تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حجو]:

صفحة 307 - الجزء 19

  ويُرْوى أَعْناءُ.

  والحَجا⁣(⁣١): نُفَّاخاتُ الماءِ من قَطْرِ المَطَر؛ جَمْعُ حَجَاةٍ، كحَصَاةٍ؛ قالَ:

  أُقَلِّبُ طَرْفي في الفَوارِسِ لا أَرَى ... خراقاً وعَيْنِي كالحَجاةِ من القَطْرِ⁣(⁣٢)

  وقالَ الأَزْهريُّ: الحَجاةُ فُقَّاعةٌ تَرْتَفِع فَوْق الماءِ كأَنَّها قارُورَةٌ، والجَمْعُ الحَجَوات.

  وفي حدِيثِ عَمْرو: «قالَ لمعاوِيَةَ وإنَّ أَمْرَكَ كالجُعْدُبةِ أَو كالحَجاةِ».

  والحَجَا: الزَّمْزَمَةُ، وهو في شِعار المَجُوسِ، كالحِجَا⁣(⁣٣) بالكسْرِ، ظاهِرُه أنَّه بالقَصْرِ والصَّوابُ أنَّه مَمْدُودٌ؛ قالَ الشاعِرُ:

  زَمْزَمَة المَجُوسِ في حِجائِها⁣(⁣٤)

  وقالَ ثَعْلَب: هُما لُغَتانِ إذا فَتَحْت الحاءَ قَصَرْتَ وإذا كَسَرْتَ مَدَدْتَ، ومِثْلُه الصَّلا والصِّلاءُ والأَيا والإِياءُ.

  والتَّحَجَّي؛ ومنه الحدِيثُ: «رأَيْتُ علْجاً بالقادِسِيَّةِ قد تكَنَّى وتَحَجَّى فقَتَلْته».

  قالَ ثَعْلَب: سأَلْتُ ابنُ الأَعْرابي عن تَحَجَّى فقالَ: زمْزَمَ.

  وكَلِمَةٌ مُحجِيَةٌ، كمُحْسِنَةٍ: مُخالِفَةُ المَعْنَى للّفْظِ، وهي الأُحْجِيَّةُ والأُحْجُوَّةُ، بضِّمهما مع تَشْديدِ الياءِ والواوِ.

  قالَ الأَزهريُّ: والياءُ أَحْسَن.

  وحاجَيْتُهُ مُحاجاةً وحِجاء، ككِتابٍ، فَحَجَوْتُهُ: فاطَنْتُه فَغَلَبْتُه.

  وفي الصِّحاحِ: دَاعَبْتُه فَغَلَبْتُه. وبخطِّ أَبي زكريّا: دَاعَبْتُه لا غَيْر.

  وهكذا هو بخطِّ أَبي سَهْل أَيْضاً.

  وقالَ الأزهريُّ: حاجَيْتُه فَحَجَوْتُه أَلْقَيْت عليه كَلِمَة مُحْجِيَةً.

  والاسمُ الحَجْوى والحُجَيَّا، بضمَّةٍ مع تَشْديد الياءِ.

  وفي الصِّحاحِ: والاسمُ الحُجَيَّا والأُحْجِيَّةُ. ويقالُ: حُجَيَّاك ما كذا وكذا وهي لُعْبة وأُغْلُوطَة يَتَعاطَاها الناسُ بَيْنهم.

  قالَ أَبو عبيدٍ: هو نحو قوْلِهم: أَخْرِج ما في يدِي ولك كذا وكذا.

  وتقولُ أَيْضاً: أَنا حُجَيَّاك في هذا أَي من يُحاجِيكَ، انتَهَى.

  وفي التَّهذيبِ: الحَجْوَى اسمُ المُحاجاةِ.

  والحُجَيَّا: تَصْغيرُ الحَجْوَى.

  وهو يأتِينا بالأَحاجِي أَي بالأَغالِيطِ.

  وحَجَا بالمَكانِ حَجْواً: أَقامَ به فثَبَتَ، كَتَحَجَّى به؛ قالَ العجَّاج:

  فهُنَّ يَعْكُفْنَ به إذا حَجا ... عكُفَ النَّبِيطِ يَلْعبونَ الفَنْزَجا⁣(⁣٥)

  وأَنْشَدَ الفارِسيُّ لعمارَةَ بنِ أَيْمن الرّبابي:⁣(⁣٦)

  حيثُ تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ⁣(⁣٧)

  وحَجَا بالشَّيءِ: ضَنَّ به، وبه سُمِّي الرَّجُلُ حَجْوة؛ كما في الصِّحاحِ وتقدَّمَ في الهَمْزةِ أَيْضاً.

  وحَجَتِ الرَّيحُ السَّفينَةَ: ساقَتْها؛ ومنه الحدِيثُ: «أَقْبَلت سَفينَةٌ فحَجَتْها الرَّيحُ إلى مَوْضِع كذا»، أَي ساقَتْها ورَمَتْ بها إليه.

  وحَجَا السِّرَّ حَجْواً: حَفِظَهُ.


(١) كذا بالأصل موافقاً لما في الصحاح والتهذيب.

(٢) اللسان وفيه: «حزاقاً» وعجزه في التهذيب برواية:

وعيناي فيها كالحجاة من القطر

(٣) في القاموس: كالحِجاءِ.

(٤) اللسان والتهذيب.

(٥) ديوانه ص ٨ واللسان والأول في الصحاح والتهذيب.

(٦) في اللسان: الرباني.

(٧) اللسان، والمقاييس ٢/ ١٤٢ بدون نسبة.