تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء مع الواو والياء

صفحة 331 - الجزء 19

  وحَفا شارِبَهُ حَفواً: بالَغَ في أَخْذِهِ وأَلْزَقَ جَزَّه؛ كأَحْفَاهُ؛ ومنه الحدِيثُ: «أَمَرَ أَن تُحْفَى الشَّوارِبُ وتُعْفَى اللَّحَى»؛ أَي يُبالَغُ في قَصِّها.

  وفي بعضِ الآثارِ: مَنْ أَحْفَى شَارِبَيْه نَظَرَ اللهُ إليه؛ وبه تَمَسَّكَتِ الصُّوفيَّة في إِحْفاءِ الشَّواربِ.

  وأَحْفَى السُّؤَالَ: رَدَّدَهُ.

  وقال الليْثُ: أَحْفَى فلانٌ زيْداً: أَلحَّ عليه وبَرَّحَ به في الإِلْحاحِ عليه، أَو سَأَلَه فأَكْثَر عليه في الطَّلَبِ.

  وحَافاهُ مُحافاةً: مارَاهُ ونَازَعَهُ في الكَلامِ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عن أَبي زيْدٍ.

  والحَفِيُّ، كغَنِيِّ: العالِمُ الذي يَتَعَلَّمُ العِلْمَ باسْتِقْصاءِ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ؛ وبه فُسِّرَتِ الآيَةُ أَيْضاً، أَي كأَنَّك مُسْتَقْصٍ لِعلْمِها.

  والحَفِيُّ أَيْضاً: المُلِحُّ في السُّؤالِ⁣(⁣١).

  وفي الصِّحاحِ: المُسْتَقْصِي في السُّؤالِ؛ وبه فُسِّرَتِ الآيَةُ أَيْضاً؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للأَعْشى:

  فإن تَسْأَلي عَنِّي فيا رُبَّ سائِلٍ ... حَفِيِّ عن الأعشى به حيث أَصْعَدا⁣(⁣٢)

  ج حُفَواءُ، كعُلَماءَ، عن الفرَّاء.

  والحَفاوَةُ: الإِلْحاحُ في المَسْأَلةِ.

  ومنه المَثَلُ: مَأْرُبَةً لا حَفاوَةً؛ وقيلَ: الحَفاوَةُ هنا المُبالَغَةُ في السُّؤالِ عن الرَّجُلِ والعِنايَة في أَمْرِه.

  وأَحْفَيْتُه: حَمَلْتُه على أَنْ يَبْحَثَ عنِ الخَبَرِ باسْتِقْصاءٍ.

  وأَحْفَيْتُ به: أَزْرَيْتُ.

  واسْتَحْفَى الرَّجُلُ: اسْتَخْبَرَ، على وَجْهِ المُبالَغَةِ؛ كما في الأساسِ.

  وحِفاءٌ، ككِساءٍ: جَبَلٌ؛ ويقالُ: هو بالقافِ كما سَيَأتي. والحافِي: القاضِي.

  وتَحافَيْنا إلى السُّلْطانِ: تَرافَعْنا فَرَفَعَنا إلى الحافِي، أَي القاضِي.

  وتَحَفَّى: اهْتَبَلَ.

  وأَيْضاً: اجْتَهَدَ، وهو مُطَاوعُ أَحْفَاهُ إذا أَجْهَدَهُ.

  والحَفياءُ، بالمدِّ ويُقْصَرُ، ويقالُ بتَقْدِيمِ الياءِ على الفاءِ: ع بالمدينةِ على أَمْيالٍ منها؛ جاءَ ذِكْرُه في حدِيثِ السباقِ؛ كذا في النهايةِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  حَفِيَ من نَعْلِه وخُفَّه حِفْوةً وحِفْيَةً وحَفاوَةً، وأَحْفاهُ اللهُ؛ ومنه الحدِيثُ: «ليُحْفِهِما جَمِيعاً، أَو ليَنْعَلْهما جَمِيعاً»؛ أَي ليَمْشِ⁣(⁣٣) حافِي الرَّجْلَيْن أَو مُنْتَعِلَهما.

  وأَحْفَى الرَّجُلُ: حَفِيَتْ دابَّتَه؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ.

  وتَحَفَّى إليه: بالَغَ في الوَصِيَّة.

  وقالَ الأصْمعيُّ: حَفِيتُ إليه بالوَصِيَّة بالَغْتُ؛ نَقَلَهُ الجوهرِيُّ.

  والاحْتِفاءُ: الاسْتِئصالُ.

  والإِحْفاءُ: الاسْتِقْصاءُ في المُنازَعَةِ؛ ومنه قَوْلُ الحارِثِ ابنِ حِلْزة:

  إن إِخْوانَنَا الأَراقِمَ يَغْلُو ... نَ عَلَيْنا في قِيلِهِم إحْفاءُ⁣(⁣٤)

  وأَحْفاهُ: أَجْهَدَهُ واسْتَقْصاهُ في السُّؤالِ.

  وأَحْفَى فَمَه: اسْتَقْصَى على أَسْنانِه.

  وقالَ خالِدُ بنُ كُلْثوم: احْتَفَى القَوْمُ المَرْعَى إذا رَعَوْه فلم يَتْركُوا منه شيئاً؛ والاسمُ الحفْوَةُ.

  والحافِي بنُ قضاعَةَ: والِدُ عمران مَعْروف.

  وبَنُو الحافِي: بَطْنٌ في رِيفِ مِصْر.


(١) في القاموس: سُؤالِه.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٤٥ واللسان والصحاح والتهذيب والمقاييس ٢/ ٨٣ والأساس.

(٣) بالأصل «ليمشي» والتصحيح عن اللسان والنهاية.

(٤) من معلقته، مختار الشعر الجاهلي ٢/ ٣٤١ وفي اللسان والتهذيب «يعلون» والصحاح.