تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نجب]:

صفحة 418 - الجزء 2

  أَيضاً، قال ابْنُ سِيدَهْ: وهو الصَّواب. وقال غيره: يجوزُ أَنْ يكونَ⁣(⁣١) الباءُ والفاءُ تعاقَبَا⁣(⁣٢)، وسيأتي.

  والنَّجَبُ، مُحَرَّكَةً: لِحاءُ الشجَرِ، أَو قِشْرُ عُرُوقِها، أَو قِشْرُ ما صَلُبَ منها. ولا يُقالُ لِما لانَ من قُشُورِ الأَغْصَانِ: نَجَبٌ، ولا يُقَالُ: قِشْرُ العُرُوق، ولكن يُقَالُ: نَجَبُ العُرُوقِ، والواحدة نَجَبَة.

  والنَّجْبُ، بالتَّسكين: مصدرُ [قولك]:⁣(⁣٣) نَجَبْتُ الشجرَةَ أَنْجُبُها وأَنجِبُها، إِذا أَخذتَ قِشْرَةَ ساقِها. وقال ابْنُ سِيدَهْ: نَجَبَهُ يَنْجُبُه بالضَّمّ، ويَنْجِبُه بالكسر، نَجْباً، ونَجَّبَهُ تَنْجِيباً، وانْتَجَبهُ: أَخذَ قِشْرَه.

  وذَهَبَ فُلانٌ يَنْتَجِبُ: أَي يجمعُ النَّجَبَ.

  وسقَاءٌ مَنْجُوبٌ. وقال أَبو حنيفَةَ: قال أَبو مِسْحَلٍ: سِقَاءٌ مِنْجَبٌ، كمِنْبرِ. قال ابنُ سِيدَهْ: وهذا ليْسَ بشيْءٍ؛ لأَنّ مِنْجَباً مِفْعَل، ومفْعَلٌ لا يُعَبَّرُ عنه بمفعول وسِقَاءٌ نَجَبِيٌّ مُحَرَّكَةً، كلُّ ذلك: أَي مَدْبُوغٌ بِهِ، أَي: بالنَّجَب، وهو لِحَاءُ الشَّجرِ. أَو المنجوب: المدبوغ بقُشُورِ سُوقِ الطَّلْحِ.

  وبخطّ أَبِي زَكَرِيّا في هامش الصَّحاح: بقُشُورِ الطَّلْح، وهو خطأٌ. وقولُ الشّاعرِ:

  يا أَيُّها الزَّاعِمُ أَنِّي أَجْتَلِبْ ... وأَنَّنِي غيْرَ عِضاهِي أَنْتَجِبْ

  فمعناه: أَنَّني⁣(⁣٢) أجْتَلِبُ الشِّعْرَ من غيري، فكأَنّي إِنّما آخُذُ القِشْرَ لأَدْبُغَ به من عِضاهٍ غيرِ عِضاهِي.

  والنَّجْبُ، بالفتح، ذكرُ الفتح مُسْتَدْرَكٌ: السَّخِيُّ الكَرِيمُ، كالنَّجِيبِ، وهو صريحٌ في أَنّه صفةٌ عليه، كالضَّخْم من ضَخُمَ؛ قاله شيخُنا.

  والنَّجْبُ: ع لِبَنِي كَلْبِ، هكذا في النُّسخ، وصوابه: بني كِلابٍ، كذا في المُعْجَم، وقال القَتّالُ الكِلابيُّ:

  عَفا النَّجْبُ بَعْدِي فالعُرَيْشَانِ فالبُتْرُ ... فَبُرْقُ نِعَاجٍ من أُمَيْمَةَ فالحِجْرُ

  ونَجَبٌ بالتَّحْرِيكِ، ومُعَاذٌ⁣(⁣٤) وادِيان⁣(⁣٥) وَرَاءَ مَاوَانَ في دِيار مُحَارِبَ، ويقال له: ذو نَجَبٍ أَيضاً.

  وفي حديث ابْن مسعود: «الأَنعامُ من نَجَائِبِ القُرآنِ» أَي: أَفْضَلُهُ ومحْضُهُ، أَي: من خالص سُوَرِهِ وأَفاضِلها.

  ونَواجِبُهُ، أَي: لُبَابُه الَّذي ليس عليه نَجَبٌ، أَي قشرٌ ولِحَاءٌ، أَو عِتَاقُهُ، من قولهم: نَجَبْتُهُ: إِذا قَشَرْتَ نَجَبَهُ. قالهُ شَمِرٌ، ولا يخفى أَنّهما قولٌ واحد، فلا حاجةَ إِلى التّفريق ب «أَوْ».

  والنُّجْبَة، بالضَّمّ⁣(⁣٦): ماءٌ لبَنِي سَلُولَ، بالضُّمْرَيْنِ.

  ونَجْبَةُ، بفتح فسكون: قَرْيَة من قرَى البَحْرَيْنِ لِبني عامِرِ بْنِ عبد القَيْس، كذا في المُعْجم. وفي لسان العرب: النَّجَبَةُ، محرَّكةً: موضع بعَيْنه، عن ابن الأَعْرَابيّ؛ وأَنشد:

  فَنَحْنُ فُرْسَانٌ غَدَاةَ النَّجَبَهْ ... يَوْمَ يَشُدُّ الغَنَوِيُّ أُرَبَهْ

  عَقْداً بعَشْرِ مِائَةٍ لن تُتْعِبَهْ

  قال: أَسَرُوهُم، فَفَدَوْهُم بأَلْفِ ناقةٍ.

  وذُو نَجب، مُحَرَّكَةً: واد لِمُحارِبَ ولا يَخفى أَنَّهُ الّذِي تقدَّمَ ذكرُه آنِفاً، ولَهُ يَوْمٌ، أَي: معروفٌ. قال ياقوت: كانت فيه وَقعةٌ لبني تَمِيمٍ على بني عامِرِ بْنِ صَعْصَعةَ، وفيه يقول سُحَيْمُ بْنُ وَثِيلٍ الرِّيَاحِيّ:

  وَنَحْنُ ضَرَبْنَا هامَةَ ابْنِ خُوَيْلدٍ ... يَزِيدَ وضَرَّجْنا عُبيْدةَ بالدَّمِ⁣(⁣٧)

  بذِي نَجَبٍ إِذْ نَحنُ دُونَ حَرِيمِنا ... عَلى كُلِّ جَيَّاشِ الأَجارِيّ مِرْجَمِ

  وأَنشد البَلاذُرِيُّ في المعالم لجَرِيرٍ:


(١) في اللسان: «تكون ... تعاقبتا».

(٢) زيادة عن الصحاح.

(٣) عن اللسان، وفي الأصل: «أي».

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله ومعاذ كذا بخطه وهي ملحقة بالهامش فليحرر»

(٥) في معجم البلدان: وادٍ قرب ماوان.

(٦) في معجم البلدان: النَّجْبَة ضبط قلم.

(٧) هو عُبيدة بن مالك بن جعفر.