تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[برو]

صفحة 196 - الجزء 19

  مَيْمون، فقالَ يونُسُ عن ابنِ شَهابٍ: كعُلَيَّة⁣(⁣١)، أَبو دَاوُد في السّنَن، والأَكْثَرُونَ على أنَّه بضمِّ النونِ⁣(⁣٢) وسكونِ الدالِ المُهْمَلةِ وفتْحِ الموحَّدَةِ؛ وزادَ مَعْمر فيه فتْحَ النونِ أَيْضاً.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَبْذَيْتُ عليهم: أَفْحَشْتُ.

  والمُباذَاةُ: المُفاحَشَةُ؛ قالَ الشاعِرُ:

  أُبْذِي إذا بُوذِيتُ من كَلْبٍ ذَكَرْ

  ومنه قَوْلُ الراجزِ:

  أَوْفَى على رَباوَةِ يُباذِي

  وبَذِيَ الرَّجُلُ، كسَمِعَ، لُغَةٌ في بَذْوَ، نَقَلَهُ صاحِبُ المِصْباحِ.

  وبَذَا الرَّجُلُ: سَاءَ الرَّجُلُ: سَاءَ خُلقُه.

  وأَبْذَى: جاءَ بالبذاءِ.

  [برو] والبُرَةُ، كَثُبَةٍ: الخَلْخالُ، حَكَاه ابنُ سِيدَه فيمَا يُكْتبُ بالياءِ.

  وفي الصِّحاحِ: كلُّ حَلْقةٍ مِن سِوارٍ وقُرْط وخَلْخالٍ وما أَشْبَهها بُرَةٌ؛ ج بُراةٌ؛ هكذا في النسخِ والصَّوابُ بالتاءِ المُطَوَّلةِ كما هو نَصُّ المُحْكَمِ والصِّحاحِ؛ وبُرِينَ، بالضَّمِّ، وبِرِينَ، بالكسْرِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:

  وقَعْقَعْنَ الخَلاخِلَ والبُرِينَا⁣(⁣٣)

  والبُرَةُ: حَلْقَةٌ في أَنْفِ البَعيرِ.

  وقالَ اللّحْيانيُّ: مِن صُفْرٍ أَو غيرِهِ.

  وقالَ ابنُ جنِّي: مِن فضَّةٍ أَو صُفْرٍ تجعلُ في أَنْفِها إذا كانتْ رَقِيقَةً⁣(⁣٤) مَعْطوفَة الطَّرَفَيْن.

  قالَ شيْخُنا: كأَنَّهم يَقْصدُونَ بها الزِّينَةَ أَو التَّذْلِيلَ.

  أَو تُجْعَلُ في لَحْمَةِ أَنْفِه؛ وهو قَوْلُ اللّحْيانيَّ. وقالَ الأصْمعيُّ: تُجْعَلُ في أَحدِ جانِبَي المَنْخَريْنِ، قالَ: ورُبَّما كانتِ البُرَةُ مِن شَعَرٍ فهي الخُزامَةُ؛ كما في الصِّحاحِ؛ والجَمْعُ كالجمعِ على ما يطردُ في هذا النَّحْوِ.

  وحكَى أَبو عليِّ في الإِيضاحِ: بَرْوَة وبُرًى، وفَسَّرها بنَحْوِ ذلِكَ، وهذا نادِرٌ.

  وقالَ الجَوْهرِيُّ: قالَ أَبو عليِّ: وأَصْلُ البُرَة بَرْوَةٌ لأنَّها جُمِعَتْ على بُرًى، كقَرْيةٍ وقُرىً.

  قالَ ابنُ بَرِّي: لم يَحْكِ بَرْوَةً في بُرَةٍ غَيْرُ سِيْبَوَيْه، وجمعها بُرًى، ونَظِيرُها قَرْيَة وقُرىً، ولم يَقُلْ أَبو عليِّ أَنَّ أَصْلَ بُرَةٍ بَرْوَةٌ لأنَّ أَوَّلَ بُرَةٍ مَضْمومٌ وأَوَّلَ بَرْوَةٍ مَفْتوحٌ، وإنَّما اسْتَدَلَّ على أَنَّ لامَ بُرَةٍ واوٌ بقَوْلهم بَرْوَة لُغَةٌ في بُرَة، انتَهَى.

  * قُلْتُ: وقالَ بعضُهم عنْدَ قَوْلِ الجوْهرِيّ: وأَصْل البُرَة بَرْوَةٌ الصَّوابُ أَصْلها بُرْوَة، بالضمِّ، كخُصْلَةٍ وخُصَلٍ وغُرْفَة وغُرَفٍ.

  وبُرَةٌ مَبْرُوَّةٌ: أَي مَعْمُولَةٌ.

  وبَراهُ اللهُ يَبْرُوهُ بَرْواً: خَلَقَهُ.

  قالَ شيْخُنا: صَرَّحُوا بأَنَّه مُخَفَّفٌ مِن الهَمْزَةِ.

  * قُلْتُ: قالَ ابنُ الأثيرِ: تُرِكَ فيها الهَمْزُ تَخْفيفاً، ومنه البَرِيَّةُ للخَلْقِ.

  وبَرَوْتُها، أَي النَّاقَةَ جَعَلْتُ في أَنْفِها بُرَةً؛ حَكَاهُ ابنُ جنِّي؛ كأَبرَيْتُها.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: وقد خَشَشْتُ النَّاقَةَ وعَرَنْتُها وخَزَمْتُها وزَمَمْتُها وخَطَمْتُها وأَبْرَيْتُها، هذه وَحْدها بالألِفِ: إذا جَعَلْتَ في أَنْفِهَا البُرَة؛ فهي ناقَةٌ مُبْراةٌ؛ قالَ الشَّاعِرُ، وهو الجعْدِيُّ:

  فَقَرَّبْتُ مُبْراةً تَخالُ ضُلُوعَها ... من المَاسِخِيَّاتِ القِسِيّ المُوَتَّرا⁣(⁣٥)

  انتَهَى.


(١) في التبصير ١/ ٧٢ بُدَيّة بضم الموحدة وفتح الدال وتشديد المثناة من تحت.

(٢) وقع في التبصير: «ندبة»، وفي نقله عنه اضطراب، أحدث قلقاً وتشويشاً في عبارة الشارح.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) في التهذيب واللسان: دقيقة.

(٥) اللسان والصحاح منسوباً فيهما كالأصل للجعدي، والبيت للشماخ ديوانه ص ٢٧ وليس للجعدي.