تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثأي]:

صفحة 241 - الجزء 19

  * قُلْتُ: وأَخُوهما أَبو الفَضْلِ محمدُ رَوَى عن أَبي القاسِمِ القُشَيْريّ.

  ومن تُوَيِّ أَيْضاً: أَبو المنيعِ أَسعدُ بنُ عبدِ الكريم بنِ أَحمدَ التُّويّييُّ رَوَى عن الحافِظِ أَبي العلاءِ أَحمد بنِ محمدِ بنِ نَصْر الهَمَذانيّ، وعنه أبو القاسِم عبدُ السلام بنُ شَعيبٍ؛ وأَبو الفتْحِ سعدُ بنُ جَعْفَر التُّوَيّييُّ ابنُ أَخِي الإمام أَبي عبدِ اللهِ التُّوَيّيي؛ قالَ شيرويه: رَوَى عن أَبي عبد اللهِ بنِ فنجويه؛ وعليُّ بنُ عبدِ اللهِ التُّوَيّييُّ الفَقِيهُ الشافِعِيُّ كانَ يَحْفَظُ المهذّب، رَوَى عن أَبي الوَقْت وكانَ فاضِلاً.

  وتِي وتا: تَأْنِيثُ ذَا، وتَيّا تَصْغيرُهُ؛ وسَيَأتي في الحُرُوفِ اللّيِّنَةِ.

  والتَّايَةُ: الطَّايَةُ في مَعانِيها.

  قالَ شيْخُنا هو إِحالَةٌ على ما لم يُذْكَر؛ ولو قالَ ذلِكَ في الطَّايَةِ كانَ أَنْسَبُ لأنَّها مُؤَخَّرَة، وذلِكَ هو قاعِدَة أَرْبابِ الضَّبْط من المصنِّفين فتأَمَّل.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  تَوَى المال، كسَعَى، حَكَاه الفارِسِيُّ عن طيِّيءِ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وأَرَى ذلِكَ على ما حَكَاهُ سِيْبَوَيْه مِن قوْلِهم بَقَى ورَضَى.

  والتَّوَاءُ، كسَحابٍ: هَلاكُ المالِ وضِياعُه، حَكَاهُ ابنُ فارِسَ ونَقَلَهُ الحافِظُ في الفَتْح.

  وأَتْوى فلانٌ مالَهُ: إذا ذَهَبَ به.

  ويقولونَ: الشُّحُّ مَتْواةٌ: أَي إذا مَنَعْتَ المالَ مِن حَقِّه أَذْهَبَه اللهُ في غيرِ حَقِّه.

  وبعيرٌ مَتْوِيٌّ، وقد تَوَيْتُه تيّاً؛ وإبلٌ مَتواةٌ؛ وبها ثلاثَةُ أَتْوِيَةٍ.

  والتُوَى، كهُدىَ: الجَوارِي؛ نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.

فصل الثاء المثلثة مع الواو والياء

  [ثأي]: الثَّأْيُ*، كالسَّعْيِ، وكالثَّرَي: الإِفْسادُ كلُّه.

  وقيلَ: الجِراحُ والقَتْلُ ونَحْوُهُ مِن الإِفْسادِ؛ ومنه حدِيثُ عائِشَةَ تَصِفُ أَباها، ®: «ورَأَبَ الثَّأْي»، أَي أَصْلَحَ الفَسادَ.

  وفي الصِّحَاحِ: الثَّأَي الخَرْمُ والفَتْق؛ قالَ جريرٌ:

  هو الوافِدُ المَيْمونُ والرَّاتِقُ الثَّأَى ... إذا النَّعْلُ يوماً بالعَشِيرَةِ زَلَّتِ⁣(⁣١)

  وقالَ اللَّيْثُ: إذا وَقَعَ بينَ القَوْمِ جِراحاتٌ قيلَ عَظُم الثَّأَى بَيْنهم، قالَ: ويَجوزُ للشاعِرِ أَنْ يَقْلبَ مَدّ الثَّأَى حتى تَصِيرَ الهَمْزة بَعْدَ الأَلفِ كقَوْله:

  إذا ما ثاءَ في مَعَدّ⁣(⁣٢)

  ومِثْله رَآهُ ورَاءَهُ كرَعاهُ ورَاعَه ونَاءَ ونَأَى.

  وأَثْأَى فيهم: قَتَلَ وجَرَحَ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للشاعِرِ:

  يا لَكَ من عَيْثِ ومِنَ إثْآءِ ... يُعْقِبُ بالقَتْلِ وبالسِّباءِ⁣(⁣٣)

  والثَّأَى، بلُغَتَيْه؛ خَرْمُ خُرَزِ الأَديمِ وفَسَادُها، هذا هو الأصْلُ في مَعْناه.

  أَو أَنْ تَغْلُظَ إِشْفاهُ ويَدِقَّ السَّيْرُ؛ عن ابنِ جنِّي؛ وهو راجِعٌ إلى معْنَى الأَوّل، والفِعْلُ كرَضِيَ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن الكِسَائي قالَ: ثَئِيَ الخَرْزُ يَثْأَى ثَأىً.

  ومِثْلُه في كتابِ الهَمْز لأبي زَيْد قالَ: ثَئِيَ الخَرْزُ يَثْأَى، مثال ثَعَى، ثَأىً شَديداً.

  وقالَ أَبو عبيدٍ: ثَأَى الخَرْزُ يَثْأَى مِثْلُ سَعَى يَسْعَى.


(*) بالاصل والقاموس: لم يوضع لها ما يدل على انها من الواوي او اليائي فهي منهما.

(١) اللسان والصحاح.

(٢) اللسان وفي التهذيب:

إذا ما كان ثاء في معدِّ

(٣) في الصحاح:

يا لك من عيش ومن إثاء

والشطران في اللسان والمقاييس ١/ ٣٩٩ والمجمل.