تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حمو]:

صفحة 342 - الجزء 19

  وحَماها، كقَفَا، وحَمُها، بضمِّ الميمِ مُخَفَّفة، وحَمْؤُها بالهَمْزةِ ساكِنَةَ المِيمِ، فهي أَرْبَعُ لُغاتٍ ذَكَرهنَّ الجوهرِيُّ: أَبو زَوْجِها ومن كان من قِبَلِه كالأَخِ وغيرِهِ.

  والأُنْثَى حَماةٌ وهي أُمُّ زَوْجِها، لا لُغَة فيها غَيْر هذه؛ قالَه الجوهرِيُّ.

  وحَمْو الرَّجُلِ: أَبو امْرَأَتِه أَو أَخُوها أَو عَمُّها، أَو الأَحْماءُ من قِبَلِها خاصَّةً، والأُخْتانُ من قِبَل الرجُلِ، والصِّهْرُ يَجْمَعُ ذلِكَ كُلّه.

  قالَ الجوهرِيُّ: وكلُّ شيءٍ من قِبَلِ الزَّوْجِ مثْلُ الأبِ والأخِ ففيه أَرْبَع لُغاتٍ حَماً مثْلُ قَفاً، وحَمُو مثْل أَبُو، وحَمٌ مثْل أَبٍ، وحَمْءٌ ساكِنَةَ المِيمِ مَهْموزَةِ، عن الفرَّاءِ، وأَنْشَدَ:

  قُلْتُ لبَوَّابٍ لَدَيْهِ دَارُها ... تِيْذَنْ فإني حَمْؤُها وجَارُها⁣(⁣١)

  ويُرْوى: حَمُها، بتَرْكِ الهَمْزةِ.

  وقالَ: وأَصْلُ حَمٍ حَمَوٌ بالتحْرِيكِ، لأنَّ جَمْعَه أَحْماءٌ مِثْل آباءٍ، وقد ذَكَرْنا في الأَخِ أَنَّ حَمُو⁣(⁣٢) من الأَسْماءِ التي لا تكونُ مُوَحَّدةَ إلَّا مُضَافَة، وقد جاءَ في الشِّعْرِ مُفْرداً؛ قالَ:

  هِيَ ما كَنَّتي وتَزْ ... عُمُ أَني لها حَمُو⁣(⁣٣)

  قال ابنُ برِّي: هو لفَقِيدِ⁣(⁣٤) ثَقِيف؛ قالَ: والواوُ في حَمُو للإِطْلاقِ؛ وقَبْل البَيْت:

  أَيُّها الجِيرةُ اسْلَمُوا ... وقِفُوا كَيْ تُكَلَّمُوا

  خَرَجَتْ مُزْنَةُ من ال ... بحرْ ريَّا تَجَمْجَمُ

  هِيَ ما كَنَّتي وتَزْ ... عُمُ أني لَها حَمُو⁣(⁣٥)

  وشاهِدُ الحَمَاةَ قوْلُ الراجِز:

  إِنَّ الحَمَاةَ أُولِعَتْ بالكَنَّهْ ... وأَبَتِ الكَنَّةُ إلَّا ضِنَّهْ

  وشاهِدُ حَمأ قوْلُ الشاعِرِ:

  وبجارَة شَوْهاءَ تَرْقُبُنِي ... وحَمأَ يخِرُّ كَمَنْبِذِ الحِلْسِ

  وقالَ رجُلٌ كانت له امرأَةٌ فطَلَّقها وتَزَوَّجها أَخُوه:

  لقد أَصْبَحَتْ أَسْماءُ حَجْراً مُحَرَّما ... وأَصْبَحْتُ من أَدْنى حُمُوّتِها حَمَا⁣(⁣٦)

  أَي أَصْبَحْتُ أَخَا زَوْجِها بعدَ ما كنتُ زَوْجها.

  وحكِي عن الأصمعيّ: الأَحْماءُ من قِبَل الزَّوْجِ، والأَخْتانُ من قِبَل المرْأَةِ؛ وهكذا قالَهُ ابنُ الأعرابيّ وزادَ فقالَ: الحَماةُ أُمُّ الزَّوْجِ، والخَتَنةُ أُمُّ المرأَةِ، وعلى هذا التَّرْتيبِ العباسُ وعليُّ وحمزةُ وجَعْفر أَحْماءُ عائِشَةَ، ¤ أَجْمَعِين.

  قال ابنُ برِّي: واخْتُلِف في الأحْماءِ والأَصْهارِ فقيلَ: أَصْهارُ فلانٍ قَوْمُ زَوْجتِه، وأَحْماءُ فلانَه قوْمُ زَوْجِها.

  وعن الأصمعيّ: الأَحْماءُ من قِبَلِ المرأَةِ، والصَّهْر يَجْمَعها؛ وقولُ الشَّاعِرِ:

  سُبِّي الحَماةَ وابهتي⁣(⁣٧) عَلَيْها ... ثم اضْرِبي بالوَدِّ مِرْفَقَيْها

  ممَّا يدلُّ على أَنَّ الحَماةَ من قِبَلِ الرَّجلِ.

  وعنْدَ الخلِيلِ: أَنَّ خَتَنَ القوْمِ صِهْرُهُم والمتزوِّجُ فيهم أَصْهار الخَتَنِ⁣(⁣٨)، ويقالُ لأَهْلِ بيتِ الخَتَنِ الأَخْتانُ،


(١) اللسان والصحاح برواية «تئذن».

(٢) عن الصحاح واللسان وبالأصل «حموا».

(٣) اللسان والصحاح ونسبه لرجل من ثقيف، والتهذيب.

(٤) كذا بالأصل واللسان.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان والتهذيب ونسبه بحاشيته لعبد الله بن جدعان.

(٧) في اللسان: «وابهتي».

(٨) قوله: أصهار الختن، كذا بالأصل واللسان.