقُل ألياء، وبعضُهم يقولُه.

  قالَ ابنُ بَرِّي: الذي يقولُه هو اليَزِيديُّ: حَكَاه عنه أَبو عبيدٍ في نعوتِ خَلْق الإنسان.

  مِن رِجالٍ أُلْيٍ، بالضَّمِّ، مثَالُ عُمْي؛ وكَذلِكَ نِساءٍ أُلْيٍ وكِباشٍ أُلْيٍ ونِعاج أُلْيٍ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: هو جَمْعُ آلى على أَصْلِه الغالبِ عليه لأنَّ هذا الضَّرْبَ يَأْتي على أَفْعَل كأَعْجَز وأَسْته فجَمَعُوا فاعِلاً على فُعْلٍ ليعلَمَ أَنَّ المُرادَ به أَفْعَل.

  وكِباشٍ أَلْياناتٍ جَمْع أَليانَةٍ، ونِساءٍ أَلايَا جَمْع أليانٍ، وألَاءِ بالمدِّ جَمْع أَلى مَقْصُور.

  والأَلْيَةُ: اللَّحْمَةُ في ضَرَّةِ الإِبْهامِ، وهي اللَّحْمَةُ التي في أَصْلِها، والضرَّةُ التي تُقابِلُها؛ ومنه الحدِيثُ: «فَتَفَلَ في عينٍ عليِّ ومَسَحها بأَلْيَةِ إِبْهامِه».

  وفي حدِيث البَرَّاء: «السُّجودُ علَى أَلْيَتَي الكَفِّ»؛ أَرَادَ: أَلْيَة الإِبْهامِ وضَرَّة الخِنْصَر، فغَلَّبَ.

  والأَلْيَةُ: حَماةُ السَّاقِ؛ نَقَلَه ابنُ سِيدَه عن الفارِسِيّ.

  وقالَ اللّيْثُ: أَلْيَةُ الخِنْصَرِ اللَّحْمَةُ التي تَحْتها، وهي أَلْيَة اليَدِ، وأَلْيَة الكَفِّ هي اللَّحْمَةُ التي في أَصْلِ الإِبْهامِ، وفيها الضَّرَّةُ وهي اللَّحْمَةُ في الخِنْصَرِ إلى الكُرْسُوع.

  والأَلْيَةُ: المَجاعَةُ؛ عن كُراعٍ.

  والأَلْيَةُ: الشَّحْمَةُ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: الإِلْيَةُ، بالكسْرِ، القِبَلُ. وجاءَ في الحِديثِ: «لا يُقامُ الرَّجُلُ مِن مَجْلِسِه حتى يقومَ مِن إِلْيَة نَفْسِه»، أَي مِن قِبَلِ نفْسِه مِن غيْرِ أَنْ يُزْعَج أَو يُقامَ.

  وقالَ غيرُهُ: الإِلْيَةُ: الجانِبُ. ويقالُ: قامَ فلانٌ مِن ذي إلْيَةٍ، أَي مِن تِلْقاءِ نفْسِه.

  ورُوِي في حديثِ ابنِ عُمَر: أَنَّه كانَ يقومُ له الرَّجُلُ مِنْ لِيَةِ نفْسِه، بِلا أَلِفٍ.

  قالَ الأزْهرِيُّ: كأنَّه اسمٌ من وَلِيَ يَلِي، ومَنْ قالَ إلْيَة فأَصْلُها وِلْيَة، قُلِبَتِ الواوُ هَمْزةً.

  * قُلْتُ: فحينَئِذٍ صَوابُه أَنْ يُذْكَرَ في وَلِيَ يَلي.

  والآلاءُ، بالمدِّ: النِّعَمُ، قالَ النابِغَةُ:

  هُمُ الملوكُ وأَبْناءُ المُلُوكِ لَهُمْ ... فَضْلٌ على الناسِ في الآلاءِ والنِّعَمِ⁣(⁣١)

  واحِدُها إِلْيٌ، بالكسْرِ، وأَلْوٌ، بالفتْح، كدَلْوٍ وأَدْلاءٍ، وأَليٌ، بالياءِ، وأَلّا*، كرَحا وأرحاءٍ، وإِلًى، بالكسْرِ، كمِعًى وأَمْعاءٍ، وعلى الأَخيرَةِ تُكْتَب بالياءِ فهُنَّ خَمْسٌ، اقتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَخيرَتَيْن.

  وزادَ السَّخاوي وزَكريا في شَرْحَيْهما على أَلْفيهِ المصطلح: أُلْيٍ بضمٍ فسكونٍ وإلْي بالكسْرِ من غيرِ تَنْوين.

  * قُلْتُ: ومنه قَوْلُ الأَعْشى:

  أَبْيض لا يَرْهَبُ الهُزالَ ولا ... يَقْطَع رَحْماً ولا يَخُونُ إلى⁣(⁣٢)

  قالَ ابنُ سِيدَه: يَجوزُ أَنْ يكونَ إلى هنا واحدُ آلاءِ اللهِ.


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٠٧ من أبيات يمدح غسان حين ارتحل من عندهم راجعاً، والبيت في اللسان والتهذيب.

(*) أصلها في القاموس: وأَلّى.

(٢) الديوان ط بيروت ص ١٧١ واللسان وعجزه في المقاييس ١/ ١٢٩.