تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حذو]:

صفحة 312 - الجزء 19

  قالَ ابنُ الأثيرِ: أَي حَثَا على الإِبْدالِ، وهُما لُغَتانِ.

  ومن المجازِ: حَذَا الشَّرابُ لِسانَه يَحْذُوه حَذْواً: قَرَصَهُ؛ عن أَبي حَنيفَةَ، وهي لُغَةٌ في حَذَاه يَحْذِيه، قالَ: والمَعْروفُ بالياءِ.

  وحَذَا زَيْداً حَذْواً: أَعْطَاهُ.

  والحِذْوَةُ، بالكسْرِ: العَطِيَّةُ؛ وأنشَدَ ابنُ بَرِّي لأبي ذُؤَيْبٍ:

  وقائلةٍ ما كانَ حِذْوَةَ بَقْلِها ... غَداتَئِذٍ من شَاءِ قَرْدٍ وكاهِلِ⁣(⁣١)

  وأَيْضاً: القِطْعَةُ من اللَّحم الصَّغيرَةُ؛ وقد حَذَا منه حِذْوَةً إذا قَطَعَها.

  وحَاذَاهُ مُحاذاةً: آزاهُ وقابَلَه.

  والحِذَاءُ: الإِزاءُ زِنَةً ومعْنىً. يقالُ: جَلَسَ بحِذائِهِ وحَاذاهُ صارَ بإزائِهِ؛ كما في الصِّحاحِ.

  ويقالُ: هو حِذاءَكَ وحِذْوَتَكَ وحِذَتَكَ، بكسرِهِنَّ، ومُحاذاكَ.

  ويقالُ أَيْضاً: دارِي حِذْوَةَ دارِهِ، بالكسْرِ والضمِّ، كما في الصِّحاحِ؛ وحِذَتُها، كعِدَةٍ، وحَذْوُها، بالفتْحِ مَرْفُوعاً ومَنْصوباً: أَي إزاؤُها؛ قالَ الشَّاعِرُ:

  ما تَدْلُكُ الشمسُ إلَّا حَذْوَ مَنْكِبِهِ ... في حَوْمةٍ دُونَها الهاماتُ والقَصَرُ⁣(⁣٢)

  وفي حدِيثِ ابنِ عباسٍ: ذاتُ عِرْقٍ حَذْوَ قَرَنٍ، أَي مَسافَتُهما مِن الحرمِ سَواءٌ.

  واحْتَذَى مِثالَهُ؛ وفي التهْذِيبِ: على مِثَالِهِ، أَي اقْتَدى به في أمْرِهِ؛ وهو مجازٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  حَذَا الجِلْدَ يَحْذُوه: قَوَّرَهُ. والحِذاءُ، ككِتابٍ: النَّعْلُ والعامَّةُ تقولُ: الحِذْوَةُ.

  وأَيْضاً: ما يَطَأُ عليه البَعِيرُ من خُفِّه والفَرَسُ من حافِرِه يُشبَّه بذلِكَ.

  ومنه حديثُ ضالةِ الإِبِلِ: «مَعَها حِذَاؤها وسِقاؤها» عَنَى بالحِذَاءِ أَخْفافَها، أَرادَ أَنَّها تَقْوَى على المَشْيِ وقَطْع الأرضِ وعلى وُرودِ المِياهِ.

  والحَذَّاءُ، ككَّتَّان: صانِعُ النِّعالِ؛ ومنه المَثَلُ: مِنْ يَكُ حَذَّاءً تَجُدْ نَعْلاهُ.

  والحُذْوَةُ والحِذَاوَةُ، بالضَّمِّ والكسْرِ: ما يَسْقُط مِن الجُلُودِ حينَ تُبْشَرُ وتُقْطَعُ ممَّا يُرْمَى به؛ ومنه حدِيثُ جهازِ فاطِمَة، رضِيَ اللهُ تعالى عنها: «أَحَدُ فرائِشِها مَحْشُوَّةٌ بحُذوَةِ الحَذَّائِين.

  واحْتَذَى يَحْتَذِي: انْتَعَلَ، ومنه قوْلُهم: خَيْرُ مَنِ احْتَذَى النِّعالَ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ:

  يا لَيْتَ لي نَعْلَينِ مِنْ جِلْدِ الضَّبُعْ ... وشُرُكاً منَ اسْتِهَا لا يَنْقَطِعْ

  كُلَّ الحِذَاءِ يَحْتَذِي الحافِي الوَقِعْ⁣(⁣٣)

  وقالَ شمِرٌ: يقالُ أَتَيْتُ أَرْضاً قد حُذِيَ بَقْلُها على أَفْوَاهِ غَنَمِها، هو أَنْ يكونَ حَذْوَ أَفْواهها لا يُجاوزها وإذا كانَ كَذلِكَ فقد شَبِعَتْ منه ما شاءَتْ.

  والحَذْوُ: من أَجْزاءِ القافِيَةِ حركةُ الحَرْفِ الذي قبْلَ الرِّدْفِ؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وجاءَ الرَّجُلانِ حِذَتَيْنِ: أَي جَمِيعاً، كلٌّ منهما بجَنْبِ صاحِبهِ.

  والحُذْيا: العطيَّةُ؛ واوِيَّةُ بدَليلِ الحِذْوَةِ.

  وأَحْذاهُ: أَعْطَاهُ؛ ومنه الحدِيثُ: «مَثَلُ الجَلِيسِ الصالِح مَثَلُ الدَّاريِّ إن لم يُحْذِكَ من عِطْرِه عَلِقَكَ مِن ريحِه» أَي إنْ لم يُعْطِك.

  وفي حدِيثِ ابنِ عباس: «فيُداوِينَ الجَرْحَى ويُحْذَيْنَ من الغَنِيمةِ»، أَي يُعْطَيْنَ.


(١) ديوان الهذليين ١/ ٨٢ واللسان والتهذيب وفيهما: «بعلها» بدل: «بقلها».

(٢) اللسان.

(٣) اللسان والأخير في الصحاح.