تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل اللام مع الباء

صفحة 414 - الجزء 2

  قيل: أَهْذَب⁣(⁣١) إِهْذَاباً، وأَلْهَبَ إِلْهَاباً. ويقال للفَرَسِ الشَّدِيدِ الجَرْيِ، المُثِيرِ للغُبَارِ: مُلْهِبٌ، وله أُلْهُوبٌ. وفي حديث صَعْصَعَةَ لِمُعَاوِيَةَ: «إِنِّي لأَتْرُكُ الكَلَامَ، فما أُرْهقُ بِهِ، ولا أُلْهِبُ فيه: أَي: لا أُمْضِيه بسُرْعَةٍ. قال: والأَصلُ فيه الجَرْيُ الشَّدِيدُ الّذي يُثير اللهَبَ، وهو الغُبَارُ السّاطعُ⁣(⁣٢).

  أَو الأُلْهُوبُ: ابْتداءُ عَدْوِهِ، ويُوصَفُ به فيُقَال: شَدٌّ أُلْهُوبٌ.

  وقَدْ أَلْهَبَ الفَرَسُ: اضْطَرَمَ جَرْيُهُ. وقال اللِّحْيَانيُّ: يكون ذلك لِلْفَرَسِ وغيرِه ممّا يَعْدُو، قال امْرُؤُ القَيْسِ:

  فَلِلسَّوْطِ أُلْهُوبٌ ولِلسّاقِ دِرَّةٌ ... ولِلزَّجْرِ منهُ وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ

  وفي الأَساس: من المجاز: فَرَسٌ مُلهِبٌ.

  ومن المَجَاز أَيضاً: أَلْهَبَ البَرْقُ إِلْهَاباً، وذلك إِذا تَتَابَعَ، وتَدَارَكَ لَمَعَانُهُ، حتّى لا يكونَ بينَ البَرْقَتَيْنِ فُرْجَةٌ.

  واللِّهَابَةُ، بالكَسْر: وادٍ بناحِيَةِ الشَّوَاجِنِ، فيهِ رَكَايَا يَخْرِقُهُ طَرِيقُ بَطْنِ فَلْجٍ، وكأَنَّه جمعُ لِهْبٍ⁣(⁣٣).

  واللهْبَاءُ: ع، نقله ابْنُ دُرَيْدٍ، وهو لهُذَيْل ولُهَابٌ، كَغُرَابٍ: ع⁣(⁣٤) لا يَخْفَى أَنّهُ قد مرَّ ذِكره أَوّلاً، فهو تَكْرارٌ.

  وعن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: المِلْهَبُ، كَمِنْبَرٍ: الرّائعُ الجمَالِ، والكَثِيرُ الشَّعَرِ من الرِّجَال.

  ومن المَجَاز: ثَوْبٌ مُلَهَّب، كمُعَظَّمٍ⁣(⁣٥)، وهو مَا لَمْ تُشْبَع حُمْرَتُهُ⁣(⁣٦)، وهو الّذِي نَفَضَ⁣(⁣٧) صبْغُهُ مِن الثِّيَابِ. * ومما يستدرَكُ عليه: اللُّهَابَةُ، بالضَّمّ: كِسَاءٌ يوضَعُ فِيه حَجَرٌ، فَيُرَجَّحُ به أَحدُ جوانبِ الهَوْدَجِ، أَو الحِمْلِ. عن السِّيرافيّ، عن ثعلبٍ، ومن المَجَاز: وأَلْهَبَتهُ للأَمْرِ⁣(⁣٨).

  وأَرَدْت بذلك تَهْيِيجهُ وإِلْهابَهُ.

  والْتَهَبَ عليهِ: غَضِب، وتَحَرَّقَ؛ قال بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ:

  وإِنَّ أَباكَ قد لاقاهُ خِرْقٌ ... من الفِتْيَانِ، يَلْتَهِبُ الْتِهَابا

  وهو يَتَلَهَّبُ جُوعاً، ويَلْتَهِبُ، كقولك: يَتَحَرَّقُ، ويَتَضَرَّم.

  واللهِيبُ: موضغٌ، قال الأَفْوَهُ [الأَوْدي]:

  وجَرَّدَ⁣(⁣٩) جَمْعُهَا بِيضاً خِفَاقاً ... عَلَى جَنْبَيْ تُضَارِعَ فاللهِيبِ

  ولِهَابَةُ، بالكسر: فِعالَةٌ، من التَّلَهُّبِ وقال عُمَارةُ: اللِّهَابَةُ لِهَابَةُ بني كَعْبِ بن العَنْبرِ، بأَسفلِ الصَّمّانِ.

  ولَهْبَانُ، بالفَتْح: قبيلةٌ من العرب.

  ويُسْتَعْمَلُ اللُّهَابُ، بالضَّمّ، بمعنى العطشَ، كما يُسْتَعْملُ في اتِّقَادِ النّارِ.

  واللهْبانُ كاللهْفَانِ.

  ولِهْبُ بنُ قَطَنِ بْنِ كَعْبٍ، بالكسر: أَبو ثُمَالَةَ، القَبِيلَةِ الّتي يُنْسَبُ إِليها اللهْبِيّون.

  ولَهْبَانُ: موضعٌ.

  واللهِيبْ بْنُ مالِكِ اللِّهْبِيُّ: له حديثٌ في الكُهّانِ، قال ابْنُ فَهْدٍ: ظَنِّي أَنّه موضوعٌ. وقيل: اللهَب. وانْظُرْهُ في أَنساب البُلْبَيْسيّ، وعليّ بْنُ أَبي عليٍّ اللهَبِيّ⁣(⁣١٠)، محركةً ويسكن، من وَلَدَ أَبي لَهَبٍ، قال أَبو زُرْعَةَ⁣(⁣١١): مَدَنِيٌّ، مُنْكَرُ


(١) عن اللسان، وبالأصل «اهدب».

(٢) زيد في اللسان: كالدخان المرتفع من النار.

(٣) كذا بالأصل واللسان، وبهامشه: قوله وكأنه جمع لهب أي كأن لهابة بالكسر في الأصل جمع لهب بمعنى اللصب، بكسر فسكون فيهما مثل الالهاب واللهوب فنقل للعلمية. قلت: ويجوز أن يكون منقولاً عن المصدر. قال في التكملة: واللهابة أي بالكسر، فعالة من التلهب.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية قوله: «وكغراب كذا بخطه والذي في نسخة المتن المطبوعة وكغريب وبه يندفع التكرار والذي اعترض به الشارح والاستدراك».

(٥) في إحدى نسخ القاموس: كمحمد.

(٦) في الأساس: لم يشبع بحمرة كأنه نافض.

(٧) عن الاساس، وبالأصل: «نقص»

(٨) عن الاساس، وبالأصل «وألهبه الأمرُ».

(٩) عن اللسان، وبالأصل «وبرد».

(١٠) في الضعفاء للعقيلي: ويقال ابن علي.

(١١) في الاصل «أبو زرع».