تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حقو]:

صفحة 333 - الجزء 19

  وقالَ اللحْيانيُّ: رجُلٌ حَقٍ يَشْتكِي حِقْوَه.

  وحُقِيَ، كعُنِيَ، حَقاً، وفي المُحْكَم: حَقْواً، فهو مَحْقُوٌّ ومَحْقيٌّ: شَكَا حَقْوَه.

  قالَ الفرَّاءُ: بُنِي على فُعِلَ كقَوْلِه:

  ما أَنا بالجافِي ولا المَجْفِيِّ

  بَناهُ على جُفِيَ.

  وأَمَّا سِيْبَوَيْه فقالَ: إنَّما فَعَلوا ذلكَ لأنَّهم يَمِيلُون إلى الأَخَفِّ إذِ الياء أَخَفُّ عليهم مِن الواوِ، وكلُّ واحِدَةٍ منهما تَدْخلُ على الأُخْرى في الأَكْثَر.

  وتَحَقَّى الرَّجُلُ: شَكَا حَقْوَهُ.

  ومِن المجازِ: الحَقْوُ: مَوْضِعٌ غلِيظٌ مُرْتَفِعٌ عن السَّيْلِ؛ وفي المُحْكَم: على السَّيْل؛ ج حِقاءٌ، ككِتابٍ.

  قالَ أَبو النجْمِ يَصِفُ مَطَراً:

  يَنْفِي ضِبَاعَ القُفِّ عن حِقَائِه⁣(⁣١)

  وقالَ الأصمعيُّ: كلُّ مَوْضِع يَبْلغُه مَسِيلُ الماءِ فهو حَقْوٌ.

  وقالَ الزَّمخشريُّ: حَقْوُ الجَبَلِ سَفْحُه.

  ومِن المجازِ: الحَقْوُ مِن السَّهْمِ: مَوْضِعُ الرِّيشِ.

  وفي الصِّحاحِ: مُسْتَدَقُّه مِن مُؤَخَّره ممَّا يلِي الرِّيشَ؛ وفي الأساسِ: تَحْت الرِّيشِ.

  ومِن المجاز: الحَقْوُ من الثَّنِيَّةِ: جانِبَاها.

  قالَ اللَّيْثُ: إذا نَظَرْتَ إلى رأْسِ الثَّنيَّةِ مِن ثَنايا الجَبَلِ رأَيْتَ لمَخْرِمَيْها حَقْوَيْنِ.

  والحَقْوَةُ، بهاءٍ: وَجَعُ البَطْنِ.

  وفي الصِّحاحِ: وَجَعٌ في البَطْنِ؛ ومنه الحدِيثُ: «إنَّ الشَّيْطانَ قالَ ما حَسَدْتُ ابنَ آدَمَ إلَّا على الطُّسْأَةِ والحَقْوَةِ». وخَصَّ بعضُهم فقالَ: مِن أَكْلِ اللحْمِ كالحِقاءِ، بالكسْرِ. وفي المُحْكَم: الحَقْوةُ والحِقاءُ: وَجَعٌ في البَطْنِ يصيبُ الرَّجُل مِن أنْ يأْكُلَ اللَّحْمَ بَحْتاً فيأْخُذَه لذلِكَ سُلاحٌ وفي التهْذِي: يورِثُ نَفْخَةً في الحَقْوَيْن.

  وقد حُقِيَ، كعُنِيَ، فهو مَحْقُوٌّ ومَحْقِيٌّ، إذا أَصابَه ذلِكَ الدَّاءُ؛ قالَ رُؤْبة:

  من حَقْوَةِ البَطْنِ ودَاءِ الإعْدَادْ⁣(⁣٢)

  فمَحْقُوٌّ على القِياسِ، ومَحْقِيٌّ على ما قدَّمْنا.

  والحَقْوَةُ: دَاءٌ في الإبِلِ نحْو التَّقْطِيعِ يَنْقَطِعُ له بَطْنُه من النُّحازِ، وأَكْثَرُ ما يقالُ الحَقْوة للإِنْسانِ.

  وحِقاءٌ، ككِساءٍ: ع، أَو جَبَلٌ، وتقدَّمَ أَنَّه بالفاءِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  عاذَ بحَقْوِه: إذا اسْتَجارَ به واعْتَصَمَ؛ وهو مَجازٌ؛ قالَ الشاعِرُ:

  سَماعَ اللهِ والعلماءِ أَنِّي ... أَعوذُ بحَقْوِ خالك يا بنَ عَمْروٍ⁣(⁣٣)

  والحَقْوَةُ: مثْلُ النَّجْوَةِ إلَّا أَنَّه مُرْتَفِع عنه تتحّرز⁣(⁣٤) فيه السِّباعُ مِن السَّيْل، والجَمْعُ حِقاءٌ.

  وقالَ النَّضْر: حِقِيُّ الأرضِ: سُفُوحُها وأَسْنادُها، واحِدُها حَقْوٌ، وهو الهَدَفُ والسَّنَد؛ والأَحْقَى كَذلِكَ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:

  تَلْوِي الثنايا بأَحْقِيها حَواشِيَه ... لَيَّ المُلاءِ بأَثْوابِ التَّفارِيجِ⁣(⁣٥)

  يعْنِي به السَّرابَ.

  وقالَ أَبو عَمْروٍ: الحِقاءُ رِباطُ الجُلِّ على بَطْنِ الفَرَسِ إذا حُنِذَ للتضمير وأنشد لطلق بن عديِّ:


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) ديوانه ص ٤٠ واللسان والتهذيب وفيه:

من حقوة الداء وراء الأعداد

(٣) اللسان.

(٤) عن التهذيب واللسان وبالأصل «تنجزر».

(٥) ديوانه ص ٧٤ واللسان والتكملة.