تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء مع الواو والياء

صفحة 345 - الجزء 19

  * قُلْتَ: ونُقِل عن ابنِ الأعرابيّ تَشْديدُ المِيمِ.

  قال الأزْهريُّ: لم يُسْمَع ذلِكَ إلَّا له وأَحْسَبُه لم يَذْكره إلَّا وقد حَفِظَه.

  والحُمةُ: شِدَّةُ البَرْدِ، الأَوْلى أنْ يقولَ: ومِن البَرْدِ شِدَّتُه.

  وأَبو حُمَةَ: محمدُ بنُ يوسُفَ الزَّبيدِيُّ، بفتْح الزاي، محدِّثٌ م مَشْهورٌ، وتَلْميذُه محمدُ بنُ شعيبٍ شيخٌ للطّبراني.

  وحُمَةُ العَقْرَبِ: سَيْفُ⁣(⁣١) يَنْكِفَ الحِمْيَرِيّ سُمِّي به على التَّشْبيه.

  والحُمَيّا، كالثُّرَيَّا: شِدَّةُ الغَضَبِ وأوَّلُهُ. ويقالُ: إنَّه لشَدِيدُ الحُمَيَّا، أَي شَدِيدُ النَّفْسِ والغَضَبِ.

  والحُمَيَّا من الكَأْسِ: سَورَتُها وشِدَّتُها، أَو أَوَّلُ سَوْرَتها وشِدَّتها، أَو إسْكارُها وحِدَّتُها، أَو أَخْذُها بالرَّأْسِ. يقالُ: سارَتْ فيه حُمَيَّا الكَأْسِ أَي سَوْرَتُها، والمعْنَى ارْتَفَعَتْ إلى رأْسِه.

  وقالَ الليْثُ: الحُمَيَّا بُلُوغُ الخَمْرِ من شارِبِها.

  وقالَ أَبو عبيدٍ: الحُمَيَّا دَبِيبُ الشَّرابِ.

  و⁣(⁣٢) الحُمَيَّا من الشَّبابِ أَوَّلُهُ ونَشاطُهُ.

  يقالُ: فَعَلَ ذلكَ في حُمَيَّا شَبابِه أَي في سَوْرتِه ونَشاطِه.

  والحامِيَةُ الأُثْفِيَّةُ؛ عن أَبي عَمْروٍ، والجمْعُ الحَوَامِي.

  وأَيْضاً: الحِجارَةُ تُطْوَى بها البِئْرُ، والجَمْعُ الحَوَامِي.

  قالَ ابنُ شُمَيْل: الحَوَامِي عِظامُ الحِجارَةِ وثِقالُها.

  وأَيْضاً: صَخْرٌ عِظامٌ يُجْعَل في مآخِيرِ الطَّيِّ أن يَنْقَلِع قُدُماً يَحْفِرُون له نِقَاراً، فيَغْمزونه⁣(⁣٣) فيه فلا يَدَعُ تُراباً ولا يَدْنُو من الطَّيِّ فيَدْفَعُه. وقالَ أَبو عَمْروٍ: الحَوَامِي ما يَحْمِيه من الصَّخْرة.

  وحِجارَةُ الرَّكِيَّة كُلُّها حَوَامِ⁣(⁣٤) على حِذَاءٍ واحِدٍ، ليسَ بعضُها بأعْظَم من بعضٍ، وأَنْشَدَ شَمِرٌ:

  كأَنَّ دَلْويَّ يقلبانِ ... بينَ حَوَامِي الطَّيِّ أَرْنَبانِ⁣(⁣٥)

  والحَوَامِي: مَيامِنُ الحافِرِ ومَياسِرُهُ.

  وقال الأَصْمعيُّ: في الحَوافِرِ الحَوَامِي، وهي حُرُوفُها من عن يَمِينٍ وشمالٍ؛ وقالَ أَبو دُوادٍ:

  لَهُ بَيْنَ حَوَامِيهِ ... نُسُورٌ كَنَوَى القَسْبِ⁣(⁣٦)

  وقال أَبو عُبَيدَةَ: الحَامِيَتانِ ما عن يمينِ السُّنْبُك وشِمالِه.

  والحامِي: الفَحْلُ من الإِبِلِ يَضْرِبُ الضِّرابَ المَعْدودَ أَو عَشَرَةَ أَبْطُن ثم هو حامٍ، أَي حَمَى ظَهْرَهُ فَيُتْرَكُ فلا يُنْتَفَعُ منه بشيءٍ ولا يُمْنَعُ من ماءٍ ولا مَرْعًى.

  وقال الجَوْهرِيُّ: الحامِي مِن الإِبِلِ الذي طالَ مَكْثَه عنْدَهُم؛ قالَ اللهُ ø: {وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ}⁣(⁣٧)؛ فأَعْلَم أنَّه لم يُحَرِّمْ شيئاً من ذلِكَ؛ قالَ الشاعِرُ:

  فَقَأْتُ له عَيْنَ الفَحِيلِ قِيافَةً⁣(⁣٨) ... وفيهنَّ رَعْلاء المَسامِعِ والحامِي

  وقال الفرَّاءُ: إذا لَقِحَ ولَد وَلَدِه فقد حَمَى ظَهْرَه لا يُجَزُّ له وَبَر ولا يُمْنَع من مَرْعىَ.

  واحْمَوْمَى الشَّيءُ: اسْوَدَّ كاللَّيْلِ والسَّحابِ؛ قالَ:

  تَأَلَّقَ واحْمَوْمَى وخَيَّم بالرُّبَا ... أَحَمُّ الذُّرَى ذو هَيْدَب مُتَراكِبِ


(١) في القاموس بالرفع منونة، ورفع التنوين لإضافتها.

(٢) قبل قوله: «ومن الشباب ...» زيادة في القاموس. سقطت من نسخ الشارح ونصها: ومن كُلِّ شيءٍ: شِدَّتُهُ.

(٣) عن اللسان والتهذيب وبالأصل «فيعمرونه».

(٤) وبالأصل «حوامي» والتصحيح عن اللسان والتهذيب.

(٥) اللسان والتهذيب بدون نسبة وفيهما «تقلّبان» بدل «يقلبان».

(٦) اللسان والتهذيب منسوباً لأبي داود، وبحاشية التهذيب نسب لعقبة بن سابق.

(٧) سورة المائدة، الآية ١٠٣.

(٨) في اللسان: عيافة.